لم يكن أكثر تعبيراً عن التَعايُش «الملغوم» بين «الماء والنار» تحت سقفٍ واحدٍ في لبنان من «معاجَلةِ» الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الحكومةَ الجديدة بخطابِ ربْط الواقع المحلي بإيران والمواجهات التي تخوضها في المنطقة والعالم في الوقت الذي كان البيان الوزاري لـ«الحكومة الوليدة» يحاول تَلَمُّس طريقٍ توفّر «مَمَرّاً آمناً» لـ«بلاد الأرز» في «حقل الألغام» الاقليمي عبر عنوان «النأي بالنفس عن صراعات المنطقة».
وفيما جاءت مواقف نصرالله في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، ولا سيما قوله إن «إيران لن تكون وحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب» وإن طهران مستعدة لدعم لبنان على كل المستويات «من الكهرباء إلى النقل والأدوية» مبدياً الاستعداد «كصديق لإيران» للمساعدة «في الحصول منها على كلّ ما يحتاجه الجيش، وبخاصة في مجال الدفاع الجوي»، بمثابة «طعنة مبكرة» للحكومة والتزامها سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان على حرائق المنطقة وإمعاناً في إلحاقه بلعبة المحاور، تأتي الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبيروت الأحد والاثنين المقبليْن لتزيد من علامات الاستفهام حول المنحى الذي سيسلكه الواقع اللبناني في المرحلة المقبلة.
وفي رأي أوساط مطلعة، أن مسارعة ظريف الى زيارة بيروت حتى قبل ان تنال الحكومة الجديدة ثقة البرلمان (الأسبوع المقبل)، بدت في سياق محاولة توجيه رسائل في أكثر من اتجاه، أولاً لجهة حرص إيران على إظهار دورها كـ«حاضنة» لإنجاز الولادة الحكومية بعد 8 أشهر ونيف، وثانياً «قطْف ثمار» هذا المسار الذي كانت طهران بكّرت في رسْم «علامات انتصارها» فيه بكلام القائد في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني غداة الانتخابات النيابية بأن لبنان سيكون على موعد مع «حكومة مقاومة».
ورغم اقتناع هذه الأوساط بأن إفراج إيران عن الحكومة جاء في إطار «رسالة حسن النية» تجاه أوروبا بملاقاة آلية التبادل التجاري مع طهران، إلا ان زيارة ظريف معطوفة على كلام نصر الله الذي بدا بمثابة إغراقٍ لها بـ«جدول أعمال» إقليمي تعكس محاولة لاقتياد لبنان الى «خط المواجهة» كـ«صندوقة بريد» وأكثر، وخصوصاً عشية مؤتمر وارسو الذي سيسعى الى «تدويل» المعركة ضدّ نفوذها خارج حدودها وإعادة إيران الى إيران، والذي استبقه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإعلان أن «إيران وحزب الله، يتمتعان بنفوذ في فنزويلا وفي جميع أنحاء أميركا الجنوبية»، كاشفاً أن «مؤتمر بولندا سيناقش هذه المسألة».
ورغم اقتناع هذه الأوساط بأن إفراج إيران عن الحكومة جاء في إطار «رسالة حسن النية» تجاه أوروبا بملاقاة آلية التبادل التجاري مع طهران، إلا ان زيارة ظريف معطوفة على كلام نصر الله الذي بدا بمثابة إغراقٍ لها بـ«جدول أعمال» إقليمي تعكس محاولة لاقتياد لبنان الى «خط المواجهة» كـ«صندوقة بريد» وأكثر، وخصوصاً عشية مؤتمر وارسو الذي سيسعى الى «تدويل» المعركة ضدّ نفوذها خارج حدودها وإعادة إيران الى إيران، والذي استبقه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بإعلان أن «إيران وحزب الله، يتمتعان بنفوذ في فنزويلا وفي جميع أنحاء أميركا الجنوبية»، كاشفاً أن «مؤتمر بولندا سيناقش هذه المسألة».
