ترخي التطوّرات الدولية والإقليمية بثقلها على الداخل اللبناني العالق في أزمة تأليف الحكومة بعد العقبة الأخيرة التي استجدّت بتمثيل سنّة المعارضة بوزير. ولعلّ ما أفرزته نتائج الانتخابات النصفية الأميركية زاد المشهد ضبابية لأنّه لم يرجّح كفّة أيّ من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري، فسيطر الأوّل على مجلس النواب في حين حافظ الجمهوريون على الغالبية في مجلس الشيوخ، ما شكّل بحسب المراقبين تعادلا سلبيا لدونالد ترامب الذي كان يخشى أن تتحوّل الانتخابات استفتاء على شخصه وعلى استمراره حتّى انتهاء ولايته في منتصف العام 2021.
يفنّد متابعون للسياسة الأميركية نتائج الانتخابات مشيرين الى انّ انتصار الديمقراطيين بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب لم يرق الى مستوى «الموجة الزرقاء» التي كان يُعوّل عليها ضدّ الرئيس ترامب، ولو أنّ انتصارهم سيمكّنهم من تكبيل عمله في النصف الثاني من ولايته من خلال ما ألمحت إليه زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي لجهة «إعادة الضوابط والمحاسبة التي نصّ عليها الدستور، على إدارة ترامب». ويتساءل هؤلاء كيف يمكن للديمقراطيين أن يشكّلوا معسكرا سياسيا مُعارضا للإدارة الحالية وقوّة دفع نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة وهم يعرفون أن أيّ مواجهة مباشرة مع ترامب ليست من مصلحتهم، لا سيما أنّ أيّ عرقلة لمشاريع الرئيس الأميركي في مجلس النواب يمكن أن يواجهها بالمراسيم التنفيذية التي له صلاحية إصدارها على غرار النظام القائم في فرنسا.
انطلاقا من هذا الواقع، يرى المتابعون أنفسهم أنّ ترامب لا يزال في وضع مريح نسبيا على الرغم ممّا أفرزته نتائج الانتخابات، لسبيين اثنين:
أوّلا- هو استطاع ان يهدّئ الرأي العام الأميركي من خلال ما اعتبره انجازات وتقديمات اقتصادية واجتماعية خلال العامين الأولين من ولايته.
ثانيا- هو سيتمكّن من الانصراف الى الجبهة الخارجية ليركّز أكثر على علاقاته مع الصين وعلى الحرب التجارية معها إضافة الى شأن آخر لا يقلّ أهمية يتمثّل بعلاقاته مع ايران كما علاقاته مع الشرق الأوسط من باب صفقة القرن التي عمل عليها بعيد وصوله الى سدّة الرئاسة، قبل أن ينصرف في سنته الثانية إلى إعادة ترتيب حملته الانتخابية أملا بفوزه بولاية رئاسية ثانية.
هذه القراءة لنتائج الانتخابات النصفية تلتقي في التوقيت والمضمون مع دخول العقوبات الأميركية على طهران حيّز التنفيذ بعد ان كانت طهران تنتظر نتائج الانتخابات لتقييم مدى تأثيرها على توجّهات إدارة ترامب وتاليا على السياسة التي قد تتّبعها للالتفاف على العقوبات. وفيما رأى محلّلون ايرانيون أنّ فوز الديمقراطيين بالغالبية في مجلس النواب أمر إيجابي لأنّهم بغالبيتهم مؤيّدون للاتفاق النووي، ترى مصادر سياسية رفيعة أنّ ضبابية نتائج الانتخابات النصفية التي لم تنزع عن ترامب لا شرعية إدارته ولا صلاحيّتها ستُدخل المنطقة أيضا في إطار من الضبابية التي سيستمرّ معها الكباش على أكثر من صعيد بانتظار جلاء الصورة بشكل أوضح. وفي هذا الإطار يبدو من الصعب على لبنان، الذي كاد ان يتجاوز كلّ العوائق من امام تشكيل الحكومة أن يستعيد هذه الدينامية في القريب العاجل، ما سيمدّد الستاتيكو الحاصل بانتظار تطوّرات أخرى قد تتأتّى من تسويات أو تعقيدات قد تطال الأزمات المحيطة.
