0
دخل العماد ميشال سليمان إلى مجلس النواب مرة، فخرج منه رئيسا للجمهورية. أما بعد، فلم تدخل كتلة نيابية موقعة بإسمه المجلس مرة خلال ست سنوات. ربما الأصح القول، إن الرجل لم يقدم على محاولة جدية للفوز بتكتل يبرزه كزعيم شعبي ويكون بمثابة حالة ضغط وأداة جاهزة للتجيير والتعطيل متى اقتضى الأمر، أو تحصيل رقم وازن يصب لمصلحة مرشح رئاسي يضمن بقاء نفوذه و"تمديد" ولايته.

الفرص أمامه كانت مشرعة لأكثر من ذلك لكنه رفض، بينما أخذ دولاب السياسة بالدوران لصالح الأرقام التفضيلية والماكينات الإعلامية الجارفة.

النسبية ليست القانون الذي يسقط مرشحاً يخسر بفارق ألف صوت (ما حصل في الـ٢٠٠٩ بكسروان وجبيل)، ولو كان "مشوّهاً" - كما وصفه سليمان عند ولادته - بل يفتح الأوراق أمام القيادات لبحث أكثر من Option في الحسابات، تحالفات وأسماء وأرقام.

واليوم في عهد ميشال عون، يشجع مقربون سليمان على قول كلمته الإنتخابية حيث يجب من الدوائر. لا شك أن تكاتف مهندسي العهد لن يسمح بمعارضة نيابية واسعة، لكن سليمان يدعو إلى التلاقي لتحقيق الأفضل. هو الذي تحلو له عبارة "فريق سيادي" التي كان أول من استخدمها منذ سنة ونصف، يتحدث مع من يشبهه من المعارضين في كواليس الأصدقاء ويحفظ خط العودة مع أصدقاء آخرين بدلوا أولويتهم عند مفترق طريق.

في جعبة سليمان أكثر من نظرة إلى معركة ٢٠١٨، انطلاقاً من تجربته مع المجتمع المدني الذي أوصل في عهده وجوهاً مستقلة إلى مواقع القرار. ووفق المعلومات، فإن "لقاء الجمهورية" ستكون له محطات عدة وصولاً إلى الأحد الأول من أيار، ترشيحاً وتنسيقاً واقتراعاً، كانت انطلاقتها المؤتمر الصحفي الذي حدد ٨ معايير لدعم اللوائح وتبنيها.

الكلام يبقى كلاماً في موسم الإنتخابات ما لم يقابل بتحالفات واقعية تكفل تسجيل حاصل انتخابي بالحد الأدنى. والحال بين السياسة والإنتخابات بعد أيار "غالب ومغلوب".

ريكاردو الشدياق - موقع mtv -
2 آذار 2018

إرسال تعليق

 
Top