أقامت مصلحة استثمار مرفأ طرابلس، برعاية وزير الأشغال العامة والنقل يوسف
فنيانوس وحضوره، احتفالاً تأبينياً تكريمياً لرئيس مجلس إدارة مرفأ طرابلس
محمود كمال الدين سلهب، تخلله عشاء تكريمي.
حضر الاحتفال التأبيني على رصيف الحاويات في مرفأ طرابلس الرئيس ميشال سليمان ممثلاً بالزميل بشارة خيرالله، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق نقولا نحاس، النائبان غازي العريضي وغازي زعيتر اللذان سبق وشغلا منصب وزير الأشغال العامة والنقل في الحكومات السابقة، النواب سمير الجسر ممثلا بالمنسق العام لـ"تيار المستقبل" في طرابلس ناصر عدرة ومحمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي والدكتور قاسم عبدالعزيز وخضر حبيب، قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بالعقيد أحمد العمري، الوزراء السابقون أشرف ريفي ممثلا بعقيلته سليمة ريفي وسامي منقارة وجان عبيد ممثلا بإيلي عبيد وريا الحسن ممثلة بحسان ضناوي، النائب السابق مصباح الأحدب.
كذلك حضر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا برئيس شعبة المعلومات في أمن عام الشمال المقدم خطار ناصرالدين، الرئيس الأول لمحاكم الشمال القاضي رضا رعد، نقيب مهندسين طرابلس والشمال بسام زيادة، رئيس الأكاديمية البحرية العربية الدكتور اسماعيل عبدالغفار، مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، المساعد الأول لقائد منطقة الشمال الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العقيد ربيع شحادة، عقيلة الراحل فاتن مرعب سلهب رئيسة مكتب التمثيل الإقليمي لاتحاد الموانىء البحرية العربية شقيقة الدكتور محمد سلهب على رأس وفد من العائلة، السيد توفيق سلطان، الأستاذ انطوان حبيب وعدد من رؤساء الدوائر والمصالح الرسمية والجامعات والمعاهد والجمعيات والهيئات المحلية وموظفي دوائر المرفأ.
بدأ الاحتفال التأبيني بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن روح الراحل وعرض فيلم وثائقي عن حياته خلال الفترة التي أمضاها رئيسا لمجلس إدارة مرفأ طرابلس.
وكانت كلمة تقديم للزميل أحمد درويش ممثلا نقيب المحررين إلياس عون قال فيها: "لم يكن من السهل أن ننقطع عن رؤية الراحل الكبير محمود سلهب بين ليلة وضحاها، فمعه ومعكم انتزعنا وبالقوة مشروع توسيع وتطوير مرفأ طرابلس الذي نجلس اليوم برفقتكم على الرصيف والباحة الأساسية فيه، وقد بدأنا نقطف ثمار ما زرعه هذا الرجل بكفاحه وصبره وإصراره".
بدوي
ثم تلا درويش رسالة من الأمين العام لاتحاد الموانىء البحرية العربية اللواء عصام الدين بدوي الذي جدد تعازيه لعقيلة الراحل، منوها "بكفاحها لمتابعة مسيرته من أجل تنمية الأهداف المشتركة وتطوير الإرادة الفعالة المنتجة بالتنسيق والحوار البناء مع مرافىء لبنان ولا سيما مرفأ طرابلس".
تامر
وألقى مدير مرفأ طرابلس كلمة توجه فيها إلى الراحل: "سيفتقدك مرفأ طرابلس الذي تركت فيه بصماتك والكثير من الجهد والوقت والتعب ليكون المرفأ منارة الفيحاء، ولا بد لرفاقك وزملائك من أن يكملوا الطريق، ووزارة الأشغال العامة والنقل تطمح إلى تحويل مرفأ طرابلس إلى مرفأ محوري وإعداده وتجهيزه بكل المعدات والتجهيزات الحديثة ليكون قادرا على إبراز قدراته التنافسية في مجال تقديم خدمات ذات جودة وكفاءة عاليين".
