0
فيما تغرق مفاوضات تأليف الحكومة في أفخاخ الشروط والشروط المضادة، مسددة بذلك ضربة قوية إلى العهد الجديد، قرأ البعض بين سطورها خطوطا حمرا رسمت باكرا في وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تبدو الكتائب مصرة على اعتماد نبرة ايجابية تجاه بعبدا، من جهة وبيت الوسط من جهة أخرى، من دون أن يفوتها تأكيد حقها في الانضمام إلى الفريق الوزاري المنتظر، بوصفه حكومة وحدة وطنية يفترض أن يلتم شمل المجتمع السياسي تحت سقفها. وفي هذا الاطار، زار رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أمس الرئيس المكلف سعد الحريري لبحث الوضع الحكومي المتعثر، في وقت تحدث البعض عن أن الطرفين ناقشا الحصة الكتائبية في الحكومة التي تطالب الصيفي بأن تناسب حجم الكتائب الشعبي والنيابي.

وفي السياق، اعتبرت مصادر كتائبية نيابية عبر "المركزية" أن "الشيخ سامي (الجميل) زار صديقا وحليفا سياسيا، وهو الأقرب إلينا بين لاعبي الداخل اللبناني"، لافتة إلى أن "الجميل أعرب خلال اللقاء عن تقديره للخطاب الذي ألقاه الرئيس المكلف في المؤتمر العام لتيار المستقبل، علما أن بنية هذا الخطاب تلاقي إلى حد بعيد الخطاب الكتائبي، خصوصا لجهة مؤسسات الدولة والحياد والسيادة والممارسة الديموقراطية".

أما على خط تتشكيل الحكومة، فكشفت المصادر أن "الطرفين ناقشا تطورات التأليف، في ضوء النقاهمات السياسية التي أبرمها عدد من الفرقاء قبل الانتخابات الرئاسية، وفي ضوء التطورات الأخيرة".

في مقابل هذه الصورة الايجابية، تكثر التساؤلات عن أسباب عرقلة مسار التأليف الحكومي الذي يعتبر البعض أن مسببيه هم حلفاء العهد الجديد السابقين، فيما يبدي معارضو الرئيس عون، وبينهم الكتائب، رغبة واضحة وصريحة في دعم إنطلاقة العهد العوني. هنا، أشارت مصادر الصيفي إلى "أننا نعتبر أن حزب الله لا ينفك يؤكد أنه ممر إلزامي إلى كل الاستحقاقات في لبنان، ما لبثت اللاعبون السياسيون، أن إنصاعوا إليه". وذهبت المصادر إلى حد الكلام عن أن "لا شك في أن ليس هناك من يدعم العهد، لا سيما منهم من قد لا يلائمه الخطاب الذي يعتمده الرئيس عون منذ انتخابه، والذي يدعونا إلى التفاؤل بقرب عودة الحياة إلى دولة المؤسسات، وإن كان هذا الأمر سيستغرق وقتا".

وفي حين كلام كثير عن أن المفاوضات في شأن التأليف لم تصل بعد إلى مناقشة الحضور الكتائبي في الحكومة الحريرية العتيدة، تتمسك الصيفي بحقها في الحضور الفاعل والمنصف إلى طاولة مجلس الوزراء. ويدعّم الكتائبيون موقفهم هذا بـ "الوعد الذي قطعه عليهم عون والحريري بإشراك الجميع في الحكومة الجديدة. وتشدد أوساط الكتائب، في هذا الاطار على أن "حصتنا ثابتة"، مؤكدة "أننا نريد وزارة أساسية لأن كتلتنا مؤلفة من 5 نواب، ما يعني أنه يحق لنا أن نتمثل بفاعلية في حكومة وحدة وطنية يصر المعنيون بتشكيلها على اعتماد معايير الحضور في الندوة البرلمانية لتوزيع الحقائب الوزارية. ونريد أن نشارك في المباحثات المتعلقة بقانون الانتخاب العتيد والموازنة التي يفترض أن تقرها الحكومة الجديدة"، من دون أن نغفل تأكيد "أننا نوافق على حكومة تكنوقراط إن حصد هذا الخيار توافقا وطنيا". 

"المركزية" - 1 كانون الأول 2016

إرسال تعليق

 
Top