0
تساءلت اوساط سياسية عديدة عن سبب عدم تصريح قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بأي تصريح في المرحلة الاخيرة منذ شهر وحتى الان، رغم ان احداثا هامة جرت، وكان له في العادة ان يدلي بتصاريح يعلق فيها على الاحداث ويبدي رأيه كرئيس لحزب القوات اللبنانية. 
 
كذلك كان يظهر على شاشات التلفزيون وفي مقابلات حيث يشرح موقف حزب القوات اللبنانية وتحالفاته وعلاقاته مع كافة الاطراف. انما مضى اكثر من شهر واسبوع وجعجع غائب عن التصريح وعن الصورة حتى ان نواب حزب القوات اللبنانية او وزراءه لا يدلون بأي تصريح سياسي، كأنما هنالك توجيها من جعجع بعدم الادلاء بتصريحات سياسية، حتى ان وزير الاعلام ملحم رياشي كان يدلي بتصريح شبه اسبوعي حول موقف القوات اللبنانية وموقف جعجع.
 
انما يبدو ان الصمت هو سيد الموقف، ومنهم من يفسّر الامور بأن جعجع ينتظر ماذا سيحصل على صعيد العلاقة بينه وبين الرئيس سعد الحريري، كذلك يدرس العلاقة مع عهد الرئيس العماد ميشال عون والخريطة السياسية للانتخابات النيابية وهو يتابع منذ اسبوعين بدقة يوميا احداث سوريا، وخاصة الوجود الاميركي الذي ظهر في سوريا، اضافة الى تطورات احتلال الجيش التركي لقسم من الاراضي السورية خصوصا ضد جيش حماية الشعب الكردي وضد الشعب الكردي بالمطلق كأقلية موجودة في سوريا. 
 
كما انه يدرس الوضع الانتخابي في شمال لبنان، خاصة في دائرة الكورة - البترون - زغرتا - بشري، حيث يخطط لمعركة انتخابية تحسمها القوات لصالحها بنسبة 70 في المئة، وهو يشرف شخصيا على الماكينة الانتخابية في هذه الدائرة الهامة المؤلفة من 4 اقضية، وينتظر نتائج الاتصالات مع الوزير وليد جنبلاط في شأن انتخابات الشوف - عاليه - اقليم الخروب، اضافة الى معركة الاشرفية، اضافة الى العلاقة مع حزب الكتائب اللبنانية والتحالف مع حزب الكتائب في بعض المناطق.
 
انما في النهاية، يدرس جعجع كيف سيستطيع خوض معركة الانتخابات النيابية والحصول على اكبر كتلة مسيحية اقوى من كتلة التيار الوطني الحر، وبطبيعة الحال من حزب الكتائب وتيار المردة.
 
ويعتبر انه سيدخل الى المجلس النيابي اذا نجحت خطته في الانتخابات النيابية بكتلة نيابية تحصل على اكثر من 15 مقعدا مسيحيا على الاقل. وعندها سيكون لديه شروط للدخول في الحكومة وكيفية التعاطي مع عهـد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، اضافة الى ان اجواء الماكينة الانتخابية في معراب تتحدث عن امكانية حصول حزب القوات على كتلة نـيابية حزبية وحلفاء للقوات اللبنانية تزيد عن 20 نائبا مسيحيا. وعندها لن يكون بامكان عهد العماد ميـشال عون او رئيس الحكومة او داخل المجلس النيابي تجاهل الدور الذي يطمح للعبه الدكتور جعجع من خلال رئاسته لحزب القوات واعادة تنشيط حركة 14 اذار على القواعد التي نشأت عليها.

"الديار" - 30 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top