سلهب
وألقت فاتن مرعب سلهب كلمة توجهت فيها إلى زوجها الراحل: "في تكريم عظيم وتأبين حزين، محمود معنا عطاء بدون حدود، لأنك ما عودتنا ان تتخلف عن اللقاء، ها هم الأهل والأحبة والاصدقاء، ولأنك لا تتخلف عن الحضور والكل ينتظر ان تزرع المنارة قناديل نور، أحاول أن أفيك بعض حقك، فأنا لك مدينة، وأنت مدينة من الوفاء، لعلي أراك على صهوة موجة تنسج ألف لؤلؤة ومحارة وياقوتة خضراء، أقف لأول مرة بدونك وحسبي أن لكل أجل كتاب ولكل حضور غياب".
سلطان
وكانت كلمة لسلطان قال فيها: "محمود سلهب ومرفأ طرابلس وجهان لعملة واحدة، ومن ذكر محمود سلهب يستحضر دوره في إعادة تأهيل وتطوير مرفأ طرابلس ودوره المميز بتذليل العقبات وصولا الى الغاية المنشودة، فمنذ تسع سنوات تسلم الصديق والرفيق الوزير غازي العريضي وزارة الأشغال والنقل وكانت الأعمال متوقفة في المرفأ لخلاف بين الشركة الصينية الملتزمة الأعمال وإدارة المرفأ، وتم ترحيل الملف الى مجلس الانماء والاعمار يومها ذهبت الى الرفيق وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي بعد مراجعات من الأصدقاء، وقلت هذه فرصتنا التاريخية لتحقيق الحلم بوجود مرفأ جدي يخدم الاقتصاد الوطني عموما وطرابلس والشمال خصوصا".
أضاف: "لأن أهل طرابلس كانوا يلومونني دوما بأني لا أعطي مدينتي الاهتمام الكافي من خلال حزبي وعلاقاتي مع كبار المسؤولين، لن أشرح الجهد الجبار للوزير غازي العريضي الذي زار المرفأ 14 مرة وتعرض لمضايقات مؤسفة واجهها بكل قوة كما عرف عنه. وصلت قوى التعطيل الى حد شل مجلس الادارة باستقالة رئيسه، هنا برز دور فقيدنا محمود سلهب عضو مجلس الادارة، بافشال التعطيل وتأمين استمرار الأعمال والمساهمة في التسوية والاشراف على الأعمال التطويرية الى حين وفاته، وخلال هذه الفترة كان عضوا في مجلس الادارة ثم نائبا للرئيس ثم رئيسا. في كل يوم كان محمود سلهب حاضرا وفاعلا على الأرض وفي الوزارة ببيروت، وفي كل الادارات ولولاه لما كنا اليوم نقف في هذا الصرح الذي سميته الحلم وهو المشروع الانمائي الوحيد الذي يعمل في طرابلس منذ ستة عقود وأصبح اليوم محط أنظار العالم للدور المؤهل أن يلعبه، فوفود الدول والمؤسسات الدولية تفد باستمرار الى المرفأ تستطلع وتدرس. واليوم ونحن على أبواب مرحلة جديدة كان من المنتظر أن تقر في مجلس الوزراء في طرابلس وهو اقرار قرض بقيمة 86 مليون دولار من البنك الاسلامي ربعه هبة، وقد وعدني الرئيس سعد الحريري بأنه سيضعه على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي سيعقد في طرابلس وارساله الى مجلس النواب لاقراره".
وتابع: "بعد الوزير العريضي جاء الصديق الوزير غازي زعيتر وهو من كتلة الرئيس نبيه بري الداعم الأساسي لمشاريع طرابلس والذي يقول: "أنا ملتزم مشاريع طرابلس كما أنا ملتزم بمشاريع صور والنبطية، وأنا أقول هذا الكلام عن لسان الرئيس نبيه بري الذي كلفني أن أنقله الى أهلي في طرابلس". الوزير غازي زعيتر وجد في محمود سلهب صديقا فقدر جهده ودعم توجهاته وتوصلنا من خلال هذه العلاقة الى انجازات كثيرة. واليوم بيننا راعي الاحتفال الوزير الصديق يوسف فنيانوس الذي نعتبره ابن طرابلس كما هو ابن زغرتا هو ومن يمثل، لذلك أقول لك يا محمود نم مطمئن البال، فحلمنا قد تحقق وها هم أصدقاؤك يذكرونك بالخير ويترحمون عليك".
وختم: "أما أنت أيتها السيدة الفاضلة رفيقة درب محمود في كل مفاصل عمله وعلاقاته وصداقاته في لبنان والخارج ودورك المميز في الاتحاد العربي للموانىء البحرية، لك خالص العزاء والود والاحترام".
