0
في ظل التعقيدات المستمرة منذ اكثر من خمسة اشهر بملف تشكيل الحكومة اصبح من الصعب معها التنبؤ بموعد الولادة المنتظرة، خصوصا بعد المواعيد التي ضربها اصحاب الشأن بما فيهم الرئيس المكلف سعد الحريري وهو لا يزال يتحلى بصبره المعتاد ويبذل كل الجهود الممكنة من اجل ازالة العراقيل التي تعترض تشكيل الحكومة، ولكن من الواضح انه كلما عمل على حلحلة عقدة تولد عقد اخرى، لذلك فإن الاتصالات والمشاورات مستمرة على اعلى المستويات في«بيت الوسط» بإنتظار الوصول الى صيغة حكومية تلائم الجميع ليزور بعدها الرئيس المكلف قصر بعبدا من اجل عرضها على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

وفي هذا الوقت فإن الامور بالنسبة «للقوات اللبنانية» لا زالت تراوح مكانها ومصادرها ابلغت «اللواء»ان ليس هناك اي جديد بانتظار ان يتم ابلاغها من قبل الحريري بأي معطى جديد، وتشير الى انه ليس هناك اي اجوبة بعد على سلة الافكار التي طرحتها ، مع العلم حسب ما تقول ان الرئيس المكلف يقوم باجراء كل الاتصالات اللازمة من اجل الوصول الى حكومة شراكة حقيقية ووحدة وطنية، وتعتبر المصادر ان كل الذي منع التأليف في الفترة الماضية سببه الرئيسي سعي البعض لتشكيل حكومة امر واقع او اكثرية ، وهذا ما يرفضه الرئيس المكلف جملة وتفصيلا، وتلفت الى سعي الرئيس الحريري المستمر من اجل الوصول الى حكومة وحدة وطنية. وكشفت هذه المصادر الى ان الاتصالات بين القوات والحريري مستمرة ،وهو يقوم بدوره بالاتصالات اللازمة مع الاطراف المعنية من اجل هندسة الحكومة بشكل متوازن، بشكل يجسد تمثيل كل الاطراف بعيدا عن محاولات التحجيم او تشكيل حكومة «غالب او مغلوب».

لذلك تؤكد المصادر استمرارها بانتظار اجابات الحريري من اجل ولادة حكومة متوازنة، خصوصا ان الرئيس المكلف ليس في الوارد على الاطلاق ولادة حكومة «غالب او مغلوب» لان المطلوب هو حكومة وحدة وطنية وشراكة حقيقية تتمثل فيها القوى السياسية بشكل متوازن لا ان يكون هناك فريق يستأثر بكل شيء على حساب الاخرين، او هذا الاستئثار هو طريق من اجل استبعاد هذا الطرف او ذالك.

وتشير المصادر الى ان سبب العرقلة الاساسية لولادة الحكومة هو ان هناك طرفا معينا يريد تشكيل حكومة بشروطه وليس بشروط الانتخابات ، وتلفت الى ان هذا الفريق فضح وكشف نواياه من خلال كلامه بانه يبحث عن شركاء غير «القوات اللبنانية»،وكأنه هو من يشكل الحكومة ومفاتيح تأليفها بين يديه، كما يتصرف على اساس ان الحكومة شركة خاصة وهو من يختار شركاؤه داخلها، فيما الحكومات لا سيما بعد الانتخابات لا تتشكل الا وفق نتائج الانتخابات التي خرجنا منها مؤخرا وهذه الحكومة تُشكل مباشرة بعد هذه الانتخابات.

وتعتبر المصادر انه منذ لحطة بدء الرئيس الحريري مشاوراته التأليف بدات محاولات تحجيم «القوات» من خلال اعتبار ان حجم القوات هو بإعطائها ثلاثة مقاعد، وهم يعتبرون انهم هم من قدموا لها المقعد الرابع، علما انه وبكل الحسابات المنطقية فإن حجم القوات هو خمس مقاعد ولكنها هي من تنازلت وتساهلت والمنطق يقول حسب المصادر ان اكبر قوتين هما يتقاسمان المقاعد الوزارية بالتساوي كذلك الحقائب الاساسية ،بما في ذلك حقيبة سيادية، الامر الذي لم يحصل، وهم يطالبون عمليا بحقائب اساسية مثل الدفاع، العدل، الخارجية والطاقة. وتتساءل المصادر ماذا سيترك «للقوات اللبنانية « على هذا المستوى.

وتشير المصادر الى ان اتهام القوات بانها سبب تأخير التأليف مردود، لانه لا يستطيع طرف ان يضع شروطه ويتم تشكيل الحكومة وفق هذه الشروط، وفي حال رفض الطرف الاخر ان ينصاع لشروط استناسبية وفئوية واستاثرية يتهم انه يأخر عملية التأليف، وتشير المصادر الى انه علينا ان نعود الى المربع الاول لاظهار ان من يعمل على تأخير التأليف هو من يضع شروط لتشكيل حكومة غير متوازنة وتريد تحجيم كل الاطراف السياسية الاخرى، او الدفع بإخراجها من الحكومة، لذلك فان الرئيس المكلف يواجه هذا الامر بكل قوته لانه حريص ان يشكل حكومة متوازنة وطنيا وتمثيليا لكي تتمكن من القيام بمهامها الوطنية ومواجهة التحديات المطلوبة.

وتعتبر المصادر بأن الواضح ان هدف البعض هو تشكيل حكومة اكثرية او حكومة امر واقع، وتقول في النهاية نحن نريد تشكيل حكومة وحدة وطنية تعني ان يكون فيها وحدة موقف، وانسجام بالحد المطلوب وفي نفس الوقت نتيجة توازنات افرزتها الانتخابات النيابية، لان خلاف ذلك يمكن ان نذهب الى مكان اخر، وترى ان المطلوب حكومة متضامنة ومنسجمة في الخطوط والعناوين العريضة، معتبرة ان مرحلة ما قبل التشكيل يفترض ان تختلف عن مرحلة ما بعد التشكيل، خصوصا انه يجب ان يكون هناك توافق على سياسات وطنية عريضة وادارة واضحة المعالم للدولة .
ورفضت المصادر استبعادها عن الحكومة اطلاقا، مشددة انها لم ولن تنصاع الى الطرف الذي يحاول احراجها لاخراجها، باعتبارها طرف شريك اساسي للتسوية السياسية وبالتساويات الكبرى وعلى مستوى الحكومة، وبتقرير السياسات الكبرى وتوجه العام للدولة اللبنانية. وهذا ما تريده الناس حسب ما افرزت الصناديق مؤكدة ان القوات ستكون داخل الحكومة على هذا المستوى.

لينا الحصري زيلع - "اللواء" - 27 تشرين الأول 2018

إرسال تعليق

 
Top