0
تنتظر دائرة الشمال الثالثة المعركة الانتخابية الاكثر حماوة على الساحة المسيحية، خصوصا أن ثلاثة زعماء هم من بين الاربعة الاقوى مسيحيا، يتحدرون منها. فالمواجهة في دائرة البترون-الكورة-بشري-زغرتا يخوضها القوات، المرده والتيار الوطني الحر كمعركة كسر عظم تتنافس فيها الأحزاب انتخابيا. أمام هذه الصورة يستعد تيار المردة، للاستحقاق المنتظر جيدا بهدف توسيع تمثيله السياسي في البرلمان الذي اقتصر حتى اليوم على ثلاثة نواب، متكئا بذلك على النسبية التي من المفترض أن تتيح له توسيع شعبيته بمعزل عن أي تحالف.


عضو المكتب السياسي في تيار "المردة" شادي سعد أشار عبر "المركزية" الى أن "حماوة المعركة الانتخابية لم ترتفع بعد، نظرا للتجاذب حول الاصلاحات في قانون الانتخاب، الامر الذي ينعكس على التحالفات والحملات الانتخابية"، مشيرا الى أن "الانتخابات ستحمل كتلا جديدة الى مجلس النواب، مقابل كتل أخرى سيتقلص حجمها، ما يخلق هواجس لدى البعض تدفعه الى تعطيل الاستحقاق حفاظا على الصفة التمثيلية التي اكتسبها بموجب القانون الاكثري والتي لم تعد متاحة في القانون النسبي"، مضيفا "نحن لسنا ضد الاصلاحات، ولكننا نعارض اعتماد الميغاسنتر، ففي لبنان المسافات ليست بعيدة، متوجها الى التيار الوطني الحر بالقول ما هي الاضافة التي ستنتج عن اعتماد الميغاسنتر في الوقت الذي نخوض فيه معركة تثبيت المسيحيين في الاطراف، ما الغاية من القول لابن عكار أو بشري أو رميش، حتى في يوم الانتخابات لا لزوم لأن تتوجه الى قريتك؟ ".

وأكد أن "المردة" سيكون اللاعب الاساسي في دائرة الشمال الثالثة، ولكن هذا لا يمنع أن يكون لنا حضور فاعل في باقي الدوائر كذلك. في دائرة الشمال الثالثة، سنتحالف في بشري مع جبران طوق او من يسميه، في الكورة مع نائب رئيس تيار المرده الوزير السابق فايز غصن. في البترون، الامور قطعت شوطا كبيرا مع النائب بطرس حرب والتحالف شبه محسوم، وفي زغرتا لن يكون هناك تغيير بالاسماء باستثناء ترشيح طوني فرنجية بدل والده. في دائرة الشمال الثانية (المنية-الضنية -طرابلس) سيكون لدينا أكثر من ثلاثة مرشحين من الملتزمين والأصدقاء والاحصاءات تثبت الحيثية التمثيلية لهؤلاء، كالنائب السابق جهاد الصمد في الضنية. في دائرة الشمال الاولى (عكار) ترشيحنا ثابت لكريم الراسي على أحد المقاعد الارثوذكسية، ونعمل على نسج تحالفات مع مختلف الطوائف. في دائرة كسروان جبيل ترشيح النائب السابق فريد هيكل الخازن محسوم، ولدينا أصدقاء في جزين وبعبدا". وعن توقيت اعلان الترشيحات، قال "الاحزاب بانتظار بعضها البعض، خصوصا بعد النتائج المخيبة لاجتماع اللجنة الوزارية المكلفة تطبيق قانون الانتخاب أمس".

وقال إن "حزب الله لن يكون في موقع بعيد عن النائب سليمان فرنجية، خاصة وأن الاخير قدم الكثير من التضحيات لمصلحة فريقه السياسي في الوقت الذي رفض غيرنا التضحية ولو بالقليل"، مضيفا "في الدوائر التي لا مرشحون لنا فيها من الطبيعي أن يدعم الحزب التيار، ولكن في المناطق التي سنتواجد فيها من غير المنطقي أن يكون "حزب الله" بعيدا عن "المردة". أما "تيار المستقبل" فنأمل أن يكون هناك تحالف يعكس العلاقة الايجابية بين الحزبين". وبالنسبة للخصم الابرز التيار الوطني الحر، قال "العلاقة مع رئيس الجمهورية جيدة لكن هناك فريقا من التيار علاقتنا معه شبه مقطوعة، ونكتفي بالقول إن السلطة سيف ذو حدين ومن لا يستعد لها جيدا قد يرى نفسه بعد حين في مأزق". أما التحالف الانتخابي مع القوات، فأشار الى أنه "لم يكن مطروحا اصلا، إذ لا مصلحة للفريقين بالتحالف، ولكن هذا لا يعني عدم وجود تقارب". وبالنسبة للحزب القومي قال "من يقرأ التاريخ جيدا، يتأكد أن النائب فرنجية هو الحليف الثابت لخط المقاومة، وتحالفنا مع الحزب القومي راسخ".

وختم بالقول "حتى لو خضنا المعركة الانتخابية لوحدنا، نقول انتظروا المردة، والنتائج ستبرهن كلامنا"، مضيفا "نحن مرتاحون لشعبيتنا، والتجارب علمتنا أن لا نقدم تنازلات مجانية بعد اليوم". 

"المركزية" - 10 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top