زعيتر
بدوره قال زعيتر: "انها طرابلس الغالية التي تعطينا دائما دروسا في المحبة والعطاء، وفي كل مرة نأتي اليها نتعلم منها ومن أهلها الكرام المعطائين معاني الوفاء والاخلاص والصداقة الحقيقية، تسير في أرجائها فترى في كل حي وفي كل شارع معالم حفرت بأيادي أبنائها المبدعين".
أضاف: "من الجنوب الصامد الى البقاع الأبي ينادينا الحنين المحمل بالسعادة والحزن الى المدينة الأحب على قلب الامام السيد موسى الصدر ودولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، يختلط حنيني الى طرابلس بشوقي واشتياقي الى الصديق الغالي المغفور له المرحوم محمود سلهب، أخي محمود بأي الكلمات أرثيك وأغسل هذا الجرح الحزين، وأنت من آخى الكلمات الطيبة وزرعها حنينا ودفئا ومحبة وتواضعا، بأي الكلمات أرثي من كانت سيرة حياته عطاء وكرامة وعزة واستقامة، كم نفتقد أمثاله من الرجال الطيبين الأوفياء والخيرين، أخي محمود نحبك ونفتقدك يا صاحب القلب الطيب، فلم تنحن لك هامة ولم تخضع لك ارادة، عرفتك وخبرتك أكثر، وأحببتك أكثر، واقتربت منك واقتربت مني أكثر، كنت صادقا بمحبتك دون مقابل فقط لأنك كنت موئلا للشهامة والشجاعة، وبيتا رحبا يتسع للجميع، بادلتنا الوفاء والمحبة فكنت القدوة والمثال، منذ ستة أشهر تاريخ غياب الصديق الغالي لا زلت أتعاطى مع الأصدقاء من طرابلس وكأن محمود ما زال حيا موجودا بيننا فذاكرتي تتوقف في أحيان كثيرة مع ذكريات جميلة عايشتها في لبنان ومصر مع هذا الصديق النادر من نوعه، فتتغلب سعادتي بصداقته الأصيلة، مع الواقع الحزين بغيابه".
وتابع: "انه صراع النفس مع ذاتها بين ما نأمل أن يكون وما قدرته مشيئة الله عز وجل وكلنا مسلمين بقضاء الله وقدره، لقد أعطى هذا الرجل لمرفأ طرابلس ما لم يعطه انسان، فقد كان سفيرا استثنائيا وفوق العادة بكل شؤونه وشجونه، في كل مرة كان يزورني في الوزارة أو يرافقني في زياراتي الرسمية الى جمهورية مصر العربية حيث علاقاته الواسعة مع كافة الفعاليات المصرية والعربية، كان مرفأ طرابلس الحاضر الأكبر. وعلى الرغم من عشقه ومحبته لرفيقة عمره السيدة فاتن الا انني كنت أشعر انه كان متيما بحبه لهذا الميناء وبأنه قد تزوج هذا المرفأ على زوجته التي ارتضت ذلك بكل سرور لا بل أحبت ضرتها ومحور تفكير زوجها أكثر منه، يقولون ويتحدثون عن الصداقة وأهم ما يقال عن الصديق بأنه موجود وقت الضيق، وهذا أهم ما تميز به الصديق الغالي محمود، فعلاقته بي يوم كنت وزيرا للأشغال وبعدها لم تتغير، والمودة والمحبة التي زرعتها هذه المدينة الغالية في قلبه لم تستطع واقعية الحياة والعلاقات المصلحية بين البشر أن تغيرها أو تؤثر بها، ما كان يؤثر في داخلي تجاه محمود هو محبته لعائلته وخاصة لأبيه القاضي والمحامي المرحوم كمال الدين سلهب فكان عندما يسرد لي قصص والده أشعر بعظمة الأبوة وعنفوان التربية الصالحة، فيكون محمود لسان حالي في محبتي وحزني على غياب والدي".
وقال: "محمود، ودعتنا وذهبت عن هذه الدنيا، لكن ذكراك باقية في قلوبنا وقلوب أهل طرابلس الأوفياء، والأمانة التي حملتها تجاه هذا المرفأ ستبقى باقية في همم وعزيمة زملائك وأصدقائك المخلصين لمسيرة وتطور المرفأ وفي مقدمتهم الصديق الحبيب الغالي توفيق سلطان (أبو راشد)، نشد على أيادي الأخت العزيزة فاتن ونتمنى لها دوام الصحة والعافية، وأن تبقى المنارة التي تضيء الدرب لكل مخلص ومحب وداعم لمسيرة تطور هذا المرفأ وتقدمه".
