0
تعقد اليوم جلسة روتينية لمجلس الوزراء برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومي، ويليها يومي الجمعة والسبت المقبلين انصراف كلي الى مؤتمر "سيدر" الباريسي لتنشيط الدورة الاقتصادية في لبنان، وبعد الاطمئنان الى الحاصل المالي لهذا المؤتمر تُيمم الوجوه شطر الانتخابات التشريعية الاكثر تعقيدا في تاريخ الجمهورية اللبنانية.

"الحاصل" المالي المطلوب مرشح لرفع الدين العام من 80 الى 100 مليون دولار، لكن الرئيس سعد الحريري يرى ان ما تجود به دول "سيدر 1" على لبنان هو استثمار وليس دينا تقليديا، وانه سيوفر 900 الف فرصة عمل في لبنان وليس من يجزم بأن هذه الفرص للبنانيين فقط مادام ان خلفية الاريحية الاوروبية الآن اتقاء شرور الهجرات البحرية لآلاف النازحين السوريين المكدسين في مخيمات لبنانية مبعثرة. وتشكل الانذارات الاسرائيلية الساخنة عنصر ضغط اضافيا على الواقع اللبناني، وآخرها تهديد رئيس الاركان غابي ايزنكوت بالتدمير الشامل لجنوب لبنان وصولا الى بيروت، في معرض اعتزام اسرائيل اجتثاث حزب الله كقوة عسكرية تهدد عمقها من الحدود اللبنانية والسورية.

واعطي اكثر من تفسير في بيروت لهذا التهديد المباشر، فالبعض وضعه في الاطار المكمل لما بدأته اسرائيل من محاولات دؤوبة لمنع لبنان من استغلال ثروته النفطية والغازية في الجنوب، وتستكمله الآن في محاولاتها منعه من الاستفادة من مؤتمر "سيدر 1" في باريس وما يمكن ان يؤمنه له من دعم اقتصادي، والبعض الآخر اضاف الى هذين المعطيين رغبة اسرائيلية ومصلحتها في شحن القوى التي ترفع العصا بوجهها، بالطاقة الشعبية، عشية الانتخابات التشريعية في 6 مايو المقبل للاستفادة من ديمومتها كمبرر لمواصلة اختراقاتها للسيادة اللبنانية في البحر والبر خصوصا، وتحت ذريعة المصالح الامنية للدولة العبرية.

لكن التفسيرات الدولية التي اعطيت للبنان تشير الى ان التهويل الاسرائيلي هو للاستخدامات الداخلية في اسرائيل اكثر مما هو تعبير عن نوايا عسكرية حيال لبنان.

بيد ان أوساطا سياسية لبنانية أكدت، لـ "الأنباء"، أن "هذا ليس كافياً لتهدئة خواطر اللبنانيين الذين يعيشون تحت سقف التهديدات الاسرائيلية المدمرة، وينطلق هؤلاء القلقون من هذه النقطة لمطالبة الحكومة اللبنانية بالسعي الجدي والمباشر لمعالجة مسألة احادية السلاح الشرعي المضروبة باستقلالية وتفرد سلاح حزب الله، الامر الذي يراه القابضون على زمام الامور في لبنان الآن بمنزلة حلم ليلة صيف في الزمن الاقليمي الحاضر".

"الأنباء الكويتية" - 4 نيسان 2018

إرسال تعليق

 
Top