0
إذا كنتم تعتقدون أنّ مرض السكري من النوع الثاني يهدّد صحّتكم، فإنكم على الأرجح تعلمون القواعد الأساسية لخفض الخطر قدر المستطاع، أي الأكل الصحيح، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وزن صحّي. لكنّ هذه الأمور ليست الوحيدة التي يمكنكم فعلها!

كشف العلماء أخيراً أنّ هناك عوامل أخرى قد تؤدي دوراً في رفع احتمال تعرّضكم للسكري من النوع الثاني، واللافت أنّ بعضها مُفاجئ جداً:

الابتعاد عن الغلوتين بِلا سبب

هناك دليل آخر على أنه يجب عدم حذف القمح، والشعير، والجاودار إلّا عند الحاجة الطبية. الأشخاص الذين يستهلكون الغلوتين بانتظام هم 13 في المئة أقل عرضة للإصابة بالسكري مقارنةً بالذين يأخذون الحذر من هذه الأطعمة، وفق دراسة أجرتها جمعية القلب الأميركية على نحو 200 ألف بالغ. ويُحتمل أن يرجع ذلك إلى أنّ الأشخاص الذين يتفادون الغلوتين يميلون إلى تناول كمية أقلّ من الحبوب الكاملة الغنيّة بالألياف، والتي تؤدي دوراً مهمّاً في خفض خطر السكري. إشارة إلى أنّ الحميات الغنيّة بالألياف مرتبطة أيضاً بتحسين حساسية الإنسولين، وخفض الالتهاب، وتقليص مستويات ضغط الدم والكولسترول.

البقاء غالباً في العزلة

من الجيّد أحياناً عدم التحدث إلى أحد، والجلوس على الأريكة من دون القيام بأي شيء والانعزال عن الخارج، لكن يجب الحرص على عدم تكرار ذلك بانتظام. أظهرت الأبحاث أنّ العزلة الاجتماعية مرتبطة بزيادة احتمال السكري من النوع الثاني، جنباً إلى الخرف. إستناداً إلى آخر نتائج «BMC Public Health»، فإنّ النساء بين 40 و75 عاماً اللواتي لم يشاركن في الأنشطة الاجتماعية كنّ 112 في المئة أكثر عرضة للسكري مقارنةً بنظيراتهنّ اللواتي لديهنّ علاقات إجتماعية متينة. لم يتمكّن الخبراء من فهم هذا الرابط كلّياً، لكن من المعلوم أنّ الأشخاص الذين يعزلون أنفسهم عن العائلة والأصدقاء هم أكثر مَيلاً لمعاناة الكآبة التي تشكّل عامل خطر للسكري.

حذف القهوة

هناك دوافع عديدة للشعور بحال جيّدة عند شرب القهوة صباحاً. فاستناداً إلى دراسة من جامعة هارفارد، إنّ الأشخاص الذين حذفوا أكثر من فنجان واحد من القهوة يومياً على مدى 4 أعوام كانوا 17 في المئة أكثر عرضة للسكري مقارنةً بالذين لم يجروا أي تغيير. والذين حصلوا على فنجان إضافي تمكّنوا من خفض الخطر بنسبة 11 في المئة، علماً أنّ هذه النتائج شملت فقط القهوة التي تحتوي الكافيين. إنّ العلماء لم يفهموا بعد آثار القهوة الوقائية، لكن يبدو أنّ شربها يجعل مستويات السكر في الدم أكثر ثباتاً. يُنصح بعدم القضاء على فوائد القهوة من خلال سكب السكر أو مُحلّيات أخرى. أمّا إذا كنتم لا تتقبّلون المذاق المرير، فيمكنكم وضع القليل من الستيفيا.

إستخدام غسول الفم

بحسب دراسة من «University of Alabama»، إنّ الأشخاص الذين استخدموا غسول الفم مرّتين يومياً كانوا 55 في المئة أكثر عرضة للسكري من النوع الثاني خلال 3 أعوام مقارنةً بنظرائهم الذين لم يستخدموا هذا المنتج إطلاقاً. المطلوب إجراء أبحاث إضافية لفهم العلاقة، لكنّ غسول الفم يعمل من خلال طرد البكتيريا السيّئة والجيّدة من الفم. يُعتقد أنّ أنواعاً مفيدة تؤدي دوراً في تنظيم السكر في الدم، غير أنّ قتلها قد يُصعّب بقاء هذه المستويات مستقرّة.

الإفراط في الملح

كثرة الصوديوم قد تجعلكم أكثر ميلاً لزيادة الوزن أو معاناة ارتفاع ضغط الدم، وهما العاملان المحفّزان للسكري. إنّ المبالغة في استخدام الملح قد تؤثر أيضاً مباشرةً في مقاومة الإنسولين، وفق علماء من السويد. في الواقع، كل 1000 ملغ إضافية من الصوديوم ترفع خطر السكري بنسبة 43 في المئة. لذلك، توصي جمعية القلب الأميركية بجعل جرعة الصوديوم أقلّ من 2300 ملغ يومياً، والأفضل خفضها إلى ما دون 1500 ملغ.

تناول الستاتين

هذه العقاقير قد تشكّل أداة مهمّة للتحكّم في مستويات الكولسترول، لكنّ تناولها رُبط أيضاً بزيادة قليلة في خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وفق مراجعة عام 2010 لـ13 دراسة شملت 91 ألف مشارك. ولقد توصّلت نتائج أخرى نُشرت عام 2017 إلى أنّ استعمال الستاتين رفع احتمال السكري بنسبة بلغت 36 في المئة، لكنّ الرابط بين الإثنين غير واضح بعد تماماً. إنّ ارتفاع الكولسترول بحدّ ذاته هو عامل خطر للسكري، وبالتالي من المحتمل أنّ الأشخاص الذين يحصلون على الستاتين هم أساساً عرضة للسكري من النوع الثاني. ومن الضروري البحث مع الطبيب عن الخيارات المُتاحة للسيطرة على الكولسترول. وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يكون كافياً إجراء تعديلات على نمط الحياة كتحسين نوعية الأكل، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين.

سينتيا عواد - "الجمهورية" - 1 أيلول 2018

إرسال تعليق

 
Top