0
ننتظرها كل سنة بلهفة المجتهد وبشغف المراهق لنتابع سحرها على الشاشة فنراها تغوص أعمق فأعمق في بحر الإبداع اللامتناهي، فتكاد لا تتوقف عن متابعة الغوص وإبهارها بين لحظة ولحظة، لا حدود لإبداع هذه المرأة ولإحترافها الخطير وتقمصها الأدوار بشكل يعجز اللسان عن وصفه، هكذا، أضحت رقما صعبا بالمعادلات الإنتاجية وأثبتت نفسها بجدارة كملكة على عرش الدراما العربية بإمتياز. كلما لعبت، وكلما كتبت فصلا جديدا من رواية إبداعها التي لا تنتهي، ارتجت الأرض تحتها، فسحرت العيون وتسارعت نبضات القلوب، وهزت الشاشات مرحبة بإمرأة مجنونة ومجبولة بفن من نوع آخر، فن ملئ بالنجاحات وتحدي الذات. الكتابة عن نادين فخ مؤلم ولذيذ في آنٍ، فخ الوقوع في التقصير وفي تجربة التعبير عما تريد التعبير به وهو في الوقت نفسه غير قابل للتعبير أبدا، فنادين تمتلك بعداً سحرياً لا يفسر، فهي بكل بساكة لم تعد تمثل، بل أصبحت في كوكب آخر، في عالم آخر، عالم الجنون والشغف، عالم الأحلام والإبداع، لبنان صغير على فراشة تنشر عسل الإبداع في قلوبنا قبل عيوننا.

 نادين في طريق حورية الشاشة، حورية الطريق التي رسمته لنفسها منذ أول لحظة أطلت بها ودخلت بيوتنا، فاجتاحت القلوب بدون إستئذان، حورية الدراما العربية التي تتلون على شواطئها وتتراقص على أمواجها. نادين في طريق مجموعة نساء وليست إمرأة واحدة نادين في طريق نجلاء فتحي لبنان وميريل ستريب العرب. نادين في طريق أميرة الإنتصار وهو أجمل وأعظم إنتصار سيؤرخ فب صفحات الدراما اللبنانية والعربية معلنا إسما كان وسيظل وسيبقى خالدا إلى الأبد في قاموس التمثيل وهو: نادين نجيم!

 نادين استمري، تابعي، لا تتوقفي، أعشق جنونك في فن التمثيل وأعماقه وأصوله ، وما الفن سوى جنون! نادين طريقك كتب، فنحن بإنتظار المزيد والمزيد لنجمة كسرت كل القيود وغردت في سرب خاص بها هي وحدها. الساحة الفنية لا تليق إلا بنادين ونادين ونادين. 

وأخيراً، نادين نسيب نجيم إنتقمي من كذبة ما يسمى "تمثيل" اليوم.

إيلي طايع - منبر "ليب تايم" - 2 حزيران 2018

إرسال تعليق

 
Top