0
باشرت «القوات اللبنانية» اندفاعة قوية لترتيب علاقتها بـ«تيار المردة» بشكل منهجي ومبني على اسس سياسية جديدة، بعد اتصالات بين الطرفين على مستويات وسطى ودنيا، يُنتظر ان يتمخض عنها لقاء على مستوى قيادي كبير في وقت قريب، ربما كان بين رئيسي التيارين سليمان فرنجية وسمير جعجع، لطي صفحة الماضي كما تقول قيادات «القوات»، بينما لم يصدر عن «المردة» ما يُشير الى حصول امر كبير قريب، باستثناء تصريح مقتضب لرئيس «المردة» سليمان فرنجية عبر احدى محطات التلفزة يشير فيه الى حصول اتصالات تمهد للمصالحة.

وكان نائب رئيس «القوات» النائب جورج عدوان قد قال قبل ايام قليلة: «ان العمل المشترك الذي نقوم به سويا، سيظهر في المستقبل القريب بالتطور السياسي في العلاقات بين القوات اللبنانية وسليمان فرنجية وتيار المردة»، واضاف عليه رئيس «القوات» سمير جعجع القول في حديث صحافي امس: «ان صفحة الماضي ستطوى، واخرى جديدة ستفتح قريباً جداً».

وتشير المعلومات الى ان العلاقة بين الطرفين بدأت تأخذ منحى التصحيح من خلال التعامل والتنسيق في العمل النيابي والحكومي بين الطرفين، ثم تطور الامر الى اتصالات في مناطق التواجد المشترك عبر لجان ثنائية من اجل تهدئة الجو المحتقن نتيجة الخلفيات الماضية، مع ان الطرفين خاضا منافسة انتخابية حامية في مناطق زغرتا والكورة والبترون وعكار لكنها لم تنعكس توترا على الأرض نتيجة الاتصالات واللقاءات التي كانت تمهد للتهدئة.

ولكن ماذا عن عناوين التقارب السياسي وما هي المساحات المشتركة بين الطرفين، وهل هي رسالة موجهة الى خصم الطرفين التيار الوطني الحر؟
يوضح رئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» شارل جبور لـ«اللواء»، ان العنوان الاساسي للتقارب مع «المردة» هو المصالحة فقط وطي صفحة الماضي الاليمة، وكان هناك تحضير سبق كل هذا التطور الذي حصل، لكننا كنا ننتظر نضوج الامور على الأرض وهي نضجت على مستوى الكوادر والقواعد، بل ان المطلوب من هذه القواعد كان ضرورة تحقيق المصالحة لما فيها من خير مشترك، ومن اجل العمل في ممارسة سياسية ديموقراطية صحيحة وسليمة عبر نقاش هادئ وراقٍ ولتنظيم الخلاف الحاصل على العناوين السياسية.

ويؤكد جبور ان هناك خلافا قائما بين «القوات والمردة» كما بينها وبين «حزب الله» حول مسألة السلاح مثلا، لكن هذا لم يمنع من تنظيم الخلاف مع الحزب حول مسائل اجرائية تتعلق بالامور الداخلية والحياتية والمعيشية للناس، وهذا ما يحصل مع «المردة».

لكنه اضاف: ان الخلاف السياسي لم يمنع الطرفين من التفاهم على ان معالجة الخلافات يجب ان تتم بأي ثمن لتحقيق المصالحة، لذلك جاء التنسيق على الارض عبر اللجان المشتركة من اجل التحضير للقاء قريب بين الدكتور جعجع وبين سليمان فرنجية.

ويؤكد ردا على سؤال حول حجم حماسة «المردة» لمثل هذه المصالحة، انها ليست خطوة من طرف واحد بل من الطرفين بالتأكيد، ولذلك تركنا الامور تأخذ مجراها الطبيعي والهادئ منذ اشهر حتى تنضج ظروف المصالحة وبرأينا انها نضجت، خاصة بعدما لمسنا التشجيع من قواعد الطرفين.

وعما اذا كانت المصالحة مجرد رسالة سياسية الى التيار الحر؟ يقول جبور: «طبيعي ان كل طرف سياسي آخر سيقرأها وفق نظرته للامور، لكننا نؤكد انها ليست رسالة الى اي طرف سياسي بذاته، فالتوقيت ارتبط بنضوج ظروف المصالحة التي كانت لها حيثياتها لا بالوضع السياسي الداخلي القائم الان. كما ان العلاقة مع اي طرف سياسي آخر لها حيثياتها وظروفها».

غاصب المختار - "اللواء" - 4 تشرين الأول 2018

إرسال تعليق

 
Top