0
التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان كعادته حاسماً وجازماً بأنّ المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أن تقف متفرّجة على إرهابيين سيطروا على الحكم في اليمن بتواطؤ من «الشاويش» علي عبدالله صالح (الرئيس السابق) ثأراً لعزله من الحكم.
وكان لا بد يوم إقالته أن يطرد خارج اليمن... لأنّ هذا الرجل الشرير الذي كان مسيطراً بجماعته على الجيش كونه ينتمي الى إحدى أكبر قبائل اليمن... ويملك 40 مليار دولار... فسخّر علاقاته للتخريب والتقت مصلحته مع مصلحة إيران، وعمل بالمثل القائل: «عليّ وعلى أعدائي».
نحن مع التدخّل العسكري الخليجي لأنّه في غياب هذا التدخّل سيصبح اليمن مستعمرة إيرانية.
ولا بد من التذكير أنّه لولا تدخّل قوة «درع الخليج» العسكرية التابعة لمجلس التعاون في البحرين لكانت هذه المملكة قد أصبحت محافظة إيرانية.
ويذكر أنّه بسبب هذا التدخّل تم إنقاذ البحرين وأهلها من الحروب الأهلية... والدمار... ويكفي التذكير بسقوط 150 قتيلاً و350 جريحاً في تفجيري المسجدين في صنعاء...


الرئيس سليمان يعترف بأخطائه

ختم الرئيس ميشال سليمان حديثه التلفزيوني أول من أمس بقوله الآتي:

أخطأت في أمور عدّة بالمنظور السياسي اللبناني لأنني لم أوزّر أولادي وأصهرتي ولأنني لم أؤسّس لهم شركات نفط وإعلانات ونفايات واستجرار الكهرباء بالبواخر.

أخطأت لأنني لم أحرّض اللبنانيين على الذهاب الى سوريا.

ولأنني أخطأت في قضية ميشال سماحة لأنّه كان يجب أن أقول: إنّ سماحة معه ألواح صابون بلدي وقمرالدين أو مربّى المشمش... وليس متفجرات.

أخطأت في عدم اعتباري ان اغتيال وسام الحسن ومحمد شطح قضية شخصية وعائلية.

أخطأت في موضوع المحكمة الدولية إذ كان يجب أن أرفض التمديد لها وعدم سداد حصة لبنان في تمويلها.

أخطأت لأنني ذهبت الى المؤتمرات العالمية...

طويلة على رقبة أكبر واحد أن أرضخ للإبتزاز» (انتهى الإقتباس من كلام الرئيس سليمان).

بعد هذا الكلام للرئيس ميشال سليمان، هل من صورة أوضح من هذه الصورة وكلام أشد وضوحاً وحقائق أكثر واقعية؟

إنّها أحكام وليست اتهامات.. وهذه الأحكام تطاول عدداً كبيراً من القياديين الذين يتحدثون بالنزاهة وبالتغيير وبالإصلاح ويدّعون أنّهم يجب أن يتسلموا الحكم ليصلحوا البلد.

السنيورة إن حكى

ما دعاني لإظهار الحقيقة في كلام الرئيس فؤاد السنيورة قوله إنّ الرئيس حافظ الأسد كان رجلاً متزناً وتعامل مع الرئيس الحريري باحترام وتقدير.

وبهذا الكلام خاطب الرئيس السنيورة العقل والضمير وأوضح أنّ المشكلة ليست مع سوريا بل هي مع الذي يحكم سوريا، فالحاكم الصالح الذكي هو الذي لا يكذب أولاً، والذي يتقبّل الإنتقاد من الغير ثانياً.

(كلام السنيورة، خصوصاً في ما يتعلق بأنّ الرئيس الحريري اشتكى الى رفيق عمره (السنيورة) كيف عامله بشار الأسد أمام ثلاثة ضباط هم غازي كنعان ورستم غزالي وضابط ثالث... وكيف فرضوا عليه الودائع من النواب وعلى رأسهم ناصر قنديل (بالمناسبة ناصر قنديل الذي أعرفه جيّداً كان يحاول بكل إمكاناته الوصول الى علاقة مع الرئيس الحريري... وطلب مني مرّات عديدة أن أسهّل وصوله... وعساه يتذكر ذلك).

القطبة المخفية في كلام السنيورة، وهو ما لاحظته في شهود سبقوه مثل باسم السبع وغازي يوسف، هو الحرص على عدم ذكر الأسماء، والسبب معروف، وكما يقول المثل عن حق: «ما متت ما شفت مين مات؟».

عوني الكعكي - الشرق 24\3\2015

إرسال تعليق

 
Top