0
في ظل ما يجري من مخاوف على كل الاصعدة على أثر إستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وما تبعها من تداعيات لا تزال محط لغز سياسي في إنتظار قدومه الى لبنان، الذي يتأجل يوماً بعد يوم وسط الخلافات التي باتت بين الافرقاء السياسيين اللبنانيين المنقسمين كالعادة بين مؤيد ومعارض.
انطلاقاً من هنا وبسبب الانقسامات التي نشهدها ضمن التيار والحزب الواحد بسبب تأييد البعض للخارج تبعاً للسياسة السعودية والبعض الاخر تبعاً للسياسة الايرانية، يقف لبنان حائراً سائلاً عمَن يقف الى جانبه في الاطار الفعلي والحقيقي، بسبب تراكم المشكلات السياسية من دون إيجاد أي حل لها.


الى ذلك ينذر كل هذا بمخاوف تتصاعد كل يوم بسبب ما نسمعه ونراه من تدابير امنية استثنائية تقيمها السفارات في لبنان، بحسب ما تنقل مصادر سياسية في 14 آذار وتبدي تخوفها من التظاهرات في محيط تلك السفارات وتأتي في الطليعة السفارة السعودية، التي إرتفع منسوب القلق لديها بصورة كبيرة عقب معلومات تلقتها عن احتمال تعرّضها لإعتداء، ما دفعها للطلب من جهاز أمن السفارات في لبنان بزيادة عديد عناصر الحراسة، واغلاق بعض الطرقات المؤيدة لديها خوفاً من تظاهرات قد تحدث في الايام القليلة المقبلة، على الرغم من رفض وزارة الداخلية إعطاء أي ترخيص في هذا الاطار، إلا ان تتخوّف من تظاهرة فجائية يندس ضمنها طابور خامس لإحداث فتنة في لبنان نجحت الاجهزة الامنية في منعها حتى اليوم، لكن كل شيء وارد في حال قرّر أي فريق خرق الامن في لبنان وإفتعال مشكلات مذهبية لا تحمد عقباها. لان هدف هؤلاء إيصال لبنان الى اتون الحرب المذهبية مهما كان الثمن، وبالتالي فمخطط الارهابيين لن يكون عابراً بل مؤشراً لمرحلة عنوانها عودة الحرب الى لبنان، لان ما جرى منذ لحظة الاستقالة كفيل بإعطاء صورة عن الوضع الحالي، ما جعل اللبنانيين يشعرون بقلق كبير من ألا يكون السياسيون في لبنان على قدر كبير من المسؤولية،على الرغم من التحذيرات الغربية التي يتلقونها يومياً، لافتة الى خطر حقيقي كبير قائم اليوم وهذا يعني ان لبنان موضوع حالياً على قمة الاخطار.


وأعربت المصادر المذكورة عن قلقها ازاء هذا الوضع لان ما يجري من أحداث محلية وإقليمية يؤكد ان الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً خطراً للصراع في لبنان، الذي كان وما زال يعاني تداعيات الأحداث الإقليمية التي تجري قريباً منه، ما جعله يعيش اليوم على فوهة بركان، وهذا اثار قلقاً غير معتاد عند اللبنانيين، وكأن كل شيء مدروس في توقيت امني وسياسي حساس، مشددة على عدم إعطاء الفرصة لايقاظ كوابيس المذهبية والطائفية وإشعال النار النائمة تحت الرماد ، لان أي اشارة من هذا النوع ستؤدي الى إندلاع ألسنة تلك النيران ولهيبها لتصيب الدولة في الصميم، وبالتالي فالاحتقان الامني وارد ان ينتقل بسرعة من أي منطقة الى كل لبنان، خصوصاً ان التسلّح في معظم المناطق قائم على قدم وساق.

وابدت هذه المصادر خوفها ايضاً مما سيحدث يوم الاحد المقبل، لان لا قرار حتى الساعة حول إمكانية مشاركة لبنان في إجتماع جامعة الدول العربية، الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية على مستوى وزراء الخارجية، للبحث في التصدّي للتدخل الإيراني في المنطقة. مما سيزيد في الخلافات لان موقف لبنان لن يكون كما تريده السعودية، وهذا واضح جداً من خلال الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية جبران باسيل في اوروبا، بهدف حشد أكبر دعم دولي لمواقف وخطوات رئيس الجمهورية ميشال عون للضغط من أجل إعادة الرئيس سعد الحريري الى لبنان. 

صونيا رزق - "الديار" - 17 تشرين الثاني 2017

إرسال تعليق

 
Top