0
من يتابع حركة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس والشمال، لا بد له من التوقف عند جملة ملاحظات تلفت انظار المراقبين السياسيين الذين يصوبون اضواءهم على الساحة الطرابلسية خاصة والساحة الشمالية عامة.

فالرئيس ميقاتي الذي اطلق مع شقيقه الحاج طه ميقاتي «جمعية العزم والسعادة الاجتماعية» في اوائل الثمانينيات، تحولت في ما بعد الى تيار سياسي بدأ يرسم مساره في طرابلس وسط كم كبير من التيارات السياسية الناشطة وتمكن في مدة وجيزة من رسم سياسة مستقلة متمايزة عن بقية التيارات.

ابرز الملاحظات التي سجلها المراقبون السياسيون في الشمال والتي لفتت الانظار ذلك اللقاء الذي دعا اليه «تيار العزم» للتشاور مع كوادر التيار في الضنية والمنية والذي تميز بلقاء نخبوي مع رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ووجوه بارزة في المنطقة التي تشكل امتداداً طبيعياً لطرابلس بل وخزان طاقات بشرية حسب قول الرئيس ميقاتي.

ثاني الملاحظات ان اللقاء ترجمة لطحشة مزدوجة سياسية وانمائية لتيار الرئيس ميقاتي «تيار العزم» نحو منطقة كانت حتى الامس القريب حكرا على التيار الازرق الذي سيطر على عواطف الناس في ذلك القضاء الى أن تبين «الخيط الابيض من الخيط الاسود» واستدار الناس نحو تيار آثر التواصل مع القواعد الشعبية طوال السنوات التي مضت والى اليوم دون انقطاع وهذا ما اشار اليه الرئيس ميقاتي في مستهل كلمته المقتضبة ولكنها الشاملة بايجاز شارحا الهدف من اللقاء الاول من نوعه في حركة تيار العزم السياسية.

فاللقاء مع كوادر الضنية ـ المنية لم يكن الا الفاتحة لتفعيل تيار العزم في الشمال وتكريس تمدده في جميع المناطق الشمالية بدءا من الضنية والمنيه وصولا الى عكار خلال الاسبوعين المقبلين، ويأتي هذا اللقاء بعد الارتياح الذي لقيه التيار على الساحة الطرابلسية والتجاوب الشعبي المنقطع النظير مع سياسة التيار المتفاعل مع الطرابلسيين والفاعل غير المنفعل غرائزيا على غرار تيار المستقبل الذي انخرط بلعبة الغرائز الطائفية والمذهبية لتكوين قاعدة شعبية له، بينما انخرط تيار العزم بلعبة العقل المتوازن مكرسا ثوابت وطنية هي مسلمات قال عنها ميقاتي في اللقاء «انها مبادىء لا تتبدل بدءا من مفهوم لبنان الوطن النهائي والعربي الهوية، الى ممارسة الديموقراطية بمفهومها الصحيح»، والى «اسلاميتنا التي لا يستطيع احد المزايدة علينا فيها ،وصولا الى مفهوم الوسطية بما هي اعلى مراتب الوجود ولا يمكن ان نعني الرمادية او اللاقرار، حيث الوسطية ايضا تعني ان لا ندخل في التفاهات والزواريب الصغيرة فهي خيار وهي الاجود»...

اضافة الى ذلك فقد اوضح ميقاتي صراحة لا لبس فيها انه «حان القرار أن ننتشر في كل المناطق اللبنانية عامة والشمالية خاصة»... وهذا القرار بدأ ترجمته من الضنية والمنية بما تشكله مع طرابلس دائرة واحدة، عدا عن ان تطور الاحداث في لبنان والمنطقة اثبت صوابية السياسة التي كرسها ميقاتي في الظروف الصعبة لا سيما في شعار النأي بالنفس الذي بات اليوم يتحدث به الجميع، الى اتخاذ قرارات مصيرية يوم كان رئيسا لحكومة اطلق عليها الخصوم السياسيين حكومة «حزب الله فاذا بنا اليوم نعيش عهد حزب الله وبقينا نحن على ثوابتنا ولم نتغير».

في اللقاء الاول الذي كان «افتتاحا لطحشة تيار العزم» اقرار من ميقاتي الذي استمع الى كلمات ومداخلات الكوادر والفاعليات واقتراحاتهم ـ بترجمة اللقاء الى تعزيز لحركة «تيار العزم» في الضنية والمنية والايعاز الى الكوادر لتشكيل لجان اهلية في القرى والبلدات لمتابعة المطالب والشؤون والشجون الشعبية باعتبار ان الطحشة الميقاتية ليست سياسية وحسب بل انمائية بامتياز ايضا ولن يتوانى الرئيس ميقاتي عن تلبية حاجات الناس فيها.

هذا اللقاء حسب مصادر «تيار العزم» وحسب ما اشار اليه ميقاتي انه:

اولا ـ يأتي مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي النيابي بالرغم انه غير متصل مباشرة بهذا الاستحقاق بقدر ما هو تعزيز لانتشار التيار في المناطق الشمالية وتتفيذا لقرار الانتشار.
ثانيا ـ ان اللقاء هو خطوة اولى نحو مأسسة «تيار العزم» وبداية لتشكيل هيكلية تنظيمية ترتكز الى آليات بعيدا عن الفوضى والارتجال.
ثالثا ـ اشارة واضحة الى قرار الرئيس ميقاتي بالانخراط في الانتخابات النيابية في كل الشمال لتشكيل كتلة نيابية وازنة على مساحة الشمال كله. وفي هذا السياق اشار ميقاتي الى ان اعتماد قانون الستين هو ابغض الحلال وسيشكل اخفاقا للعهد الجديد والحكومة، وان الجميع يلف ويدور حسب مصالحهم».
وتحدث ميقاتي عن «الكوتا النسائية» فاكد انه لن يكون ضدها في حال طرح المشروع.

جهاد نافع - "الديار" - 3 كانون الأول 2016

إرسال تعليق

 
Top