0
اتشحت بكركي بالسواد، حداداً على فقيدها الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، وببالغ الحزن والأسى، تستعد لاستقبال جثمان بطريرك الاستقلال صباح اليوم على قدم وساق، وشرّعت أبوابها أمام المعزين، داعيةً اللبنانيين الراغبين بالتعزية بالبطريرك الراحل التوافد منذ الأمس حتى مساء الجمعة، وقد أُرجئت مراسم الجنازة الى يوم الخميس في انتظار الوفود القادمة من الخارج لا سيما الوفد الرسمي الآتي من الفاتيكان للتعزية، بعدما تمّ إبلاغ الكرسي الرسولي بواسطة السفارة البابوية في لبنان وكذلك بسبب إصرار بكركي على ضرورة أن يُسجّى الجثمان أقلّه خلال ٢٤ ساعة إكراماً لهالته الجليلة.
واشار طبيب البطريرك الياس صفير ان للبطريرك صفير ترك وصيّتان اولهما ركزت ان يحافظ اللبنانيون على العيش المشترك والثانية ان يكون مثواه الاخير في مدافن سيدة بكركي.
الا ان القوات اللبنانية اصدرت بيانا باسم نائبي بشري ستريدا جعجع وجوزف اسحق تمنت فيه ان يكون مثوى البطريرك الاخير في الديمان على مشارف وادي قنوبين المقدس، وأعلن نائبا منطقة بشري ستريدا جعجع وجوزف اسحاق في بيان عن قرع الأجراس في جبة تشري.
وطلب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان تكون التحضيرات في الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي شبيهة بالتحضيرات التي رافقت استقبال البابا بنديكتوس السادس عشر.
ويصل جثمان البطريرك صفير عند الساعة العاشرة من صباح الاربعاء الى بكركي حيث يسجى في الكنيسة الصغيرة وستكون مفتوحة أمام كل من يريد إلقاء التحية الأخيرة عليه حتى موعد الصلاة على راحة نفسه في الخامسة عصراً. وسيكون اللبنانيون في استقباله على طول الطريق من مستشفى «اوتيل ديو» الى بكركي لإلقاء التحية الأخيرة عليه. وأعلن المسؤول الاعلامي في بكركي وليد غياض «أن الموكب لن يتوقف عند أي محطة في طريقه، للوصول الى بكركي في الوقت المحدد أي في العاشرة صباحاً»، وتمنى على المواطنين عدم رفع الاعلام الحزبية.
وتشير التوقعات إلى ان أكثر من 50 ألفا سيودعون صفير يتقدمهم الرؤساء الثلاثة، ولا سيّما بعد مبادرة رئيس حزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بدعوته أهالي الجبل أيضاً للزحف الشعبي الى بكركي إكراماً لرجل الاستقلال الإستثنائي.
واعتبر غياض «أن وداع الكاردينال صفير هو حدث وطني، وأكد انهم يبذلون أقصى جهدهم ليشارك فيه أكبر عدد ممكن من الأشخاص». وطلب غياض «من الرسميين تأكيد حضورهم عبر الإتصال بالصرح البطريركي». وأكد «أنهم يعملون اليوم كخلية نحل للتحضير لمأتم مهيب وذلك بتعليمات من البطريرك الراعي».
من جهة أخرى، أعلنت بكركي أنها ستضع باصات عدة بتصرف المؤمنين الراغبين بالمشاركة في مراسم الجنازة في مواقف محدَّدة للسيارات ستعلن عن نقاطها لاحقاً ومنها ساحة الملعب البلدي في جونية، وجهزت بكركي سبعة آلاف كرسي لوضعها في الباحة الخارجية للصرح على أن يُثبَّت المذبح أمام المدخل الخارجي مباشرة مثلما كانت الترتيبات إبان الزيارة التاريخية للبابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان... على أن يُسجى الجثمان في الكنيسة الداخلية للصرح.
