0
شادي الذي «ضاع» عثر عليه او بالاحرى كشف عن مكان وجوده بعد اسابيع حافلة بالتساؤلات حول مصيره، منذ ان غادر عين الحلوة بظروف غامضة لم يكشف النقاب عنها حتى الان. وقيل يومذاك انه غادر المخيم برفقة زميله الجندي الفار محمد عنتر والذي عثرت عليه القوى الامنية منذ حوالى عشرة ايام في صيدا مما اثار احتمالات وروايات حول خروج الاثنين «شادي المولوي ومحمد عنتر» معاً من عين الحلوة فاذا بعنتر لا يزال في صيدا اما المولوي فبقي مصيره مجهولا الى ان كشف في تسجيل صوتي عبر برنامج «تلغرام» عن وصوله الى سورية.
 
هذه الاحتمالات تتراوح بين ان يكون الخروج من عين الحلوة قد حصل افراديا فتمكن المولوي من متابعة مساره وصولا الى مقر جبهة النصرة الارهابية التي ينتمي اليها في ادلب السورية ولم يتمكن عنتر من اللحاق به فوقع في قبضة الامن. او ان هذا التسجيل الصوتي للارهابي شادي المولوي هو للتضليل ولعل في جعبة عنتر التي من المحتمل قد يكون زود بها الاجهزة الامنية.
 
وحسب مصادر متابعة للملف ان شادي المولوي حتى يتمكن من مغادرة عين الحلوة عمد الى تغيير ملامحه فخرج حليق الذقن والشعر وبهوية مزورة وبمساعدة مهربين محترفين، على الرغم مما قيل عن خروجه بتسوية لتجنيب مخيم عين الحلوة اشكاليات امنية، غير ان مضمون التسجيل الصوتي للارهابي المولوي لا يوحي بخروجه بتسوية، حين يهدد ويتوعد ليس حزب الله وحسب وانما حزب الله والاجهزة الامنية وحلفاء حزب الله بل يهدد ابناء طرابلس ممن يصفهم الارهابي المولوي بأزلام حزب الله في الشمال وصيدا.
 
ومن سخرية القدر وفي الوقت الذي سقطت فيه «داعش» وبادت عن بكرة ابيها، و«جبهة النصرة» الى الافول القريب وفي وقت انجزت فيه الاجهزة الامنية كافة تفكيك الشبكات الارهابية وتلاحق فلولها المتناثرة يطلع الارهابي المولوي بتهديده لابناء الشمال وابناء صيدا مدعيا بأنه يعرفهم بالاسم. وهناك قلة قليلة من بقايا التكفيريين تحاول تلميع صورة المولوي في حين ان ما ارتكبه في طرابلس خلال احداث العنف العبثية لا يزال موضع تداول في الاوساط الطرابلسية. ليس اقلها عند خطفه لعنصريين امنيين وممارسة اساليب التعذيب الجسدي والنفسي لهما بمعية اسامة منصور عدا جرائم عديدة اقترفها ضد مواطنين طرابلسيين ومواجهة الجيش اللبناني وسقوط شهداء وجرحى.
 
واللافت في تسجيله الصوتي ما اثاره عن تشيع في طرابلس مما اثار ردود فعل الحركات الاسلامية في المدينة التي اعتبرت ان كلامه هراء الا اذا كانت جهات خارجية تعمل على اعادة توضيب المولوي وتوظيفه في مشروع فتنة جديد لمدينة طرابلس التي يعلم الجميع ان هذا الادعاء لا وجود له في طرابلس والشمال ولم تسجل حالة تشيع واحدة في تاريخ المدينة. فهل هذا التسجيل الصوتي للمولوي هو تسجيل معلب خارجيا من جهات عربية واقليمية تجهل واقع طرابلس الشعبي والميداني؟ ام ان المولوي يحاول ترويع وتضليل اهل المدينة؟...
 
اشارة اخرى الى ان الصورة التي نشرها المولوي عبر حسابه في «التلغرام» تبدو انها قديمة وهو بلباس الصيف وانه حين اتصل بوالدته ابلغها بأنه اصبح عند الحدود التركية - السورية. فهل هو فعلا بات في سورية؟ وهل هذا التسجيل هو حقيقة ام سيناريو جديد للتضليل؟...

جهاد نافع - "الديار" - 24 تشرين الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top