0
منذ ما يقارب العام تقريباً تعرضت بلدة القاع المسيحية في البقاع الشمالي لعمليات تفجيرية ارهابية عدة، توالت في اليوم الواحد فأسقطت ضحايا وجرحى، وحينها اعتبر المسؤولون بأن الارهابييّن يضربون عمق المناطق اللبنانية من دون تفريق بين طوائفها ومذاهبها، بحيث كانت المناطق البقاعية الحدودية تعيش الويلات والمخاوف ولا تزال حتى اليوم بسبب تداعيات الازمة السورية بكل تشعباتها. فيما يواصل المسلحون إنتشارهم في الجرود والمغاور، ويقومون بشتى انواع الارهاب، من إطلاق صواريخ وعمليات انتحارية وتهديدات للقرى المسيحية والشيعية.
 
وكان آخر هذه العمليات تفجير استهدف بلدة رأس بعلبك بعبوتين ناسفتين ليل الاربعاء الماضي، وعبوة ثالثة تمَّ تفكيكها من قبل الجيش، وبعد ساعات معدودة تمكنت مديرية المخابرات من توقيف حسين الحسن من بلدة عرسال الذي اعترف بالمشاركة في عملية التفجير، وهو ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي.
 
الى ذلك تنقل مصادر سياسية متابعة لما جرى ليل الاربعاء، بأن المخطط الدموي كان سيستهدف بلدة رأس بعلبك بحيث تنفجر العبوتان فيتجمّع المواطنون والعناصر الامنية فتنفجر العبوة الثالثة فتسقط الضحايا بالعشرات، لكن النتيجة كانت على عكس ما هدف الارهابيون فلم تسقط أي ضحية، لا بل ان القبض على المجرم اسقط كامل الشبكة بعد ساعات من توقيفه واعترافه بالمخطط، بحيث نفذت مجموعات من المخابرات مداهمات في عرسال وطرابلس ادت الى توقيف مطلوبين، كما ادت التحقيقات مع الموقوف الحسن الى معرفة الرأس المدبّر الأساسي للتفجير وهو بلال البريدي، الذي اطلق قنبلة يدوية لحظة مداهمته من قبل عناصر الجيش فقتل على الفور واصاب عدداً من العسكريين بجروح. 
 
وتابعت المصادر المذكورة بأن الحسن نفّذ الاوامر من مسؤولين تابعين لـ «داعش» خارج لبنان، فإختاروا بلدة مسيحية بالتزامن مع العملية التفجيرية التي استهدفت اقباط مصر بهدف زرع الخوف لدى مسيحييّ لبنان والمنطقة ، لكنها أكدت بأن لا خوف على المسيحيين في المناطق الحدودية، لان هنالك قراراً بأن لبنان لن يكون في قلب الارهاب والمعركة ضده مستمرة مهما كانت التضحيات، هذا يعني بأن الاجهزة الامنية متنبّهة جًدا وهي في المرصاد لكل الاحتمالات، وتأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات العسكرية المحتملة. معتبرة بأن كل ما يردّد من مخاوف وتحليلات بأن المناطق الحدودية المسيحية ستسقط، هي من باب توتير الاجواء وبث الرعب، لان من يشيّع هذه الاقاويل فهو بالتأكيد لا يعرف اهاليها، فهم يستشهدون من اجل ارضهم لانهم تجذرّوا فيها منذ مئات السنين، كما ان مَن يرى الجيش ومدى انتشاره وشجاعته لا يمكن ان ينطق بأي كلمة مما يردّد، فهم في المرصاد دائماً ويتحّضرون لكل مفاجأة.
 
ولفتت الى ان الاجهزة الامنية مدركة لكل هذه المخططات، وقد جاء ذلك على لسان قائد الجيش العماد جوزيف عون، فضلاً عن الاجهزة الامنية التي طمأنت اللبنانيين بأنها على اتم الاستعداد لتوفير الامن والتصدّي لأخطر الارهابيّين، الذين يعملون بأوامر خارجية على تفجير الوضع في لبنان، بهدف إغراق الساحة اللبنانية بالفوضى على غرار ما يجري في المنطقة.
 
هذا وينقل الاهالي في بلدة رأس بعلبك بأنهم سمعوا من مسؤولين امنيين بأن كنائس البلدة كانت مستهدفة ايضاً، لكن إيمانهم القوي ودير سيدة رأس بعلبك العجائبية ردّوا الشر عن البلدة، ناقلين بأن الجيش ينتشر بقوة هناك كما وضع حاجزاً على مدخلها للتدقيق بهويات الداخلين اليها والخارجين منها. واشاروا الى ان شباب بلدتهم يساعدون العناصر الامنية من حيث المراقبة الليلية.
 
واشاروا الى البيان الصادر عن بلدية رأس بعلبك التي شكرت بإسم الاهالي كل القوى الأمنية من جيش وامن ومخابرات الذين يحرسون بلدتهم وتلالها، كما دعا البيان الى تعزيز الأمن الداخلي من حيث إقامة حاجز ثابت على الطريق الممتد من بلدة الفاكهة الى بلدة رأس بعلبك، مذكراً الأجهزة الأمنية بأن البلدية تعرضت لعمليات مخلّة بالامن والنظام ومنها السرقات ورمي مناشير تحريضية، ورمي رمانة يدوية في مستوعب للنفايات، ولفت البيان الى ان المجلس البلدي بدأ بتزويد البلدة بكاميرات مراقبة بهدف تأمين الامن في ارجائها.

صونيا رزق - "الديار" - 28 أيار 2017

إرسال تعليق

 
Top