0
تزداد الهوة اتساعاً بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، في ما يتعلقبالكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، ما يهدد “تفاهم معراب” جدياً هذه المرة، رغم محاولات الجانبين وحرصهما على عدم إخراج التباينات القائمة بينهما إلى العلن.


ويلاحظ المتابع لمسار العلاقات بين الفريقين منذ توقيع التفاهم، أن الأمور بينهما ليست على ما يرام، بعدما بدأت هذه التباينات تطفو على السطح، ولم يعد تالياً بالإمكان التعمية عليها، حيث كان وزير الخارجية والمغتربين رئيس “التيار البرتقالي” جبران باسيل واضحاً في توجيه انتقادات علنية لزميله “القواتي” وزير الإعلام ملحم رياشي، عندما قال له في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة “مش رح يمشي الحال معكم إذا بقيت الأمور سائرة هكذا في السياسة”، وهو أبلغ تعبير من جانب رئيس “الوطني الحر” يصدر للمرة الأولى على لسانه، بعدما سبق له ووجه انتقادات مبطنة إلى “القوات اللبنانية”، حيال الكثير من الملفات داخل مجلس الوزراء وخارجه.

وفي هذا السياق، تشير أوساط “قواتية” لـ”السياسة”، إلى أن “معراب” حريصة على استمرار التفاهم القائم مع “الرابية”، لأنه أنجز الكثير وحقق ما عجز كثيرون عن تحقيقه، لكن الحفاظ على هذا التفاهم بحاجة أيضاً إلى التزامات من جانب الطرف الثاني بأنه مثل “القوات”، يريد التمسك به وعدم تعريضه للسقوط، من خلال الحرص على مبدأ الشراكة الفعلية وعدم الاستئثار بكل شيء والسير بنصوص هذا التفاهم وليس تجاوزها وتجاهلها، كما حصل في محطات عديدة، وإذا كانت الأمور “مش ماشية”، فهناك مسؤولية على التيار الوطني الحر الذي ينبغي أن يحافظ على روحية تفاهم معراب ويؤكد التزامه الفعلي به، لا أن يقول شيئاً وينفذ عكسه.


"السياسة الكويتية" - 8 تشرين الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top