0
أصبح من شبه المؤكد ان مأزق تأليف الحكومة سيستمر في المرحلة المقبلة في ضوء تمسك كل فريق بمطالبه ومواقفه، مما يعني دخول البلد مجددا في مرحلة اقل ما يمكن وصفها بأنها مجهولة الافق، خصوصا من حيث انعكاسات هذه الازمة على الوضع برمته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مع تفاقم واضح للأزمات في غياب دور السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التي تعمل بالحد الادنى من صلاحياتها.
وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر من كتلة «المستقبل» بأن الرئيس المكلف سعد الحريري بذل منذ اليوم الاول لتكليفه اقصى الجهود الممكنة من اجل تشكيل الحكومة، خصوصا بعد العقد التي وضعت منذ البداية امام مهامه، ولكنه استمر في تحمل مسؤولياته بصبر غير مسبوق حتى استطاع حل العقدتين المسيحية والدرزية بحكمة وروية، وتشير المصادر الى ان المفاجأة وبعد ان اقتربت مراسيم التشكيل من الصدور كان بروز ما يسمى بالعقدة السنية، وذلك بمطالبة «حزب الله» بضرورة ان يتمثل النواب السنة الستة الذين هم من خارج تيار «المستقبل»، مع العلم ان اربعة منهم ينتمون الى كتل سياسية باستثناء النائبين عبد الرحيم مراد وعدنان طرابلسي، وكان اصرار من قبل هؤلاء على ضرورة تمثيلهم في الحكومة بدعم وضغط غير مسبوق من «حزب الله»، الذي هو من خلق هذه العقدة من اجل العمل لعرقلة تشكيل الحكومة وتأخير تأليفها. وترى المصادر ان الغاية من ذلك ربما قد تكون نتيجة العقوبات الاميركية على ايران والتي ستطال الحزب، وقد يكون ذلك بضغط من ايران لابتزاز الولايات المتحدة الاميركية عبر تشكيل الحكومة في لبنان من اجل تخفيف هذه العقوبات، او باعتقاد الحزب انه لا يمكن تنفيذ العقوبات على لبنان في ظل وجود حكومة تصريف اعمال. وتذكر مصادر «المستقبل» ان لدى «حزب الله» استراتيجية كبيرة محددة على صعيد المنطقة ككل، حيث ان مواقفهم تتخذ وفقا لمصالحهم الخاصة ومصالح الدولة الراعية لهم وهي ايران. وتشدد المصادر على ان حل العقدة السنية هو بتراجع «حزب الله» عن مطلبه بتمثيل سنة المعارضة، ولكن المعطيات تشير الى ان الحزب ليس في وارد التراجع عن موقفه، ومن المتوقع ان يتوضح موقفه خلال الكلمة التي سيلقيها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله يوم غد السبت. واشارت المصادر الى انه في حال استمر الوضع على ما هو عليه فإن البلد دخل بمأزق كبير، مما يعني ان وضعنا سيكون غير مريح، لا سيما ان الجميع على اطلاع تام بصعوبة الوضع الاقتصادي الذي وصل الى الحضيض، وهذا الامر يظهر من خلال الضغوطات التي تتعرض اليها كل القطاعات، كذلك اقفال عدد كبير من المؤسسات الصغيرة والكبيرة من دون استثناء وفي كافة المناطق اللبنانية، وبالتالي صرف موظفيها. وعن ما يمكن ان يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري لحل العقدة السنية، تشير المصادر الى ان «حزب الله» هو من وضع هذه العقدة ومن الممكن انه يريد ثمنها اكثر من اطار الحكومة ويبدو ان الامر مرتبط بموضوع العقوبات، لذلك فالرئيس بري لن يتدخل في الموضوع وبالتالي لا يمكن القبول بتشكيل حكومة من دون «حزب الله» المعروف عنه انه لا يتراجع عن مواقفه. وتشيد المصادر بالموقف التاريخي والسليم الذي اتخذه رئيس الجمهورية ميشال عون في موضوع العقدة السنية، وتعتبر ان لدى رئيس الجمهورية مصلحة كبرى بتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، من اجل استئناف عملها والقيام بواجباتها واتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بتفعيل الوضع الاقتصادي، خصوصا انه على اطلاع تام على صعوبة الوضع الاقتصادي في البلد من خلال الاجتماعات واللقاءات التي يعقدها ان كان مع المسؤولين في المؤسسات الدولية، أو مع الهيئات الاقتصادية. وحول ما اذا كان الرئيس الحريري معتكفا في فرنسا تنفي المصادر نفيا قاطعا ذلك، وتؤكد ان الرئيس المكلف مستمر في مهامه وهو ليس في صدد الاعتذار، وتذكر بمواقف الرئيس الحريري الذي كان يعلنها ويؤكد فيها ان لا عقدة سنية لانه كان يعتبر ان لا جدية بما كان يثار حول هذا الامر.


وعن امكانية تفعيل دور حكومة تصريف الاعمال ترى المصادر الى ان الامر يعود الى الرئيس الحريري، وهو سيتخذ القرار المناسب اذا اقتضى ذلك خصوصا ان مصالح الناس متوقفة وتقول المصادر عندها «يكون الكحل افضل من العمى». وعن مشاركة كتلة «المستقبل» بجلسات التشريع، تشير المصادر الى ان الكتلة اتخذت قرارها بالمشاركة في الجلسات التشريعية، متوقعة ان تعقد الكتلة اجتماعا استثنائيا يوم الاحد المقبل للاطلاع بشكل مفصل على المشاريع المدرجة على جدول الاعمال والتي سيتم الموافقة عليها والتنسيق بين اعضاء الكتلة خصوصا ان المشاريع بحاجة لدراسة.

لينا الحصري زيلع - "اللواء" - 9 تشرين الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top