0
في معرض تحليلها لعرض "سرايا التوحيد" أمس، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية": للوهلة الاولى، يخال من تسنى له من اللبنانيين متابعة احتفال "العزة والكرامة" في الجاهلية الذي اطلق خلاله رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب "سرايا التوحيد" انه في استعراض عسكري لحزب الله في احدى مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت. ملثمون بلباس اسود، يعصبون جباههم بربطات تحمل عبارة "لبيك يا سلمان" يتمايل اصحابها على وقع نشيد "نحنا جيشك يا وئام"، حبال يتدلّى عليها اطفال ورجال. المشهد لا ينقصه الا السلاح ليطابق مواصفات العروض العسكرية لحزب الله، لكن غيابه عن الصورة لا يعني حكما عدم امتلاكه "فسلاحنا ليس للعرض" ورئيس "السرايا" قال بلسانه انها جاهزة لاستخدامه دفاعا عن النفس. ما هي اذا وظيفة السرايا الحديثة الولادة في مطلع العهد الرئاسي المولود؟ وما مضمون الرسائل التي اراد وهاب توجيهها ومن خلفه طبعا حزب الله الذي حضر شكلا في الاستعراض ومضمونا من خلال مشاركة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي والقاء كلمة باسم "الأحزاب والقوى الوطنية"؟

تقول المصادر ان عراضة "سرايا التوحيد" التي اعقبت استعراض حزب الله في القصير ليست مجرد قوة اراد الوزير السابق ابرازها لاثبات هيبة "بني معروف" التي يتزعمها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط والذي شكل محور خطاب وهاب في "اليوم المجيد" واستدعى سجالا "ورقيا وكرتونياً" حادا بين الرجلين، بل تذهب أبعد بكثير من النقطة الجغرافية الدرزية الى مساحة الوطن والجوار.

فما يقف خلفه حزب الله وفق المصادر لا يمكن ان يحده الزمان والمكان، فهل هي الصدفة ان يعقب اطلاق سرايا التوحيد استعراض القصير العسكري ويأتي عشية العرض العسكري للجيش اللبناني في ذكرى الاستقلال بعد يومين؟ وهل هي الصدفة ايضا ان تتزامن الانطلاقة "الوهابية" مع "تقليعة" العهد الجديد الذي ينتظر حكومة لم تولد بعد تتجاذب مسار تأليفها النكايات السياسية والاشتباك السياسي "الماروني –الشيعي ، ويشكل التزام اتفاق الطائف عنوانه العريض وفق خطاب القسم الرئاسي ما يعني تنفيذ بنوده كاملة ومن بينها حصر السلاح في يد الشرعية اللبنانية؟

وتردف المصادر ان رسالة من يقف خلف "سرايا التوحيد" ويوزع "سرايا المقاومة" في المناطق، واضحة لا تحتاج الكثير من التمعن والقراءة المعمّقة، فنحن هنا في الداخل كما هناك في سوريا ودول الجوار، اياكم واللعب معنا او محاولة القفز فوق دورنا، نحن حالة وجودية ومعادلة صعبة لا يمكن لأي قوة او تحالف قوى سياسية ام طائفية في الداخل تطويقنا او ترويضنا، وسنتعامل مع اي حالة من هذا النوع بما يلزم على امتداد مساحة الوطن، ولا منطقة عصيّة علينا. اما للخارج فنقول بأن النفوذ الايراني حاضر بقوة على الساحة اللبنانية ان من خلال حزب الله اوحلفائه الذين "يشرف عليهم" سياسيا وامنيا وعسكريا وعلى القوى العظمى وتحديدا الولايات المتحدة وادارتها الجديدة القادمة، وان من غير الممكن تجاهل النفوذ الايراني وابرام صفقات حل في المنطقة بين الاميركيين والروس من دون اشراك ايران والاقرار بحجمها على مستوى العالم العربي والمنطقة، والا تضيف المصادر، فان ايران في كامل جهوزيتها وقادرة في اي لحظة على اطاحة أي تسوية حل تتجاوزها من خلال الخربطة والتعطيل عبر ادواتها المنتشرة في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين. فضمان امن التسويات لا يمكن ان يمر الا من المعبر الايراني.

"المركزية" - 21 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top