0
تشهد الدائرة الانتخابية في المتن الشمالي لانتخاب 8 نواب (4 موارنة، 2 أرثوذكس، وواحد لكل من الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس) منازلة بين 4 لوائح، وربما يرتفع عددها إلى 5، في حال قرر "الحراك المدني" خوض المعركة منفرداً. وتعتبر معركة المتن واحدة من أكثر المعارك حماوة ولن يكون في مقدور أي لائحة أن تحصد مقاعدها النيابية.

ويبدو حتى الساعة أن كل فريق إنصرف إلى تشكيل لائحته، ويجري مشاورات لوضع لمساته الأخيرة على المرشحين الذين سينضمون إليها، هذا إذا لم يطرأ تعديل على التحالفات الانتخابية يدفع في اتجاه إعادة خلط الأوراق، مع أن هذا التقدير غير قائم، على الأقل في المدى المنظور، بسبب وجود صعوبات تعترض العودة إلى المربع الأول إفساحاً في المجال أمام توافق الأضداد على الانضمام في لوائح مشتركة.

وفيما يتصرف "التيار الوطني الحر" وكأنه توصل إلى خوض الانتخابات بالتحالف مع حزبي "الطاشناق" و"السوري القومي الاجتماعي"، فإن إصرار الأخير على تبني ترشح النائب السابق غسان أسد الأشقر عن أحد المقاعد المارونية الأربعة، أدى إلى إحراج قيادة "التيار" التي كانت تميل إلى ترشيح الوزير السابق فادي عبود باعتباره قريباً من التيار.

وفي المقابل فإن رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل يميل إلى تشكيل لائحة تكون بمثابة خليط بين مرشحين كتائبيين وآخرين محسوبين على المجتمع المدني، لينسجم مع خطابه في الآونة الأخيرة بعدم التحالف مع الأحزاب المشاركة في السلطة، علماً أنه كان فتح الباب أمام التفاوض مع حزب "القوات اللبنانية"، لكن المشاورات لم تصل إلى حد أدنى من التفاهم على خوض الانتخابات بلائحة واحدة.

لكن الجميل وافق على إخراج دائرة الشوف - عاليه من الالتزام الذي أخذه على نفسه بعدم التعاون مع أحزاب السلطة، وأبقى على مرشحه عن المقعد الأرثوذكسي النائب فادي الهبر على لائحة المفاوضات الجارية، وتحديداً مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" لتشكيل لائحة ائتلافية تجمع بين قضاءي عاليه والشوف في دائرة واحدة.

كما أن حزب "القوات" حسم أمره ويتجه إلى تشكيل لائحة في المتن الشمالي نواتها المارونيان إدي أبي اللمع ورازي منير الحاج نجل الرئيس السابق لحزب "الكتائب"، والكاثوليكي ميشال مكتّف المنشق عن "الكتائب" ومذيعة الأخبار في محطة "أم- تي- في" الأرثوذكسية جيسيكا عازار. وقد ينضم إلى هؤلاء مرشحون آخرون. وتردد أن الحصة الكبرى ستكون لتمثيل المرأة.

وعلى صعيد نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر، علمت "الحياة" أن رئيس "التيار الوطني" الوزير جبران باسيل هو الذي أطاح الجهود الرامية إلى تشكيل لائحة ائتلافية بالتحالف معه وحزب "الطاشناق" و"السوري القومي". 

وتردد أن "الطاشناق" اضطر إلى حسم موقفه إلى جانب باسيل لحماية الاتفاق الانتخابي الذي توصل إليه مع "التيار الوطني"، ويقوم على تحالفهما في دائرتي بيروت الأولى (الأشرفية) والبقاع الأوسط (زحلة). لذلك، بادر المر إلى تكثيف مشاوراته مع المرشح السابق للانتخابات في المتن الشمالي سركيس سركيس وجورج عبود وجان أبو جودة ووليد خوري، إضافة إلى آخرين في إطار قراره بحسم خياراته الانتخابية بتشكيل لائحة يفترض أن ترى النور في الأسبوعين المقبلين على أبعد تقدير.

"الحياة" - 5 آذار 2018

إرسال تعليق

 
Top