0
تجزم أوساط نيابية مطلعة بأن الاستحقاق الانتخابي هو بمنأى وبمعزل عن أية تداعيات ناجمة عن قرقعة طبول الحرب في الجوار خصوصاً في ضوء التهديدات الاميركية لسوريا والتحذيرات الروسية المقابلة للادارة الاميركية، وبالتالي فإن ما من عوائق تحول دون حصول الانتخابات النيابية في موعدها، كما أن ما من أسباب مباشرة او غير مباشرة ستؤثر على العملية الانتخابية خاصة وأن الدعم الواسع وغير المحدود للمجتمع الدولي للاستحقاق الديموقراطي، يتيح انتقال لبنان من ضفة الى أخرى من خلال اجراء الانتخابات النيابية واطلاق عجلة النمو الاقتصادي تزامناً مع الاصلاح وترشيد الادارة ومكافحة الفساد وصولاً الى دعم مالية الدولة تدريجياً لمواجهة كل تحديات المرحلة المقبلة وهي ليست أمنية الطابع بل اقتصادية.

ووفق الاوساط النيابية فان اللحظة الراهنة صعبة على كل المستويات ولكن تجاوزها يحتاج الى الحفاظ على مبدأ النأي بالنفس بالدرجة الاولى، وذلك من اجل البقاء في منأى عن النار الاقليمية، مع العلم أن النجاح غير المتوقع الذي حصده لبنان من المؤتمر الاقتصادي للتنمية في لبنان "سيدر"، هو مؤشر على استمرار التقاطع بين عواصم القرار الدولية والاقليمية، على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي.

من هنا فإن القرقعة الصاخبة في المنطقة حيث يرتفع التوتر الى حد غير مسبوق، تنذر بتطورات دراماتيكية على المسرح السوري كما تكشف الاوساط النيابية حيث أن التقلبات الاخيرة توحي بتصعيد ولكن في الوقت نفسه فان حدود أي مواجهة عسكرية واضحة وبالتالي فان الضربة التي تهدد بها اميركا، اذا حصلت، ستكون محدودة في المكان والزمان لانها مرتبطة بالكباش الدولي مع موسكو والذي يرتدي طابعاً سياسياً أكثر مما هو عسكري، وذلك تبعاً للظروف والتطورات في المنطقة. وتنقل الاوساط نفسها عن ديبلوماسيين غربيين في بيروت أن التعاطي مع التهديدات الاميركية، يبدو جدياً من قبل كل الاطراف، ولكنها تؤكد في الوقت نفسه، بأن انعكاسات اي تصعيد على الساحة اللبنانية هي معدومة مما يجعل من المسار الانتخابي ثابتاً وغير خاضع لحال الاستنفار الاقليمية.

وانطلاقاً من هذا المشهد، فإن الاوساط النيابية المطلعة تركز على أن ما من أسباب او موجبات تحول دون اجراء الانتخابات في ضوء الاجماع اللبناني تحديداً على التغيير الديموقراطي بعد سنوات من تأجيل الانتخابات النيابية نتيجة ظروف داخلية وخارجية. واذا كانت الاسابيع المقبلة مفصلية في حسم شكل التطورات في سوريا، فان أية هواجس أمنية مرتبطة بالواقع المتفجر لن تسجل على الساحة اللبنانية بحسب الاوساط نفسها ذلك أن تصاعد القلق محلياً مرتبط بشكل رئيسي بـ "الحاصل الانتخابي" و"الصوت التفضيلي" لدى القوى السياسية والاحزاب على امتداد الدوائر الانتخابية، ولا مكان لأية اهتمامات أخرى اقليمية او دولية في المشهد الداخلي حيث يتصاعد القلق الانتخابي ويطغى على أية هواجس أخرى حتى ولو كانت حرباً مجاورة. 

هيام عيد - "الديار" - 12 نيسان 2018

إرسال تعليق

 
Top