وفي رأي الأوساط عيْنها أن هذا السلوك في إلحاق لبنان بالمحور الإيراني عبر تصريحات نصر الله وزيارة ظريف، وهو أول مسؤول في المنطقة يهنىء لبنان بحكومته «وجهاً لوجه»، يفسّر جانباً كبيراً من «الفتور» الخليجي خصوصاً حيال الحكومة الجديدة التي اعتُبرت مختلّة التوازن لمصلحة «حزب الله» وحلفائه، وسط إشاراتٍ الى أن هذه الحكومة موضوعة «تحت المراقبة» العربية كما الدولية لتبيان إذا كانت ستفي بالتزاماتها حيال النأي بالنفس والقرارات الدولية وذلك كمدْخلٍ لتسييل المساعدات والقروض التي خُصصت للبنان في مؤتمر «سيدر 1» أو تلك التي وعدتْ بها دولٌ خليجية.
وتعتبر الأوساط ان اندفاعة نصرالله والمحطة اللبنانية لظريف، ستزيد من الإرباك الرسمي الذي يتخبّط أصلاً بين ما يمكن وصْفه بـ«حكومة هونغ كونغ» التي تسعى الى توفير الأرضية للنهوض الاقتصادي والمالي عبر إصلاحات مؤلمة، وبين «المشروع الاستراتيجي» لـ«حزب الله» الذي يجعل من لبنان «هانوي دائمة» مع ما يرتّبه ذلك من أكلاف على البلاد.
واستوقف هذه الأوساط أن التظهير «النافر» لتحوّل لبنان «عمْقاً إيرانياً» بعدما كان نصر الله اعتمد «التمويه» في خطابه يوم الاثنين بنفيه أن تكون هذه «حكومة حزب الله»، أتى في ظل محطتيْن:
* الأولى تأكيد لبنان الرسمي لرئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي الذي زار بيروت أمس التزامه تطبيق القرار 1701 كما جاء على لسان الرئيس العماد ميشال عون، وصولاً الى تشديد الحريري «التزام الحكومة اللبنانية بسياسة النأي بالنفس والـ1701، بصفتهما ركيزتان لاستقرار لبنان.
* والثانية إبلاغ سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن ورؤساء بعثات دول الاتحاد، الحريري خلال زيارة تهنئة «ضرورة البدء بتنفيذ الإصلاحات التي نص عليها مؤتمر سيدر»، وأن «استقرار لبنان يشكل أهمية بالغة بالنسبة الى أوروبا، ولذلك فإن الاتحاد يعلّق أهمية كبيرة على استمرار اعتماد الحكومة لسياسة النأي بالنفس والتزام جميع قرارات الأمم المتحدة»، ومشدّدين على «أن الجيش بحسب اتفاق الطائف يجب أن يكون القوة المسلحة الوحيدة في لبنان. وشجعوا الحكومة اللبنانية على إطلاق حوار وطني للبحث في استراتيجية وطنية للدفاع».
شدياق ووزير «حزب الله» ... بربطة عنق ويُصافِح باليد
تَمْثُل الحكومة الجديدة في لبنان الأسبوع المقبل أمام البرلمان في جلسات متتالية لنيل الثقة بناء على بيان وزاري أقرّته أمس وعنوانه «هذه الحكومة نريدها حكومة أفعال لا حكومة أقوال».
شدياق ووزير «حزب الله» ... بربطة عنق ويُصافِح باليد
تَمْثُل الحكومة الجديدة في لبنان الأسبوع المقبل أمام البرلمان في جلسات متتالية لنيل الثقة بناء على بيان وزاري أقرّته أمس وعنوانه «هذه الحكومة نريدها حكومة أفعال لا حكومة أقوال».
ويتألف البيان الوزاري من 14 صفحة فولسكاب ولم تشهد جلسة مجلس الوزراء أمس سوى تحفُّظ وزراء «القوات اللبنانية» على بند واحد فيه يتعلق بالمقاومة بعدما رُفض طلب الحزب تعديل عبارة «مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الاسرائيلي وردّ اعتداءاته واسترجاع الاراضي المحتلة»، ليصبح «مع التأكيد على حق المواطنين اللبنانيين في المقاومة للاحتلال الاسرائيلي من ضمن مؤسسات الدولة الشرعية (...)»، والدعوة الى «اعادة القرار الاستراتيجي كاملاً، العسكري والامني، للدولة».
وقبيل الجلسة برز موقف لوزيرة «القوات» مي شدياق قالت فيه إنه «لو كانت لحزب الله النية بتحدي المجتمع الدولي لما عيّن وزيراً للصحة بربطة عنق ويصافح باليد».
ليندا عازار - الراي - الجمعة 8 شباط 2019
ليندا عازار - الراي - الجمعة 8 شباط 2019
إرسال تعليق