0
عاد الحديث بقوة عن تدخّلات خارجية إقليمية ودولية بالإستحقاق الإنتخابي، وذلك في ضوء عودة الدور السعودي تزامناً مع الحراك الاميركي في لبنان والمنطقة. وعلى الرغم من تزايد الحديث عن دعم مادي لبعض المرشحين الذين اختارتهم عواصم القرار في المنطقة لكي يتولّوا مهمة مواجهة القوى البارزة في الإستحقاق الإنتخابي، فان أوساطاُ وزارية سابقة كشفت أن أي عودة وبشكل خاص سعودية الى الساحة اللبنانية، ترتدي طابعاً مغايراً لكل الادوار السابقة، مؤكدة أن الهدف يبقى الحؤول دون أن يمسك فريق واحد بالأكثرية النيابية في برلمان 2018.
 
وترى الأوساط ، أن التعامل مع الإستحقاق النيابي، قد انعطف في الفترة الماضية من التأكيد، وخصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأميركية، كما من السعودية، على وجوب إتمام العملية في مناخ ديمقراطي وبعيداً عن أي تأثيرات ناجمة عن توازن القوى الجديد على الساحة الداخلية، إلى التدخّل في التفاصيل بحركة تشكيل اللوائح الإنتخابية. وقالت هذه الأوساط، أن واقع الضبابية الذي يحيط بقوى سياسية لم تحسم خيارها بعد بانتظار «الضوء الأخضر» الخارجي للتموضع مع حلفاء من كل الطوائف، ستزول لمصلحة تشكيل لوحة تحالفات في كل المناطق، ومن دون استثناء، وذلك بهدف حصد أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية داخل الطائفة السنّية في الدرجة الأولى، والمسيحية في الدرجة الثانية، اضافة الى مقاعد ولو قليلة في دوائر مختلفة، وذلك فيما لو حصلت الخروقات التي يتم التوقع بها في بعض الدراسات الانتخابية.
 
وعلى الرغم من أن الرهان على الخارج، وبشكل خاص على الإدارة الأميركية الحالية، لا يبدو صائباً بالنسبة لبعض القيادات التي كانت منضوية بما يسمى قوى 14 آذار، فإن الخيار بإعادة تجميع كل هذه القوى من جديد، وبالتعاون مع بعض وجوه المجتمع المدني، هو الذي سيشكّل السبيل، كما أضافت الأوساط، إلى تحقيق تقدّم على القوى والأحزاب والشخصيات السياسية الأساسية التي حسمت خياراتها وتحالفاتها بعيداً عن عناوين هذا الفريق، وذلك نتيجة خضوعها لمقتضيات الربح والخسارة في المرحلة المقبلة. 
 
وفي هذا السياق، كان لافتاً للإنتباه أن معالم تحالف جديد قد ظهرت أخيراً في قوى الرابع عشر من آذار، حيث أن ما يسجل من حملات على هامش الحراك الانتخابي تهدف وكما تقول المصادر، الى فرض معادلات انتخابية معينة في بعض المناطق وتحديداً في الدوائر الانتخابية البعيدة عن تأثير مكونات السلطة، على أن تكون هذه المعادلة قائمة على فرط التحالفات السياسية السابقة ودفع كل جهة الى العمل بشكل منفرد بعد تعطيل كل المفاوضات الجارية وخصوصاً في بيروت وعكار وزحلة بشكل خاص. ولم تستبعد أن يكون تيار «المستقبل» قد حسم خياره بالنسبة لتحالفاته الانتخابية التي تعلن بعد أيام لافتة الى أن هذا الواقع قد دفع بأطراف خارجية معنية بالوضع اللبناني الى التدخل ولكن من خلال توجيه رسائل غير مباشرة الى الذين انخرطوا في تسويات محلية لا تنسجم مع المسارات الخارجية وفي مقدمها المسار السعودي في المنطقة.

هيام عيد - "الديار" - 25 شباط 2018

إرسال تعليق

 
Top