0
لم يترك امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته المسائية المتلفزة بما تضمنت من معلومات ومواقف، ابلغها اهمية كشفه عن تنظيم قوى محور المقاومة لاطلاق الانتفاضة الثالثة تحضيرا لتحرير القدس، اي مجال للشك في ان اجندة الحزب الاقليمية تتقدم رأس سلم اولوياته التي تبدو مصلحة لبنان قابعة في اسفله نسبة للضرر الذي قد يصيبه جراء مشاريع الانتفاضات والحروب، حيث لم يتوان نصرالله عن تكرار عبارة "فتح حدود لبنان أمام آلاف المقاتلين في حال وقوع الحرب الكبرى".

واللافت بحسب ما تقول اوساط سياسية مناوئة لسياسة الحزب لـ"المركزية" ان "الامين العام" وكما في معظم مواقفه لا يعير الدولة اللبنانية اي اهتمام ولا يأبه لا لسيادتها ولا لقوانينها ولا لمؤسساتها الدستورية ومقاماتها الرئاسية وقراراتها المصيرية فيطل بصفة "الآمر الناهي" والمرشد الاعلى للجمهورية اللبنانية راسما الاستراتيجية الوطنية المتناسبة ومشاريعه العابرة للدول والحدود الجغرافية. وتسأل في هذا المجال عن دور الدولة والرئاسة والحكومة والمجلس النيابي اذا كان حزب الله يتخذ قرار الحرب والسلم ويتصرف على هواه متناسيا ان في لبنان جيشا قويا قادرا اثبت قدرة وجدارة في اكثر من موقعة عسكرية كان آخرها تحرير الجرود الشرقية من الارهابيين في وقت كان حزب الله يساوم ويبرم اتفاقات مشبوهة انتهت الى نقل هؤلاء بالباصات المكيفة الى الداخل السوري. وتضيف: ان حزب الله جاهد وناضل وعطل الانتخابات الرئاسية مدة عامين ونيّف لايصال مرشحه الرئاسي الى بعبدا، ما يعني عمليا انه يمحضه ملء الثقة خصوصا في ما يتصل بالواقع مع العدو الاسرائيلي فكيف يمكن تفسير عدم وضع طاقاته وقدراته العسكرية في عهدة الرئيس ميشال عون وترك قرار الحرب والسلم للرئيس القوي الموثوق فيه؟ وتسأل: على اي اساس فتح حزب الله قنوات التواصل مع الفصائل الفلسطينية "بهدف تنظيم التواصل والتنسيق، والدفع لانطلاق الانتفاضة الثالثة، مع تقديم كلّ أنواع الدعم اللازم، ومَن مِن اللبنانيين منحه صكا او تفويضا للاضطلاع بمهمة يفترض انها تتولاها الدولة واجهزتها المختصة باعتبارها تتصل بعلاقات لبنان مع الخارج؟ واذا كان دور المقاومة الاسلامية منذ نشأتها منع الانتهاكات الاسرائيلية للاراضي اللبنانية والاعتداء عليها، فكيف انتقل هذا الدور من دفاعي الى هجومي لاستعادة القدس والغاء اسرائيل من الوجود؟ وبعد كل ذلك، تقول الاوساط، يخرج لبنان الرسمي ليؤكد التزام سياسة النأي بالنفس والحياد عن صراعات المحاور، فيما يرد حزب الله بالقول "لكم نأيكم ولي نأيي الاستنسابي ووفق مصالحي العابرة للحدود".

اما الدولة الصامتة الغارقة في بحر خلاف "المرسوم" فتقف عند عتبة مواقف نصرالله من دون ان تحاول مقاربتها من قريب او بعيد، كيف لا، تسأل الاوساط، وهي التي لم تتمكن حتى اليوم من مقاربة استراتيجية دفاعية تعيد اليها صلاحياتها وحقوقها المسلوبة في حصر السلاح في يد الشرعية والاجهزة العسكرية والامنية كسائر الدول. وتدعو في السياق، الى وقفة وطنية ولو لمرة واحدة في العهد القوي، في مواجهة من يسلب الدولة حقوقها ويقحمها عنوة في أتون صراعات هي في غنى عنها وقد دفع اللبنانيون الكثير بسببها، ويبدو انهم سيدفعون أكثر اذا ما قدر لمشروع حزب الله بالغاء اسرائيل من الوجود ان يدخل حيز التنفيذ من دون رادع.

"المركزية" - 4 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top