0
لم يتح للرئيس بشير الجميّل أن يقسم "أحلف بالله العظيم أن أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه". في الذكرى الرابعة والثلاثين لانتخابه في 23 أيلول 1982 يبرز اسمه مجدداً من خلال وثائقي تُعرض الحلقة الأولى منه اليوم، الثامنة والنصف مساء على شاشة الـ MTV، ويستمر حتى تاريخ استشهاده في 14 أيلول.

المسؤول الإعلامي في "مؤسسة بشير الجميل"، السيد جو توتنجي، أكد في حديث لـ "النهاv" أن "هناك عروضاً عدة قُدّمت للعائلة من الخارج لتوثيق حياة بشير الجميل في فيلم أو وثائقي". وقال: "منذ سنتين وضعنا الأرشيف في عهدة جامعة الروح القدس - الكسليك لتنظيمه"، مشيراً إلى أن "السيدة صولانج الجميل والنائب نديم الجميل ارتأيا تحضير وثائقي بناءً على المعلومات والتسجيلات الصوتية والمرئية التي بحوزتنا". وأضاف: "أنتجنا وثائقياً مدته 5 ساعات يمتد من طفولة الجميّل حتى الرابع عشر من أيلول، أعدّه جورج غانم، وأخرجته منى منير وأنتجته شركة كوانتوم".
 
ما الذي يميز هذا الوثائقي عن سابقاته؟ يجيب "ستعرض خطابات، صور، وأشرطة فيديو، لم تُعرض سابقاً. التاريخ لا يمكن أن يمحى أو يُكذَّب أكانت حادثة إهدن، 7 تموز، أم حتى التعاطي وإسرائيل في ذلك الحين، والسبب وراء هذا التعاطي. سجلت شهادات خصوم بشير الجميل، أمثال النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي ظهر مرتين في الوثائقي شارحاً مواقف وأحداثاً حصلت في تلك الحقبة".
 
لمسات جورج غانم
"بيار الجميل"، " الإستقلال وبشارة الخوري"، " كمال جنبلاط"، أفلام وثائقية أجاد غانم في إعدادها بموضوعية، "وهذا سبب اختياره"، بحسب توتنجي، الذي أكّد إصرار غانم على عدم إخفاء أي شيء ليترك هذا الوثائقي الآثار المرجوة.
وفي المقابل، أشار الإعلامي الزميل جورج غانم لـ "النهار" إلى أن "الفكرة كانت مطروحة منذ زمن ولكن كانت ظروف لوجيستية تؤخر العمل ووجب مرور بعض الوقت على أحداث المرحلة التي برز فيها بشير، إضافة إلى وجود عائلته في الخارج خلال الحرب". وأوضح أنه كان يجمع كل المعطيات إلى أن طلب منه إنتاج الوثائقي بالاتفاق مع إيلي خوري سنة 2012، "رحبت بكل سرور ولم يكن لدي تحفظ عن أي شيء. لم توضع علي أية شروط أو أي فيتو في التنفيذ".

مجريات العمل

انتهى العمل في المشروع وسُلّم منتصف عام 2013، ويقول غانم: "بدأ العمل ببحث أكاديمي تبعه بحث في الإرشيف، ومن ثم كتابة النص كاملاً، لا سيما السيناريو، وأخيراً المونتاج". وأضاف: "عايشت المرحلة بحكم عملي وتعرفي إلى بشير الجميل ومواكبتي الحرب. أعرف عدداً من الخفايا وساعدني ذلك في اختصار الوقت، مع الإشارة إلى أننا أجرينا نحو30 مقابلة". وواجه العمل ثلاث مشكلات رئيسية، "أولاً الشهود الإسرائيليون وكنا قد راسلناهم من طريق شركة فرنسية لمحاورتهم، فوافقوا ليعتذروا في ما بعد. ثانياً، من جانب الفلسطينيين توفي أبو حسن سلامة فتواصلنا فقط مع "أبو الزعيم" في عمان. ثالثاً، "الحركة الوطنية"، اندثرت عملياً ومعظم رموزها أصبحوا في 14 آذار وتغير خطابهم".
 
ماذا عن مجريات العمل وهل يمكن اعتباره موضوعياً؟ يقول توتنجي: "عنوان الوثائقي: الحقيقة غير المطلقة، لأن لا يمكن أحداً، يا للأسف، أن يقدم الحقيقة المطلقة سوى الله. نحن كنا موضوعيين إلى اقصى الحدود".
 
ويتابع:"وقفت الأحداث الأخيرة عائقاً أمام بث الوثائقي. حاولنا إيجاد مناسبات أخرى، لكننا نظراً إلى الفراغ الرئاسي والأحداث الأمنية، وتدشين شارع بشير الجميل في وسط بيروت، قررنا ان نبثه في هذا التوقيت تحديداً".
 
ويختم "سيكون الإرشيف بنسبة 70 في المئة في متناول الجميع. وثمة جزء يحوي أموراً دقيقة، ولئلا يصار إلى تشويه معانيها، يجب تقديم طلب لمعرفة هوية الشخص الذي يريد الإطلاع عليها". 


رنين عواد - "النهار" - 23 آب 2016

إرسال تعليق

 
Top