0
ثمة مؤشر آخر الى استمرار العلاقة المضطربة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هو عدم حدوث لقاء ثنائي ومباشر بينهما منذ نوفمبر الماضي.

وفي حين تقول أوساط الحريري، لـ"الأنباء"، إن "هذا اللقاء مؤجل الى ما بعد الانتخابات التي في ضوئها يعاد النظر في العلاقات والتحالفات السياسية، تقول أوساط جعجع إن اللقاء لا يعقد إلا إذا كان مخصصا للبحث في المرحلة المقبلة وبجدول أعمال سياسي".

وفق مصادر سياسية مطلعة، فإن الحريري سعى لتسويق الوزير جبران باسيل على أنه الشريك الذي يمكن التفاهم معه الآن ومستقبلا، والواضح أن الحريري يسعى من خلال ذلك الى تعزيز موقع باسيل على حساب جعجع تمهيدا للاستحقاق الرئاسي. ويستعد الحريري بعد الانتخابات لخطوات ثلاث: زيارة السعودية وإعادة ترتيب تصور موحد للمرحلة المقبلة في لبنان والتفاهم على كل النقاط العالقة، بما فيها المالية منها ممارسة ضغط معنوي لكي يتجاوز التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية قرار فصل النيابة عن الوزارة وإعادة توزير باسيل كون حضوره في الحكومة أساسيا وفائق الأهمية السعي لتطبيق التفاهم مع باسيل حول إبقاء القوات اللبنانية خارج المكون الحكومي، وإذا ما أصرت بعض الأطراف، فالسعي لإيلاء القوات حقيبتين ثانويتين بهدف الإحراج للإخراج.

ويتوقع الحريري ومعه باسيل أن يسعى أيضا كل من الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط لمنع استبعاد القوات وإبقائها خارج الحكومة انطلاقا من حسابات التوازنات الداخلية ومعركة رئاسة الجمهورية المقبلة.

وتعبيرا عن العتب الواضح حيال ما ذهبت إليه خيارات رئيس الحكومة، يقول قيادي في القوات اللبنانية: "نعرف سلفا أن هناك نوعا من تشكيل ثنائية جديدة بين التيارين (الوطني الحر والمستقبل)، وكلام الحريري يقدم أكبر دليل على هذا التحول في سياسة الفريقين". ولكن "المستقبل" لا يجد مبررا لعتب القوات اللبنانية عليه، لأن الأخيرة هي السباقة إلى بناء علاقة سياسية قوية مع الوطني الحر عبر "تفاهم معراب" الذي أعلنت فيه دعمها ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، وهي التي لجأت إلى خيارات تحالفية تضر بمصلحة "المستقبل" أيضا.

"الأنباء الكويتية" - 5 أيار 2018

إرسال تعليق

 
Top