0
انطلق في بيروت أسبوعُ اختبارِ مهلة العشرة أيام التي حدّدها الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومته والتي تنتهي الأحد المقبل ويتبيّن في ضوئها حقيقة المناخات التي تحوط هذا الملف الذي يقبع في «غرفة الانتظار» منذ 24 مايو الماضي.
 
ويسود ترقّبٌ لحركة الاتصالات الجديدة التي سيقوم بها الحريري في الساعات المقبلة رغم حركة السفر المزدحمة لكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يغيب عن لبنان بين الأربعاء والجمعة للمشاركة في القمة الفرنكوفونية في يريفان ويرافقه وزير الخارجية (رئيس «التيار الوطني الحر») جبران باسيل الذي يبدأ اليوم جولة على عدد من الدول لتوجيه دعوات الى القمة العربية التنموية الاقتصادية - والاجتماعية التي تستضيفها بيروت في يناير المقبل.
وفيما يضرب الحريري أيضاً موعداً مع محطة سفر هذا الأسبوع، فإن خلاصات الأيام الثلاثة الماضية أي منذ إطلالة الرئيس المكلف التلفزيونية وما أعقبها من «مناخ رمادي» في ضوء مقاربة الوزير باسيل للملف الحكومي و«اشتعال» السجال مجدداً بين «التيار الحر» وحزب «القوات اللبنانية» على تخوم عقدة التمثيل المسيحي، بدت برسْم «كاسحة الاتصالات» المرتقبة وسط إبداء أوساط مطلعة اقتناعها بأن ما بَلَغَه مأزق التأليف وحصْر «المشكلة والحلّ» يعني أن هذا الأسبوع او الأسبوع الذي يليه سيكون كفيلاً بتظهير إما أن ما يشهده مسار التشكيل حالياً هو على طريقة «اشتدّي أزمة تنفرجي» في إطار تفاوُض «المئة متر الأخيرة»، وإما ان وراء الأكمة ما وراءه من اعتباراتٍ إقليمية ما زالت «تحتجز» هذا الملف.
وفي رأي هذه الأوساط انه في حال وجود قرار كبير بالإفراج عن الحكومة، فإن التعقيدات التي ما زالت تحول دون ولادتها لم تعد من النوع الذي يستعصي على الحلّ ولا سيما بعدما جرى «تضييق هوامش» الاختلافات حول التوازنات والحصص والأحجام الى حدود الصراع على نوعية الحقائب، وهو الأمر الذي يفسّر التفاؤل الذي يسود بعض الأوساط بإزاء إمكان تدوير الزوايا وخصوصاً تحت وطأة الضغوط المالية - الاقتصادية المتصاعدة.
وتعتبر الأوساط نفسها أنه بحال مرّ أكتوبر ولم تبصر الحكومة النور وبقيت العقد تدور في «رقعتها الأخيرة»، فإن هذا الأمر سيكرّس انطباع بعض الأوساط بأن هذا الملف لم يَخْرج من دائرة الاشتباك الاقليمي كما سيؤشر الى أن مشكلة الحكومية ستتشابك مع واحد من أكثر الفصول احتداماً في المواجهة الأميركية - الإيرانية المتمثلة بالعقوبات النفطية في نوفمبر المقبل، وهي المواجهة التي لن توفّر شظاياها «حزب الله».
وتبدي الأوساط خشيةً من أن يُفْضي أيُّ ترحيلٍ إضافي للملف الحكومي الى تحويله «جاذبة صواعق» داخلية وخارجية، وسط مَظاهر احتقاناتٍ محلّية تقفز من فوق «خطوط التهدئة» وتنظيم الخلافات بين الأطراف السياسيين، على غرار ما شهده السبت من توترات ذات طبيعة سياسية وأخرى انطوت على أبعاد مذهبية شكّلت «جرس إنذار» من مغبة استمرار انسداد الأفق السياسي ولا سيما في ظل عناوين معيشية لا تقلّ بدورها صخباً وتشي بـ «اضطراب اجتماعي».
وفي هذا الإطار تَفاعَل الإشكال الذي وقع بعيد منتصف ليل السبت - الأحد بين مناصرين لحزب «القوات اللبنانية» والنائب ميشال الضاهر (المنتمي الى كتلة «لبنان القوي» برئاسة باسيل) ونجله على خلفية وضع نصب تذكاري في بلدة الفرزل (زحلة - البقاع قبل منزل الضاهر) يعود لشهداء «القوات» ما اضطر الجيش للتدخل وسط تحركاتٍ بعد ظهر أمس من مؤيّدي «القوات» اعتراضاً على ما اعتبروه «منْعاً بالقوة من إقامة النصب».
وسبق ذلك توتّرٌ في منطقة بحمدون - عاليه بين مشجعي نادي الإخاء الأهلي عاليه (مؤيدين للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة وليد جنبلاط) ومشجعين لنادي «النجمة» (غالبيتهم من مؤيدي الثنائي الشيعي حركة «أمل» و «حزب الله») وذلك بعد مباراة جمعت الفريقين على ملعب عبد النور الدولي في محطة بحمدون، في إطار بطولة الدوري اللبناني في كرة القدم تخللتْها هتافات مستفزة وإشكالات «استُكملت» بعد المباراة وتحديداً على الطريق الدولية، بقرب مستديرة عاليه، ما أدى إلى إغلاق الطريق وسط بعض الظهور المسلّح، قبل ان يتدخل الجيش ويعيد الوضع الى طبيعته.
وسارع جنبلاط الى التعليق على ما حصل مغرّداً: «لا داعي لهذه المباراة الرياضية التي تجري إذا كانت لتعيد الجمهور الى مستوى البدائية إن لم نقُل التوحّش. لا بد من مراجعة شاملة، وعار الذي جرى في بحمدون ومن الضروري ملاحقة المحرضين. وما جرى جزء مرده الى غياب الدولة وخلافات أهل الحكم الذين أثبتوا فشلهم الذريع في الحكم».

"الراي الكويتية" - 8 تشرين الأول 2018

إرسال تعليق

 
Top