وبدأت التحضيرات لتصنيع ٧ آلاف قبعة تتوسطها صورة البطريرك الكبير سيخلعها المؤمنون إجلالاً واحتراماً للجثمان فور وصوله الى الصرح الأحب الى قلبه...
وتسلّم الرؤساء الثلاثة نعياً من البطريرك الراعي بوفاة البطريرك صفير نقله النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح ورئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم.
وأعلن رئيس الحكومة سعد الحريري الاربعاء والخميس يومَي حداد رسمي على أن تقفل المؤسسات والإدارات الرسمية والتربوية إقفالاً تاماً يوم التشييع أي نهار الخميس المقبل.
**
سليمان وعودة وسفراء عرب وشخصيات ووفود معزية
غص الصرح البطريركي في بكركي، امس ولليوم الثاني، بالمعزين بالبطريرك الكاردينال صفير، وتقبل البطريرك الراعي التعازي مع عائلة الراحل.
واطلع البطريرك الراعي على سير الاعمال في الباحة الخارجية للصرح البطريركي تحضيرا للمأتم غدا الخميس.
ولفت الرئيس ميشال سليمان، بعد تقديمه واجب العزاء، الى ان البطريرك صفير «مدرسة كبيرة»، وعدد وصاياه: «الكرامة ومجد لبنان، الاستقلال، السيادة، والحرية». ودعا الى ان «تصبح هذه الوصايا قدوة ننفذها من اجل قيامة الدولة».
وقال: «البطريرك صفير كان صلبا ومعتدلا، في الوقت نفسه، لم يطلب جديا انسحاب الجيش السوري الا بعد انسحاب اسرائيل من الجنوب وايد المقاومة، ولكن بعد انسحاب اسرائيل وتحرير الجنوب، طالب بتوحيد مرجعية السلاح بيد الجيش».
واضاف: «البطريرك صفير غطى الطائف بشكل كبير ونعيش بأمان وسلام من جراء تطبيق الطائف. لذلك علينا الاقتداء بوصايا البطريرك صفير وخطاباته والتحضير لمئويته التي تتزامن مع مئوية لبنان الكبير شرط التحضير للبنان الكبير».
وزار بكركي
متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده لتقديم واجب العزاء، كما زارها وفد من السفراء العرب ضم كل من ​السعودية​ وليد بخاري، قطر ​محمد حسن جابر​ الجابر، ​سلطنة عمان​ بدر بن محمد بن بدر المنذري، الكويت عبد العال القناعي، العراقي علي العامري، التونسي محمد كريم بودالي، السفير الجزائري احمد بوزيان، والمصري نزيه النجاري.
وأكد عميد السلك الدبلوماسي العربي سفير ​الكويت​ ​عبد العال القناعي​ بعد لقائه الراعي «أننا جئنا اليوم لنقدم التعازي في فقيد ​لبنان​ الكبير البطريرك صفير وأعربنا أن هذه الخسارة ليست للبنان فقط وانما خسارة لمشرقنا العربي حيث كان الراحل الكبير رجل سلام ومحبة ووئام وقد حرص دائما على ان يجمع ولا يفرق، وكان شديد الحرص على رخاء وازدهار هذا البلد الشقيق وكل البلدان العربية، وما لمسنا منه الا كل صدق ووطنية واخلاص لما فيه التعايش والتعاون والسلام بين ابناء هذا الوطن الحبيب، وامل ان «تنعم روح غبطته بالسلام والطمأنينة وهو ينظر من الاعلى الى هذا البلد لينعم بالسلام».
كما زار معزيا بصفير، النائب السابق بطرس حرب الذي اعتبر «ان لبنان خسر خسارة كبيرة بغياب البطريرك صفير الذي مثل حقبة طويلة في حياة لبنان والكنيسة المارونية».
