0
اسئلة عديدة تطرح تعقيبا على امكان ان يقدّم وزراء حزب القوات اللبنانية استقالاتهم من اول حكومة للعهد الذي كانت للقوات اللبنانية مساهمة كبيرة في تحقيقه، ان لم نقل المساهمة الاساس، اهمّها السؤال، هل يمكن للحكومة الحريرية ان تستمر اذا غاب عنها اربعة وزراء مسيحيين عنيت وزراء الحزب الثلاثة وحليفهم الوزير ميشال فرعون؟ واذا اخذ سيّد العهد قرارا يتمسك بهذه الحكومة، فهل يكتفي بوزراء التيار الوطني الحر رافعة مسيحية لها، ام يلجأ الى سدّ الفراغ القواتي بوزراء اخرين، ومن اي حزب او تيار او جهة يختارهم؟!
 
والسؤال المهم الاخر، هل يجازف رئىس الحكومة سعد الحريري بوصول حكومته الى حالة فقدان التوازن الوطني في ظرف امني واقتصادي ومالي من اصعب الظروف التي مرّ بها لبنان او يلجأ الى خطوة من ثلاث، الاولى ترتيب البيت الحكومي بما يرضي حليفه حزب القوات، او الاعتماد على حليفه المستجدّ التيار الوطني الحر، او انتهاز الفرصة والتلويح باستقالته لتخفيف الضغوط عنه، تلك التي تمارس عليه من داخل الحكومة، او من شارعه المتململ.
 
الغريب في الامر ان عدم رضى حزب القوات على اسلوب ادارة الحكم، ليس جديدا، بل ان رئىس الحزب الدكتور سمير جعجع، ووزراء ونواب الحزب عبّروا في اكثر من مناسبة عن عدم رضاهم، حول مواضيع التعيينات والتشكيلات، ومعالجة مشكلة الكهرباء وغيرها من القضايا، ابرزها مسألة التعاطي مع النظام السوري، والعلاقات مع الدول العربية، وكان دائما يذهب صوتهم صرخة في واد، ولذلك فإن الحديث عن الاستعداد للاستقالة لم يكن مفاجأة، لا لجمهورهم، ولا للقريبين منهم لكن المفاجأة، اصابت الذين كانوا يحسبون ان وزراء القوات يناورون ولن تصل بهم الامور الى الاستقالة، ولذلك فإن الضجة القائمة اليوم مرتبطة بأمرين: الاول تأكيد اكثر من مسؤول قواتي ان استمرار الحال على ما هي عليه اليوم آيلة حتما الى الاستقالة والثاني الشعور بخطورة الامر في حال حصلت الاستقالة فعلا، على ابواب انتخابات نيابية مفصلية، ما زالت تحالفاتها مجهولة والتنبؤ بنتائجها معدومة.

في هذه الظروف المأزومة حكوميا، يمكن التأكيد أن حكم المجلس العدلي القاضي بإعدام من تآمر ونفّذ جريمة اغتيال رئىس الجمهورية الاسبق بشير الجميل، قد ايقظ عصب اللبنانيين السياديين من جميع الطوائف والمذاهب، وخلق في الشارع المسيحي تحديدا تيارا من العزم والقوة، وشعورا باستعادة ما فقدوا من ثقة بانفسهم، بعد اغتيال البشير، واغلب الظن، ووفقا لما تعكسه ردود الفعل في التصريحات العلنية، وفي وسائل التواصل الاجتماعي، ان لبنان ما بعد الحكم، لن يكنو لبنان ما قبله، وهذه الحالة المستجدّة لا بد وان تنعكس على وضع الحكومة المهزوز، بحيث تجعلها اكثر اهتزازا.
 
في نهاية الامر، السؤال الكبير المطروح، ماذا لو قدّم وزراء القوات اللبنانية استقالاتهم؟!

فؤاد أبو زيد - "الديار" - 23 تشرين الأول 2017

إرسال تعليق

 
Top