0
لا تزال الأزمة المتّصلة بتأليف الحكومة تراوح عند الحصص والأحجام وتحديداً عند الجانب المسيحي، حيث التجاذب على الحقائب بين “تيار المردة” من جهة و”التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” من جهة ثانية على أشّده، في ضوء إصرار الفريق الثاني على عدم القبول بإعطاء نائب زغرتا سليمان فرنجية حقيبة خدماتية أساسية، وهو ما أضفى على عملية التشكيل مزيداً من التعقيد، بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من حلول، نتيجة الاتصالات التي يقوم بها الرئيس المكلّف سعد الحريري لتجاوز العراقيل. وأكدت مصادر موثوقة لـ”السياسة”، نقلاً عن مصادر قريبة من رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، أنّ الأخير لديه قناعة أنّ هناك حرباً تشنّ ضدّه، من جانب “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” لتحجيمه سياسياً، من خلال رفض الطرفين إعطاءه حقيبة وازنة في الحكومة المقبلة، مشيرةً الى أنّ فرنجية ومن خلال تشدده مدعوماً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في الموضوع الحكومي وإصراره على الحصول على حقيبة خدماتية أساسية، يعمل على التصدي للحرب التي تُشنّ ضدّه ويريد إثبات أنّه رقم أساسي مسيحي لا يمكن تجاوزه، كما أنّه يشكّل ركناً صلباً في أساس المعادلة السياسية اللبنانية، وبالتالي فإنّه لن يسمح لأحد بكسره سياسياً أو إضعافه، من خلال إعطائه حقيبة وزارية ليست أساسيّة، في سياق الإيحاء بأنه لا يمثّل قوة مسيحيّة سياسيّة وشعبيّة هامّة، مقارنةً مع الحضور السياسي والشعبي لـ”التيار الحر” و”القوات”. وشدّدت المصادر على أنّ فرنجية سيخوض المعركة حتى النهاية ولن يقبل بألا يكون شريكاً فاعلاً في الحكومة ولن يتهاون مطلقاً أمام محاولات قوى مسيحية إضعافه سياسياً، مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، حيث يعمل “التيار” و”القوات” على أن يكون لهما الحصّة المسيحيّة الأكبر في الندوة النيابيّة العتيدة.

"السياسة الكويتية" - 27 تشرين الثاني 2016

إرسال تعليق

 
Top