يفنّد متابعون للسياسة الأميركية نتائج الانتخابات مشيرين الى انّ انتصار الديمقراطيين بانتزاعهم السيطرة على مجلس النواب لم يرق الى مستوى «الموجة الزرقاء» التي كان يُعوّل عليها ضدّ الرئيس ترامب، ولو أنّ انتصارهم سيمكّنهم من تكبيل عمله في النصف الثاني من ولايته من خلال ما ألمحت إليه زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي لجهة «إعادة الضوابط والمحاسبة التي نصّ عليها الدستور، على إدارة ترامب». ويتساءل هؤلاء كيف يمكن للديمقراطيين أن يشكّلوا معسكرا سياسيا مُعارضا للإدارة الحالية وقوّة دفع نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة وهم يعرفون أن أيّ مواجهة مباشرة مع ترامب ليست من مصلحتهم، لا سيما أنّ أيّ عرقلة لمشاريع الرئيس الأميركي في مجلس النواب يمكن أن يواجهها بالمراسيم التنفيذية التي له صلاحية إصدارها على غرار النظام القائم في فرنسا.
انطلاقا من هذا الواقع، يرى المتابعون أنفسهم أنّ ترامب لا يزال في وضع مريح نسبيا على الرغم ممّا أفرزته نتائج الانتخابات، لسبيين اثنين:
أوّلا- هو استطاع ان يهدّئ الرأي العام الأميركي من خلال ما اعتبره انجازات وتقديمات اقتصادية واجتماعية خلال العامين الأولين من ولايته.
ثانيا- هو سيتمكّن من الانصراف الى الجبهة الخارجية ليركّز أكثر على علاقاته مع الصين وعلى الحرب التجارية معها إضافة الى شأن آخر لا يقلّ أهمية يتمثّل بعلاقاته مع ايران كما علاقاته مع الشرق الأوسط من باب صفقة القرن التي عمل عليها بعيد وصوله الى سدّة الرئاسة، قبل أن ينصرف في سنته الثانية إلى إعادة ترتيب حملته الانتخابية أملا بفوزه بولاية رئاسية ثانية.
هذه القراءة لنتائج الانتخابات النصفية تلتقي في التوقيت والمضمون مع دخول العقوبات الأميركية على طهران حيّز التنفيذ بعد ان كانت طهران تنتظر نتائج الانتخابات لتقييم مدى تأثيرها على توجّهات إدارة ترامب وتاليا على السياسة التي قد تتّبعها للالتفاف على العقوبات. وفيما رأى محلّلون ايرانيون أنّ فوز الديمقراطيين بالغالبية في مجلس النواب أمر إيجابي لأنّهم بغالبيتهم مؤيّدون للاتفاق النووي، ترى مصادر سياسية رفيعة أنّ ضبابية نتائج الانتخابات النصفية التي لم تنزع عن ترامب لا شرعية إدارته ولا صلاحيّتها ستُدخل المنطقة أيضا في إطار من الضبابية التي سيستمرّ معها الكباش على أكثر من صعيد بانتظار جلاء الصورة بشكل أوضح. وفي هذا الإطار يبدو من الصعب على لبنان، الذي كاد ان يتجاوز كلّ العوائق من امام تشكيل الحكومة أن يستعيد هذه الدينامية في القريب العاجل، ما سيمدّد الستاتيكو الحاصل بانتظار تطوّرات أخرى قد تتأتّى من تسويات أو تعقيدات قد تطال الأزمات المحيطة.
ميرا جزيني عساف - "اللواء" - 9 تشرين الثاني 2018
إرسال تعليق