0
رغم إجماع كل القوى السياسية اللبنانية على أنه من المبكر الحديث عن الاصطفافات السياسية المقبلة قبل صدور نتائج الانتخابات النيابية، وتبلور مشهد المرحلة المقبلة ككل، إلا أنه يبدو واضحاً أن التحالفات الانتخابية التي وُصف قسم كبير منها بـ«الهجين»، سيكون لها أثرها في تشكل التحالفات السياسية ما بعد الانتخابات، وإن كانت بعض القوى التي لم يسعفها القانون النسبي لخوض المعركة على لوائح واحدة، لن تتردد في التكتل تحت سقف البرلمان سعياً وراء دور أكبر لها.
فبعد أن كانت جبهة المعارضة تقتصر على حزب «الكتائب» في التركيبة السياسية الحالية، يُتوقع أن تتوسع بعد الاستحقاق النيابي لتشمل الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي يتطلع لترؤس كتلة «لبنان السيادي»، كما النواب المحسوبين على «المجتمع المدني» الذين قد يفوزون بالانتخابات. وقد حسمت الأطراف الـ3 قرارها بعدم وضع يدها بيد قوى السلطة الحالية.

ويؤكد النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» إيلي ماروني، أن حزبه «سيبقى بعد الانتخابات في صفوف المعارضة، وأن يده ممدودة لكل من يريد الانضمام إلى هذه الجبهة التي ستضم لا شك قيادات سياسية وحزبية تشاركنا ثوابتنا ومبادئنا»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المجتمع المدني كما اللواء ريفي يتلاقيان معنا على النهج التغييري، كما أن حزب (القوات) قد يكون في صفوف المعارضة، لكن لا يمكن حسم الموضوع في المرحلة الحالية، باعتبار أن كل شيء مرتبط بنتائج الانتخابات النيابية، وبتقييم كل طرف لتجربته السابقة». ويضيف: «نحن سنستكمل النهج الإصلاحي الذي اتبعناه والذي يعارض الفساد والرشوة وتدمير البلد، باعتبار أن ما قمنا به لم يكن في سبيل تحصيل أصوات انتخابية إنما خدمة للمواطن».

وكما صرح ماروني، الذي يبدو حاسماً بموضوع استكمال «الكتائب» مسار المعارضة، تجزم المرشحة على لائحة «كلنا وطني» المحسوبة على المجتمع المدني، عن مقعد الأرثوذكس في «بيروت الأولى»، الإعلامية بولا يعقوبيان، بأن النواب الذين يخوضون الانتخابات تحت مظلة «المجتمع المدني» ويفوزون، سيكونون في صفوف المعارضة، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «لا إمكانية على الإطلاق للقبول بمشاركة القوى الحالية بحصة في السلطة والجلوس معها على طاولة واحدة». وتضيف: «نحن نخوض الانتخابات بعنوان رئيسي هو مواجهة هذه السلطة لاقتناعنا بأن لا بصيص أمل لأن تنجح العملية الإصلاحية إذا ما وضعنا يدنا بيدها لاستكمال مشروعها وسياساتها القائمة». وتصف يعقوبيان محاولة البعض ممارسة المعارضة من خلال وجوده داخل السلطة بـ«الهرطقة»، معتبرة أنه «من غير المنطقي أن يكون لأحد الأحزاب وزير في الحكومة، وهو بالوقت عينه يعتبر نفسه معارضة... فلا يمكن لبس القبعتين معاً في آن واحد».

وتترك القوى التي تخوض المعركة الانتخابية بشعار «مواجهة السلطة الحالية» خيار تكتلها في جبهة واحدة لما بعد الانتخابات، وإن كانت تؤكد أن الباب مفتوح على احتمال مماثل.

وفي الإطار نفسه، تؤكد مصادر قريبة من اللواء ريفي، أنه يخطط لإنشاء كتلة «لبنان السيادي» من الفائزين الذين يخوضون الانتخابات على لوائح يدعمها، سواء في طرابلس - المنية - الضنية، أو في عكار كما في «بيروت الثانية»، مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اقتناعها أن هذه اللوائح ستحقق نتائج كبيرة. وتضيف: «ليس المطلوب أن يكون لدينا كتلة من 128 نائباً لنمارس العمل السياسي بفعالية، فهو بالنهاية عمل تراكمي».

ولا تتردد المصادر في التأكيد على أن هناك تنسيقاً مع حزب «الكتائب»، مشيرة إلى أن هذا التنسيق «سيطال كل القوى التي نجد معها قواسم مشتركة إن كان في سبيل مواجهة سلاح حزب الله أو الفساد المشتري ما يجعل الدولة ضعيفة. ونحن على اقتناع بأن هذين العنوانين مترابطان من منطلق ألا إمكانية لبناء دولة قوية وقادرة في حال بقي وضع حزب الله وسلاحه على ما هو عليه».

الشرق الاوسط - 3 ايار 2018

إرسال تعليق

 
Top