0
فيما موعد الانتخابات النيابية قادم بسرعة في السادس من أيار المقبل تبقى البرودة تصيب معظم تحركات الاحزاب والتيارات خصوصاً في دائرة كسروان - جبيل ولا يمكن تسجيل أية تحرّكات جوهرية تؤسس لعمل مشترك بين مختلف الافرقاء حزبيين ومستقلين على حدّ سواء باستثناء بعض التحركات الميدانية لعدد من السياسيين لا سيّما بعد الدخول في الشهر الاول من العام الجديد الذي اتخذ البرودة نفسها على هذا الصعيد، الا ان اوساط معظم المرشحين ومع اقرارهم بهذا «التقصير» العملاني الذي يعود وفق هذه الاوساط الى جملة من الاسباب الواقعية مع الاقرار ان الاسباب الموجبة لهذا التأخير يمكن تلخيصها وفق الجديد - القديم التالي:
 
اولاً: اول المتأخرين وفق الواقع القائم في هذه الدائرة هم الناخبون أنفسهم الذين حتى الساعة يجهلون تماماً حيثيات القانون النسبي الجديد وغير مطلعين بشكل وافٍ عليه، لا سيما فيما يختص بالصوت التفضيلي وكيفية توزعه والحاصل الانتخابي العام وما زالوا يفكرون كما كانوا يقترعون وفق القانون الاكثري ويستغربون كيف انهم لا يستطيعون شطب اي ا سم من اللائحة التي تطبعها الدولة ووزارة الداخلية وتوزعها على الاقلام، واشارت الاوساط الى ان المرشح يحتاج الى درس طبيعة التحالفات بحيث لا يأكل الحليف من صحن حليفه خصوصاً بالنسبة للصوت التفضيلي وهذا يعني حصول مفاجآت على صعيد فوز المرشحين غير متوقعة.
 
ثانياً: الماكينات الحزبية في الدائرة هي في حالة سبات ان كان لناحية التيارات او المستقلين، وهذا القانون يمسح نهائياً امكانية الترشح خارج الاحزاب طمعاً بالصوت التفضيلي، ولهذا تطلق هذه الاوساط على هذه المعركة انتخابات الاحزاب بعيداً عن الحالات العائلية بشكل عام بالرغم من تأثيرها الفردي على الصوت التفضيلي، الا ان احداً في كسروان - جبيل يدعي انه الاقوى او باستطاعته اكتساح المقاعد الثمانية حسب ما كان يجري سابقاً لذلك يعمد كل مرشح الى «تظبيط» وضعه الشخصي بعيداً عن حلفائه في اللائحة وهذا ما يخلق حالات إرباك وتناحر داخل الفرقاء أنفسهم.
 
ثالثاً: بالنسبة للتحالفات فهي غائبة بشكل كلي خصوصاً بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وامكانية العودة الى المربع الاول بينهما مستحيلة في ظل الخلافات القائمة.
 
الا ان مصدراً مقرباً من التيار الوطني الحر يعتبر ان هذا الامر لا يشكل له احراجاً ولا حتى للقوات لان كثرة تشكيل اللوائح يخدم في المقام الاول التيار الوطني، وفي هذا الاطار يعتبر المصدر ان معظم الاقوياء يحاولون الابتعاد عن بعضهم البعض كي لا يأكلوا انفسهم وهذا ما ينطبق ايضاً على الشخصيات الوازنة من خارج الاحزاب التي تحاول الابتعاد عن بعضها والاكتفاء بشريك قوي وحيد داخل اللائحة، والا فان المصير هو السقوط، ولكن وفق الاوساط التابعة للمرشحين فان الخيارات المرة سوف يتم استعمالها كتأليف لائحة من مرشحين اثنين قويان واستكمالها بالباقي كمرشحين لجلب خمسماية صوت من هنا والف صوت من هناك اي ان ستة مرشحين من اصل ثمانية سوف يعملون لصالح اثنين فقط!! وبالتالي هناك اتجاه جدي وقوي لاستعمال هذا الاسلوب بفعل تداعيات القانون النسبي وهذا ما يشبه الى حد بعيد عمل خلية النحل بكاملها من اجل تغذية المملكة وحدها.
 
رابعاً: يبقى ان الناشط على الصعيد الانتخابي هي فقط سلسلة الدعوات الى العشاء لمرشحين وبعض المفاتيح الكبرى والتي تتناول العشاء نفسه لدى اكثر من مرشح مع ابرام الوعود نفسها على كل طاولة وهذا يعني تخبطاً لناحيتي الولاء وعدم فهم القانون الجديد وفي الحالتين هناك معضلة انتخابية قادمة من خلال امرين:
أ - الترشيحات الرسمية سوف تبدأ مطلع شباط القادم ولا تبدو في الافق سلسلة من الترشيحات الجدية حتى الساعة.
 
ب - اقفال الترشيحات في مطلع آذار وعلى الجميع معرفة هذه الحقائق.

عيسى بو عيسى - "الديار" - 10 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top