0
في ذاكرة الحزب التقدمي الاشتراكي صورة لا تزال تتردد في مجالس الحزبيين القدامى، يوم كان مؤسسه الشهيد كمال جنبلاط يرشّح الى الانتخابات النيابية نواباً في طرابلس والجنوب والبقاع. يومها كان جنبلاط الأب ينطلق من مساحة رحبة لم تكن قد حاصرتها بعد تداعيات الحرب اللبنانية والقوانين المفصلة على قياس الطوائف والمناطق.


كان كمال جنبلاط يحلم بدولة مدنية خالية من الطائفية السياسية وتطبق اللامركزية الادارية وتقترع حينها وفق قانون انتخاب نسبي ولبنان دائرة واحدة. 
 
تغيّر الزمن، ورغم الجهد الكبير الذي يقوم به النائب وليد جنبلاط للحفاظ على التنوع الوطني داخل الحزب، قيادة وكوادر ومحازبين، الا ان الحسابات الانتخابية باتت تفرض عليه ان يكون واقعياً، مدركا انه لا بد من أوسع تحالف ممكن مع القوى السياسية الامر الذي سيكلّفه تنازلات اما بفعل التحالفات او بحكم طبيعة القانون التي لا تسمح له بالفوز ببعض المقاعد. 
 
وفيما التحالفات لم تحسم بعد اشتراكيا، الا ان بورصة الترشيحات بدأت تتضح، وبعضها أفصح عنها جنبلاط شخصيا، الا انه يفصّل بدقة الاسماء، فهؤلاء سيكونون رفاق تيمور القادم بمشروع وافكار جديدة تواكب العصر، كما يؤكد المقربون منه، وبالتالي لا بد من دم جديد لمواكبته، مع الحفاظ على بعض الاسماء من اعضاء الكتلة. 
 
الثابتون حتى اللحظة هم مروان حمادة، نعمة طعمة، هنري حلو واكرم شهيب في دائرة الشوف وعاليه، فيما سبق واعلن ترشيح الدكتور بلال عبدالله مكان النائب علاء ترو كما كشف عن ترشيح ناجي البستاني، وسيترك المقعد الدرزي الرابع في الدائرة شاغرا ليذهب حكما لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان. 
 
وبالتالي يكون مقعد كلّ من النائبين ايلي عون وفؤاد السعد غير محسوم ولم يُعرف اذا كان جنبلاط سيرشّح مكانهما ام لا، والامر سيكون مرتبطا بالتحالف مع التيار الوطني الحر من عدمه في هذه الدائرة في ظل نية بترشيح "التيار" لكل من الوزير سيزار أبو خليل وماريو عون. 
 
واما في بيروت فلم يحسم جنبلاط بعد موضوع ترشيح النائب غازي العريضي وكذلك الوزير ايمن شقير في دائرة بعبدا. 
 
في حين أنّ النائب وائل ابو فاعور من الثوابت بين المرشحين في دائرة راشيا - البقاع الغربي، حيث لا يزال مصير النائب انطوان سعد غير واضح. 
 
رغبة جنبلاط ان يقوم بتغيير واسع في الاسماء قد يصل في المستقبل الى 50 في المئة منها، الا ان طبيعة المعركة قد لا تسمح له بتغيير كبير هذه المرة، حيث لا تزال خيارات التغيير مفتوحة في بيروت وبعبدا على ان يبقى الباقي على حاله. 
 
وفيما يتعلق بالتحالفات فمن المبكر الحديث عن وجهة واضحة لدى المختارة، الا ان جنبلاط ينفتح على الجميع لكنّ الحليف الثابت لديه هو تيار المستقبل في الشوف - عاليه وبيروت وراشيا، ويسعى لانجاح تفاهمات مع القوى الاخرى. وفي هذا السياق جاء العشاء العائلي الذي جمعه بالوزير جبران باسيل في كليمنصو والتواصل الدائم مع القوات اللبنانية. 
 
لن يكون الاستحقاق سهلا الا ان جنبلاط يبدو متواضعا ويدرك انه سيخسر عددا من النواب ولا يتردد بقول ذلك ولن يكون متفاجئا بالنتيجة، حيث يشدد في كل اطلالاته ان الأهم لديه هو المصالحة والمصارحة، فمصالحة الجبل التي يعتبرها جوهرة مسيرته السياسية لا تساوي لديه مقعدا في الزائد او في الناقص. 
 
وأكثر من ذلك يبدو واضحا ان جنبلاط يريد ان يورث تيمور انطلاقاً من بوابة الانتخابات... "صفر مشاكل" مع الجميع.

نادر حجاز - موقع mtv - 
12 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top