0
رغم التزامها بتطبيق القرار "1701"، فإن لبنان يبقى هدف إسرائيل الأول، لتمرير مخططاتها العدوانية الجديدة، خاصة في البلوك رقم 9 المتنازع عليه والبالغ مساحته 850 كيلومتراً مربعاً، الذي يقال إنه يضم أكبر كمية من النفط والغاز.

وفي هذا الاطار اعتبر الخبير والمحلل الاستراتيجي سامي نادر، لـ "السياسة"، إن "ما تقوم به إسرائيل على الحدود مع لبنان، مشابه تماماً لما فعلته في السابق على حدودها مع غزة"، مبدياً استغرابه حيال صمت العالم أجمع لما تقوم به إسرائيل، ومؤكداً إن "العالم اليوم يعيش حالة بناء جدران الفصل، ولم يعد خاضعاً لأحكام الشرعية الدولية".

وقال: "ما شهدناه بعد سقوط جدار برلين وتحويل سور الصين العظيم إلى مرفق سياحي، هو تطور خطير لا يمكن السكوت عنه، فمنذ خروج بريطانيا من السوق الأوروبية المشتركة، مروراً بما يسمى بجدار ترامب المزمع بين الولايات المتحدة والمكسيك، لمنع تدفق اللاجئين المكسيكيين إلى الولايات المتحدة، لأنهم يشكلون خطراً على الاقتصاد الأميركي على حد زعمه، نجد أن إسرائيل عازمة على بناء جدار الفصل مع لبنان، وهي قبل سنوات قامت ببناء جدار مشابه للفصل مع قطاع غزة، ولكنه لم يخفف من هجمات الفلسطينيين على أراضيها إلا بنسبة محدودة جداً".

وأضاف إنه "بالنسبة للبنان، فقد يكون لهذا لجدار التي شرعت ببنائه بعد أمني، مرده إلى خوفها من تسلل المقاومين من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة".

وتساءل عن مصير النقاط الـ13 المتنازع عليها في مزارع شبعا وفي منطقة العرقوب. ورأى في هذا التدبير "حلاً مؤقتاً، لكنه لا يمنع إطلاق الصواريخ باتجاهها، ولن يمنع من نشوب الحروب ضدها مستقبلاً. وقد تكون النقاط الـ13 المختلف عليها سبباً في نشوب الحرب المقبلة مع لبنان".

وفي تفسيره لخطوة إسرائيل بالنسبة لبناء الجدار، قال: "ربما تكون استشعرت هذا الخطر عندما اقتربت قوات الحشد الشعبي إلى منطقة البوكمال السورية، وقيل يومها إن كثافة هذه الحشود، قد يذهب قسم منها إلى لبنان وقد تشكل خطراً عليها. وذلك مع بروز مؤشرات أوحت لها بهذا، وتمثلت بزيارات لمسؤولين إيرانيين إلى الجنوب اللبناني والتنزه بالقرب من الخط الأزرق. وهو ما يشكل مصدر قلق لها. وكأنها تريد أن تطلق إشارة تحذير للعالم، بأنها من خلال بناء هذا الجدار تصون حدودها الشمالية، وأي اعتداء عليها، سيكون بمثابة إعلان حرب ضدها". 

"السياسة الكويتية" - 9 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top