0
ينتظر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عودة رئيس الجمهورية ميشال عون الجمعة المقبل من نيويورك، للبحث معه في تطورات الملف الحكومي المتعثر، والوقوف منه على الملاحظات التي وضعها على التشكيلة الأخيرة التي قدمها له، في ضوء ما كشفته معلومات لـ«اللواء»، عن إمكانية إجراء بعض التعديلات على هذه التشكيلة استجابة لملاحظات الرئيس عون، وبما يتوافق مع رؤية بقية الأطراف السياسية، سيما حزب القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين تقول مصادرهما أن الأمور ما زالت على حالها ولم يطرأ ما يسمح بتغيير المشهد القائم، لكنها أشارت إلى أن الانفراج الحكومي وارد في أي لحظة، إذا ما اقتنع الفريق الآخر بأن تحجيم البعض في لبنان أمر غير منطقي ولا يمكن القبول به.

وأشارت المعلومات إلى أن الرئيس المكلف مستمر في سياسة تدوير الزوايا، إفساحاً في المجال أمام التوصل إلى صيغة مقبولة من الرئيس عون وتحظى بموافقة بقية الاطراف. وهو لذلك سيحاول من خلال الاتصالات التي يعتزم القيام بها مع الرئيس عون الوصول إلى مخرج توافقي ينهي أزمة التأليف ويفتح الباب أمام ولادة حكومة في وقت قريب، خاصة وأن الرئيس الحريري وإن ارتضى القبول بالتشريع النيابي، بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الضاغطة، ومن أجل عدم تفويت الفرص التي وفرها مؤتمر «سيدر»، إلا أنه في المقابل، لا يمكن أن يقبل باستمرار هذا الواقع الضاغط على الجميع، حيث يفترض بالقوى السياسية أن تدرك حجم الأخطار التي يواجهها البلد وتعمد إلى خفض سقف مطالبها، لتسهيل التأليف وإخراج الوضع من الدوامة القاتلة التي تتهدد لبنان بتداعيات بالغة السلبية.

وتحدثت أوساط نيابية في تيار المستقبل، لـ«اللواء» عن امكانية تبلور معطيات إيجابية في الأيام المقبلة، من شأنها إعطاء دفع لمشاورات التأليف، وبما يساعد على تجاوز المأزق، سيما وإن هناك أفكاراً يجري تداولها بين المعنيين، انطلاقاً من الصيغة الأخيرة للرئيس الحريري التي تعتبر من أكثر الصيغ توازناً، ولذلك فهو يراها الأنسب حتى الان، وتشكل منطلقاً للتوافق عليها واعتمادها كأساس للتشكيلة العتيدة، بعد إجراء بعض « الرتوش» عليها لناحية الأخذ بعين الاعتبار لما قيل عن ملاحظات للرئيس عون على هذه التشكيلة، في حين علم أن الأيام المقبلة ستشهد سلسلة اتصالات تصب في إطار تفعيل الحركة المتصلة بالتأليف، لتفادي استمرار المراوحة التي لا يمكن التكهن بنتائجها، في ضوء خطورة ما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان، وعلى وقع الاستياء الدولى من العجز الفاضح عن تأليف الحكومة، والذي سيأخد لبنان إلى مرحلة شديدة التعقيد على مختلف الأصعدة.  في المقابل، بدت مصادر القوات اللبنانية حذرة من حصول تقدم على الصعيد الحكومي، استناداً إلى التجارب السابقة مع «التيار الوطني الحر» الذي لا يريد على حد قولها الاعتراف بحجم «القوات» الجديد الذي انبثق عن الانتخابات النيابية، وبالتالي فإن شيئاً لم يتغير حسب رأيها يستدعي توقع إحداث خرق في الجدار المسدود. 

عمر البردان - "اللواء" - 27 أيلول 2018

إرسال تعليق

 
Top