كيف يمكن أن يوفق حزب الله بين دعواته المتكررة إبان البحث في تشكيل الحكومة إلى ضرورة المبادرة إلى محاربة الفساد المستشري في كل شرايين الدولة إلى أن يتم اجتثاثه من جذوره، ودعواته إلى إيقاف الاهدار العام وتقليص حجم الانفاق على المجدي، وبين تعمده تعطيل المؤسسة الرسمية التي يُلقى على عاتقها مسؤولية القيام بهذه المهمة الصعبة والضرورية، وأكثر من ذلك يقصد الإساءة عبر أدواته إلى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وبقصد قطع الطريق بصورة نهائية على أي مسعى أو تسوية تفضي إلى قيام حكومة متوازنة ومنتجة وفي ذات الوقت تكون قادرة على الاستجابة لما يطالب به ويسعى إلى بلوغه، فهل كان الحزب يناور في ذلك حتى إذا تأكد من توصل الرئيس الحريري من تشكيل حكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية تتولى القيام بما يحقق أهدافه ويستجيب إلى مطالبه انقلب على ذلك، وابتدع عقدة توزير أحد النواب السنة الستة المحسوبين على النظام السوري وهو يعرف حق اليقين انه لا الرئيس المكلف ولا حتى رئيس الجمهورية يقبلان بهذه البدعة التي لا أساس لوجودها على أرض الواقع ويعرف بالتالي أن هؤلاء الستة، كلّهم أو جُلُّهم ينتمون إلى كتل نيابية وافق الرئيس المكلف على تمثيلها في الحكومة العتيدة طبقاً للمعيار المعتمد في توزيع الحصص الوزارية على الكتل النيابية المؤثرة داخل مجلس النواب والتي تشكّل مجتمعة مقولة حكومة الوفاق الوطني والوحدة الوطنية القادرة على التصدّي لكل المشاكل العالقة ولا سيما تلك التي طرحها أمينه العام السيّد حسن نصرالله قبل أن ينقلب عليها في خطابه الأخير ويضع الجميع أمام الخيارات الصعبة بل يضع البلاد أمام المنزلق الخطير؟
عامر مشموشي - "اللواء" - 1 كانون الأول 2018
إرسال تعليق