0
تسلّط الأضواء على بعض الدوائر الإنتخابية التي تمتاز بنكهة مختلفة، وتعتبر عن حق بأنها ستكون "أم المعارك" الإنتخابية، ومن ضمن هذه الدوائر دائرة بعلبك ـ الهرمل. واللافت بحسب مصدر قيادي قواتي، أن "حزب الله" قد حوّل هذه المعركة إلى معركة تسلّط عليها الأضواء من خلال الكلام المكرّر لأمينه العام السيد حسن نصرالله وكل مسؤولي الحزب، الذين رفعوا هذه المعركة إلى مرتبة "أم المعارك".

ورأى المصدر نفسه، أن الحزب لم يكن في وارد هذا الكلام، أو حتى التعبئة بهذا الشكل، إلا لكونه يدرك أن هذه المعركة هي جدّية وأن الخروقات فيها ستكون كبيرة، وبالتالي، لجأ، وبشكل إستباقي إلى تعبئة لافتة من أجل منع حصول اختراقات كبرى في هذه المنطقة. وأشار إلى أن قانون الإنتخاب ساهم بشكل فعّال وجدي في بعلبك - الهرمل الوصول إلى معركة نستطيع القول أنها متوازنة من خلال الخرق، ولكنها منطقة يغلب عليها الطابع الشيعي، وإنما أصبح بإمكان الأقليات في تلك المنطقة، وفي حال اتفقت مع بعضها البعض في ائتلاف إنتخابي واحد، أن تشكّل حالة سياسية وحالة انتخابية مهمة.

وفي هذا المجال، تابع المصدر ذاته، أنه عندما اجتمعت البيئة المسيحية، وهي بيئة إستقلالية قواتية بامتــياز مع البيــئة السنّية الإستقلالية أيضاً، وأيضاً مع البيئة الشيعية الحرّة، استنفر "حزب الله" من أجل ردّ خطر حصول اختراق فعلي، وهذا عائد إلى قانون الإنتخاب النسبي.

وأضاف المصدر القيادي القواتي نفسه، أنه مما لا شك فيه أن دائرة بعلبك ـ الهرمل، ستكون "أم المعارك"، وقد حوّلها "حزب الله" منذ هذه اللحظة في هذا الإتجاه، و"القوات اللبنانية" ومنذ اللحظة الأولى أرادت أن تكون المعركة في هذا الإتجاه أولاً، لأن "القوات" تريد وإيصال شخصيات سياسية لا تنتمي إلى هذه المنطقة وإلى تاريخها وتراثها، ولا تعبّر عن تطلّعات أبنائها. مشدّداً على أن هذه المنطقة تريد مرشّحاً نائباً قواتياً يجسّد تطلّعاتها وآمالها، ومن هذا المنطلق، كانت تصرّ على تحالف من طبيعة مستقلة، وأن لا يكون "التيار الوطني الحر" جزءاً من اللائحة، لأن إدخاله في اللائحة على غرار ما كان يفعل تيار "المستقبل"، كان سيؤدي إلى ضرب البعد الإستقلالي للائحة، لأن "التيار الوطني الحر" لن يكون في وارد الدخول بمواجهة "كسر عظم" مع "حزب الله" في هذه المنطقة، وبالتالي، فإن المعركة تقتضي أن يكون التحالف الإنتخابي واضح المعالم من أجل الإنخراط فيها، وبالتالي، فإن المساعي التي قامت بها "القوات" قد حقّقت ولادة هذه اللائحة من خلال تعاون مثمر بين مقوّمات ثلاث هي "المستقبل" و"القوات" وشيعة أحرار من أجل الوصول إلى نتائج تحقّق الأهداف المنشودة، حيث تستطيع البيئتان المسيحية والسنّية أن تستعيدا تمثيلهما، كما أن تتمكن البيئة الشيعية من إعطاء مثال أنه عندما تكون جرأة سياسية على خوض غمار معركة إنتخابية تحقّق من خلال صناديق الإقتراع النتائج المرجوة، وبالتالي، فإن أي اختراق شيعي سيحصل، سيطلق دينامية سياسية داخل البيئة الشيعية في الإستحقاقات المقبلة، وذلك من أجل إعادة التوازن، الأمر الذي يؤدي إلى أن يشكّل أي تحالف من هذا النوع نموذجاً يجب أن ينسحب على مراحل مقبلة من أجل تحقيق التوازن المرجو.

فادي عيد - "الديار" - 24 آذار 2018

إرسال تعليق

 
Top