0
اغتنم رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل فرصة إطبلالته التلفزيونية مساء أمس ليوجه رسالة شديدة اللهجة إلى وزير العدل سليم جريضاتي أكد فيها مواصلة معارضة نهج "السلطة، لا سيما في ملفات الفساد، وإن كانت المعركة التي تخوضها في مواجهة ما تعتبره "قمعا للمعارضة"، تثير حفيظة الجميل باعتبارها استنسابية بامتياز، في وقت يؤكد المقربون منه أن هذا النوع أنهم لا يخشون القانون، بل يرفضون إعطاءه صبغة تذكر بأيام ولت.

وفي هذا الاطار، أوضح عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني في حديث لـ"المركزية" أن "في كل رد قدمناه في هذا الشأن، كنا واضحين. العدالة لا تتجزأ وليست استنسابية، كما لا يمكن التعامل معها على طريقة صيف وشتاء تحت سقف واحد. ولو حول كلام كل معارض تناول ملفا معينا إلى القضاء باعتباره إخبارا، لقلنا إن العدالة تأخذ مجراها، لكن اختيار الأشخاص لتحويل كلامهم (لا سيما منه الجزء الذي لا يضر بمصالح المحَول)، هو ما دفعنا إلى الانتفاضة والقول إننا لا نخشى القانون، بل نطالب به، لكننا نرفض أن يخيفنا به أحد، أو أن يكون الانون على طراز رستم غزالة وغازي كنعان وأجهزة المخابرات، التي تذكرنا بأيام ولت".

وعن ربط هذه المواجهة بالتموضع الكتائبي المعارض، أشار ماروني إلى أن "عندما قررنا السير بهدي ضميرنا ومصالح اللبنانيين والوطن، وانتهاج خط معارض لأداء سيئ وفاسد، أخذنا في الاعتبار أننا سنتعرض لكثير من المضايقات، بينها الأسلوب "العضومي" في ممارسة السلطة القضائية. لذلك، لا يفاجئنا شيء، لأننا توقعنا ما يجري في شتى المجالات، بدليل التضييق في الخدمات، والمماطلة من بعض الوزراء في إعطاء المواعيد للنواب المعارضين لتأمين احتياجات مناطقهم، وسنسمي هؤلاء في مؤتمر صحافي قريبا".

وفي مقابل رفع السقوف تجاه جريصاتي، بدا الجميل شديد الحرص على التأكيد على تحسن العلاقات على خط الصيفي- معراب، وإن كان الحليفان التقليديان لا يزالان على مواقفهما المعروفة من المشهد الحكومي. وفي السياق، لفت ماروني إلى "أننا على تواصل مع الجميع، على المستوى الشخصي والاجتماعي والانساني، وإن كنا نختلف على الصعيد السياسي. وما يجمعنا مع القوات أمور كثيرة لم ننكرها يوما. العلاقة اليوم مع معراب أفضل من المرحلة السابقة وهي تتطور، من دون ان تبلغ مستوى تفاهم انتخابي، وتواصلنا مستمر، وهناك لقاءات بين الطرفين".

وعن الترشيحات الكتائبية للانتخابات النيابية التي من المفترض أن يحسمها الحزب في 20 الجاري، كشف أن "هناك آلية معتمدة في حزب الكتائب في هذا الشأن، وهي تترجم منذ بداية السنة الجارية عن طريق جولات مناطقية واستشارات حزبية، إلى جانب دراسة ملفات المرشحين تمهيدا لبت هذا الملف، لأن الوقت لم يعد متاحا للمماطلة، على أن يحسم هذا الأمر في 20 الجاري، وتعلن الأسماء في مهرجان كبير".

وفي ما يتعلق بالحوار مع حزب الله الذي حرص الجميل على توصيفه بدقة، مؤكدا التناقض في المواقف في ما يخص السلاح، أعلن ماروني، الذي دخل على خط التنسيق مع الحزب في مرحلة سابقة، أن "في اللقاء الأخير الذي حصل منذ شهور، اتفقنا على أن في كل مرة نرى ضرورة للتحاور حول إشكالية معينة، يمكننا القيام بذلك، وإن كان الحوار موجودا على مستوى نيابي ووزاري وشخصي، علما أننا نحاول دوما تقريب وجهات النظر، لأن همنا خلق وحدة وطنية، وحزب الله جزء أساسي من التركيبة اللبنانية". 

"المركزية" - 8 كانون الثاني 2018

إرسال تعليق

 
Top