0
في وقت تتطلّع المعارضة الشيعيّة الى تشكيل لائحة موحّدة في بعلبك - الهرمل في وجه لائحة تحالف "حزب الله" - حركة "أمل" من أجل الخرق إذا ما تمّ التوافق مع "القوات اللبنانية"، صاحبة الحضور القويّ حتى الآن في البزار الإنتخابي المعارِض، حصَل تطوّر مفاجئ أعطى المعارضة بكلّ إختلافاتها أملاً في تأليف مثل تلك اللائحة.
يُسجّل شحٌّ في الترشحيات في بعلبك - الهرمل حتى الآن، في المقابل تظهر كثافة على مواقع التواصل الإجتماعي بأسماء مرشحين بدأت تطلّ تباعاً لترفع من عدد الطامحين للوصول إلى الندوة البرلمانية، في ظلّ غياب كامل للبرامج الإنتخابية ما عدا برنامج مرشح "القوات" الدكتور أنطوان حبشي. الجولات الإنتخابية لا تزال خجولة، بينما ترسم اللقاءات معالم المرحلة المقبلة التي تتطلّب رصَّ الصفوف وتوحيد الجهود واللوائح في حال الرغبة بتحقيق خرق في مقعد أو أكثر.

ويشير الواقع إلى إرتياح "حزب الله" من كثرة اللوائح المعارضة التي يُفترض أن تتشكّل، حيث تؤكّد المعلومات وجود لائحتين كاملتين وثالثة غير مكتملة، ما يشتّت المعارضة وأصواتها في وجه "حزب الله" وحلفائه، وهو الذي يسعى بدوره إلى رفع نسبة الإقتراع واختيار أسماء مرشّحين لهم حضورهم الشعبي ويعطون ثقلاً إنتخابياً للائحته ومن بينهم خصوصاً المرشحون من السنّة والمسيحيين.

وينطلق عدد من الشخصيات الشيعية المعارضة لـ"حزب الله" في العمل على خوض الإنتخابات النيابية في الدائرة إنطلاقاً من نتائج الإنتخابات البلدية الأخيرة، ويسعون إلى جمع عدد من الرموز البارزة التي لها وزنٌ سياسي وثقلٌ إنتخابي، ومن تلك الشخصيات رئيس بلدية بعلبك السابق غالب ياغي الذي بدأ، ضمن تجمّع وطني يضمّ عدداً من جمعيات المجتمع المدني على صعيد لبنان، بالعمل على عقد مشاورات ولقاءات في أكثر من إتجاه لبلورة صيغة تحالفية يمكن أن تشكل قوّةً وازنة في وجه لائحة "حزب الله". كذلك يُجري الرئيس حسين الحسيني مشاوراته ليبني عليها توجّهه في خوض الإنتخابات المقبلة.

وبحسب المعلومات فإنّ الحسيني لم يحسم قرارَه بعد بترؤس لائحة مع حلفاء آخرين أو أن يرشّح نجله، وفي حال اتّخذ القرار بعدم الترشح فهو سيدعم لائحة، وهنا يشير المتابعون الى أنّ عدم ترشحه سيجيّر أصواتاً أقل بكثير للائحة التي يدعمها إذا لم يكن على رأسها، لما له من حيثية شعبية تمكّن من خلالها من خرق لائحة "حزب الله" وحلفائه في إنتخابات العام 1996 يوم كان البقاع كله دائرةً واحدة.

على المقلب الآخر، يتحضّر علي صبري حمادة، نجل رئيس مجلس النواب الراحل صبري حمادة، لتشكيل لائحة مع بعض الحلفاء ذات القناعات السياسية، ويقول حمادة، لـ"الجمهورية"، إنّ الإنتخابات وفق القانون الحالي هي أفضل الممكن، وستتمّ وفق خيارات سياسية لأنّ الإقتراع للائحة مقفلة سيدفع المواطن إلى اختيار اللائحة التي تمثل طموحاته وطروحاته السياسية، وبالتالي الإنتخابات هذه السنة على قاعدة النسبية ستزيد من تنوّع التمثيل والتنافس الذي يدفع إلى أداءٍ أفضل".

ويسعى حمادة أيضاً إلى التحالف مع شخصيات وأحزاب لها وزن إنتخابي وحضور يعطي اللائحة أصواتاً ونتائج جيّدة بعد إستشعار فرصة الخرق. ويبقي حمادة الخيارات مفتوحة مع كل الأطراف بما فيها تيار "المستقبل" و"القوات اللبنانية".

بدوره، بدأ الدكتور عباس ياغي جولاته الإنتخابية وفي جعبته ملفّات عدة ستكون ضمن أولوية برنامجه الإنتخابي وسط معاناة المنطقة من الوضع الأمني المتردّي، وغياب العدالة والتنمية. كذلك، يستعدّ النائب السابق فايز شكر لتشكيل لائحة معارضة مع عدد من الشخصيات.

غير أنّ طبيعة المنطقة وتنوّعها المذهبي والطائفي لا يمكن أن يُساهما في إنجاح لائحة معارضة لـ"حزب الله" وحلفائه من دون الرافعة السنّية والمسيحية.

وفيما كان الجميع ينتظر إعلان تيار "المستقبل" أسماء مرشّحيه في كل لبنان، يبدو أنّه حسَم الأسماء في دائرة بعلبك- الهرمل. وتؤكّد معلومات "الجمهوريّة"، أنّ "المستقبل" سيرشّح مسعود الحجيري من عرسال، إضافة الى إسمٍ ثانٍ من مدينة بعلبك يُرجّح أنه من آل الصلح، وقد حصل اتفاق بين "القوات اللبنانية" و"المستقبل" والمرشّحين علي صبري حمادة وعباس ياغي وبعض الشخصيات الشيعية المعارِضة على تأليف لائحة موحّدة لخوض معركة في وجه "حزب الله" و"أمل"، يرجّح أن تخرق بأكثر من مقعدين.

هذا التحالف سيترك تردّداته على الساحة الإنتخابية، خصوصاً أنّ "حزب الله" بات في حاجة الى مراجعة حساباته بعد توحّد قوى المعارضة وإستعدادها لخوض معركة شرسة في عقر داره.

عيسى يحيى - "الجمهورية" - 16 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top