0
يجعل فائض الرؤوس في كسروان – الفتوح من القضاء محور جدل وحسابات وتوقعات خلف الكواليس ومدار دردشات وقرارات في مجالس "الريّس" و"الشيخ" و"الجنرال".. وحتى "فخامة الرئيس".
يستمتع كتّاب الصحف والمواقع الإلكترونية في تناول إنتخابات كسروان، كونها الأكثر تطايراً للإفتراضات والتساؤلات واستقاء "خبرية" في جلسة غذاء من هنا، أو اتصال مستفيض بأحد الأسماء الجديدة المطروحة أو النواب السابقين الذين يرون من هذه الفترة الأوان لتحضير "المجداف"، بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري وبدء العمل.
تجد في الأسماء "الصقور" التي تتصدّر المشهد الكسرواني، بين الأمس واليوم، من قلّص جناحيه آتياً من بعيد واتضع كي "يهضمه" المناخ الكسرواني، من دون إسقاط الاعتبار الحزبي ومعادلاته المستجدة في المنطقة. هذه حال الموارنة في عاصمتهم، فمن أيّ واقع سينطلق الجميع هذه المرّة؟ ولأي خيارٍ ستكون "العاصمة" بيئة حاضنة؟
يعلّق النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن على مضمون المقالات التي تكاثرت في الفترة الأخيرة ولا يتردد في الإفصاح، على طريقته، عن أنّ "الموسم قد بدأ". يأخذ منك إبن هيكل الخازن ما تحمل مسامعك قبل أن يعطيك، لا ينفي شيئاً مما يقال، ثم يذهب إلى القول: "هيدي نصف الحقيقة، إسمع الحقيقة الكاملة".
يندفع الخازن لتعزيز رأي عام مناوئ لمنطق "المرشّحين المنزلين" من أي جهة أتوا، مؤسساً على أنّه ينطلق من حيثية شعبية تزدوج فيها السياسة والمناطق و"أوسع من أي رصيد حزبي" على حد تعبيره.
للعودة إلى واقع الأرضية، تصدّر النائب السابق منصور غانم البون اللائحة الخاسرة في وجه لائحة العماد ميشال عون في دورة 2009 الإنتخابية بفارق لا يتعدى الألف صوت عن النائب جيلبرت زوين، فيما حقق الخازن رقماً في طياته ما هو قابل للقراءة والمقارنة مع سيناريو تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
بين سطور اللعبة، ما يجول في أذهان المستقلّين وخاصة بعد تحسس احتمال الإفتراق بفعل "مغناطيس" ثنائية جعجع – باسيل التي في يدها أوراق عديدة قد تكون إحداها كفيلة حتى بعرقلة تشكيل لائحة أخرى نظيرة. أمام هذا المسرح، يفاخر الخازن أنّه "الوحيد الذي لم ولن يتصلوا به للمشاركة في لائحة الثنائية لأنهم لا يريدون زعامات لها كلمتها وشروطها تعادلهم في القرار" كاشفاً أنّ أحد عوامل المعركة تكمن في الإجابة عن الآتي: "هل سيقبل أي من المستقلين في كسروان الجلوس على طاولة جعجع في معراب أو باسيل في الرابية والتسليم بمواقف كتلهم السياسية؟"، وهو مع هذا التساؤل يستند على استطلاعات رأي تصله دورياً والمفيدة بـ"أنه والبون ونعمة افرام وزياد بارود في مقدمة الأرقام بينما يزداد النواب الحاليون تراجعاً".
يخفي بعض "العونيين" الإرباكات القائمة في صفوفهم، فيما يُفصح عنها بطلاقة البعض الآخر، لا يجادلون في كسروان حول خصومهم المفترضين في الإنتخابات المقبلة وقد وصل عمادهم إلى بعبدا، بل تقول أوساط مستقلة عليمة بفلكهم أنّ رئيس التيار الوزير جبران باسيل خلق بلبلة في قواعد التيار بعد إضعاف العميد شامل روكز بنتيجة إبعاده عن الحكومة مقابل رفض روكز السير تحت عباءة أحد" وبالتالي تشير الأوساط إلى أنّه "سيكون أمام معركة وضعيّته وتحالفاته إذا ما اتفق الأصهرة سلفاً على خيار ليس بعيداً عنه الإتفاق على التنافس".
وفي ظل هذا "الفيضان" الإنتخابي، يبدو حزب الكتائب الأكثر مفاتحةً للجميع في هذا الإطار. وقد يكون المرشح الأعلى أسهماً لديهم حتى اللحظة شاكر سلامة مصدر هذا المآل ومحرّكه تحت سقف التغيّرات السياسية التي طرأت منذ سنتين حتى اليوم، والتي وضعت الكتائب "بين البور والفلاحة"، فيجد سلامة نفسه مضطراً لـ"فك شيفرة" التموضع غامزاً من قناة "قربه" وعلاقته الطيّبة مع التيار الوطني الحر في القضاء. وعلى وقع هذا الكلام، يحرص على الوقوف عند "أي مفاجأة على مستوى قانون الإنتخاب ستبدّل حسابات "الستين" رأساً على عقب أمّا الإبقاء على القانون الحالي أو إنتاج أحد "إخوته" فذلك يعني إطلاق المعركة الإنتخابية فوراً".
ويقول: "نحن لن نكون كمالة لأي لائحة إذ ننطلق من أكبر عدد منتسبين بين الأحزاب الحاضرة كافة وكنا الأكثر وفاءً لحلفائنا في المعارك الماضية والأرقام خير دليل" مكرّراً: "ما حدا ينسى سلوكنا ونتائجنا بالإنتخابات البلدية".

دفع وصول العماد ميشال عون إلى بعبدا بالشغور إلى "المقعد الماروني الأول"، في ضوء إعلان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مقابلته التلفزيونية الأخيرة التوجه لإجراء الإنتخابات الفرعية عن المقعدين في كسروان وطرابلس إذا تأخرت الإنتخابات النيابية.. ويبقى مسار قانون الإنتخاب وما يخفيه الوقت صاحب الكلمة الفصل و"دينامو" المفاجآت الكبرى.

ريكاردو الشدياق – ليب تايم – 18 كانون الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top