وتابع: «البطريرك صفير صفحة كبيرة من تاريخ لبنان المجيد نطويها اليوم معه، وأملنا ان يكون مدرسة للاجيال المقبلة ليعلمنا الوطنية، القداسة، والفضيلة ويستمر لبنان السرمدي بأناس مثله».
ومن المعزين ايضا وفد يمثل الرئيس تمام سلام الموجود خارج البلاد ضم الوزيرين السابقين محمد المشنوق وسجعان القزي وهشام الجارودي.
القزي قال بعد اللقاء: «هي خسارة شخصية للرئيس سلام لما كانت تربطه بالبطريرك الراحل من علاقات وطنية ومشاركتهما في معركة السيادة والاستقلال، البطريرك صفير باق وان غاب ليسطر مستقبل لبنان الحديث».
وزار بكركي معزيا، وفد من «تيار المردة» برئاسة النائب طوني فرنجية ضم وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، الوزير السابق يوسف سعادة وزياد مكاري.
وقال فرنجية: «ان البطريرك رمز من رموز الكنيسة يشبه الجبل وقد مر البلد بظروف سياسية صعبة ولا نتذكر في كل هذه المراحل الصعبة الا صلابة هذا الرجل الذي كان رجلا كبيرا للكنيسة وستبقى ذكراه محفورة في ذاكرة كل انسان في هذا البلد وكل لبناني».
وتابع: «لبنان سيفتقد رجل المصالحة التي هي احدى اهم المحطات في تاريخ الوطن الحديث ما بعد الحرب الاهلية، قد نكون اختلفنا في وجهات النظر في السياسة، ولكن ولا لحظة كان لدينا شك في حرصه على حبه للشباب اللبناني ومستقبل لبنان. لذلك علينا ان نكون على قدر المسؤولية وننقل بلدنا الى بر الامان».
وزار الصرح معزيا، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي رأى أنه بوفاة البطريرك صفير فقد لبنان شخصية لبنانية مرّت عليها ظروف واحداث وتحديات وتمكّن من مواجهتها بصلابة وهدوء، ومع شخصيات كالبطريرك صفير سيبقى لبنان مستمرا في مسيرته».
واعتبر النائب جان عبيد «ان البطريرك صفير لا تختصره الكلمات»، ورأى «ان حياته يجب ان تكون بالنسبة لنا مثل ومثال وقدوة فهو أيقونة يجب الاقتداء بها».
ومن المعزين النائب هنري شديد الذي اعتبر «ان ضمير وحارس لبنان رحل وبقي راعي الشراكة والمحبة»، الوزراء السابقون: بطرس حرب، ابراهيم الضاهر، أليس شبطيني ومطارنة ورؤساء عامين وكهنة وراهبات.
كما قدّم وفد من حزب الله برئاسة رئيس المجلس السياسي في الحزب إبراهيم أمين السيّد واجب العزاء بوفاة البطريرك صفير.
وقال السيّد إنّنا جئنا لنعبّر عن تعازينا ولنكون جزءًا من الحزن الذي يلف لبنان، مؤكّدًا أنّ لبنان يفتقد لشخصيات مثل البطريرك صفير. وشدّد على أنّ لا مانع من المشاركة في مراسم الدفن يوم الخميس.
ومن المعزين ايضا: النائب جميل السيد، النائب السابق اميل رحمة، الوزير السابق ناجي البستاني، مستشار رئيس الحكومة داود الصايغ، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، النائبان السابقان عباس هاشم ونبيل نقولا، رئيس مؤسسة عصام فارس العميد وليم مجلي الذي قدم التعازي باسم عصام فارس. وخلال اللقاء تلقى الراعي اتصالا هاتفيا من فارس لتقديم واجب التعزية. السفير القطري، وفاعليات سياسية وعسكرية ودينية ونقابية واجتماعية وحزبية ووفود شعبية من مختلف المناطق.

الثلاثاء 14 ايار 2019

إرسال تعليق

 
Top