وختم: "سنبقى دائما الى جانبك كما كنا وفاء لروح محمود راجين من الله سبحانه وتعالى أن يسكنه الفسيح من جناته، ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان، لطرابس وعائلاتها وأهل الفقيد الغالي أحر التعازي والسلام".
العريضي
أما العريضي فقال: "اسمحوا لي أن أرحب بكم في طرابلس وأن أشكر حضوركم جميعا بهذه الأمسية التي نذكر ولا نستذكر فيها أحد أبرز أبنائها الميامين، أسمح لنفسي أن أرحب بكم من موقع المؤتمن على عطاء ووفاء وجهاد وتعب وعمل وسعي وإصرار وإقدام وأمانة وشهامة وكفاءة محمود سلهب الذي رافقته لفترة طويلة كان فيها خير أخ وصديق وزميل ومكافح ومناضل ومحب لمدينته وشجاع في الدفاع عن قضاياها".
أضاف: "ما طرح في أي يوم من الأيام موضوع يعني هذا المرفق إلا وكان محمود يتصرف بدينامية ودماثة وأخلاق ولا يترك مناسبة أو محاولة إلا ويعطيها كل الوقت وكل الجهد للملمة أوضاع إدارية لم تكن مستقيمة تسمح بعمل وإنتاج في المرفأ، محمود كان كثيرون يريدون إبعاده ولا يريدون إبقاءه، ولطالما قلت لكل المعنيين أنا لست إبن هذه المدينة بمعنى الإنتماء إلى أي من عائلاتها الكريمة وإنما ما يجمعني بها هي الأصالة والتاريخ و العمل الوطني العربي الكبير وما تعنيه هذه القلعة العربية في هذا الموقع على المتوسط، لذلك إذا طرحت فكرة أو قلت رأيا فأنا لا حسابات سياسية في زواريب هذه المدينة الداخلية".
وتابع: "محمود سلهب عنصر أساسي مع أحمد تامر والزملاء والعمال مع كل الذين اندفعوا لهذا المرفأ في تحقيق هذا الإنجاز الذي تجمعنا إحدى ساحاته اليوم، تتطلعون إلى هذه الآلات وإلى عمل هذا المرفأ الذي ينتج من عمله وأنجز إنجازا كبيرا وأصبح له موقع كبير بين المرافىء في هذه المنطقة، نعم وبكل أمانة أقول لمحمود إن لك فضلا كبيرا في ما أنجز في هذا المرفأ، التحية لك على عملك وأمانتك وتفانيك، والحمد لله نحن أمام هذا الإنجاز الكبير الذي رافق محمود في سعيه وعمله، رجلا كبيرا شجاعا وطنيا عربيا مقداما صادقا هو المناضل الوطني الكبير توفيق سلطان الذي ما ترك مكانا أو موقعا أو بابا إلا وطرقه رافعا الصوت، هي طرابلس تستحق هذا المرفأ وتستحق أن يتحقق هذا الحلم. كنا في ورشة وتعاطينا كأخوة وكأبناء مدينة واحدة وقضية وطنية واحدة حتى أنجز هذا العمل واستكمل والحمد لله مع الزميلين العزيزين الكريمين اللذين تسلما منصب وزارة الأشغال".
وقال: "من هذا الموقع اسمحوا لي أن أتوقف عند ما يقال عن مرفأ طرابلس اليوم، مشددا القول ان لا مصالح خاصة لي في هذه المدينة أو في هذا الموقع، جاءني محمود قبل غيابه حاملا ورقة ثم جاءني بعده أحمد تامر حاملا ورقة ثانية أطال الله بعمرك يا أحمد، محمود جاء مخبرا أن ثمة إتجاها في عدد كبير من الأوساط العربية العاملة في شؤون الموانىء بإعتماد مرفأ طرابلس قاعدة أساسية في عملية إعادة إعمار سوريا، وأطلعني على ما قيل في بعض الإجتماعات. ثم جاء أحمد ليبلغني خبرا من الصين أن عيون الصينيين هي على مرفأ طرابلس وما ينتظر هذا المرفأ من دور كبير في إعادة إعمار سوريا على مستوى المتوسط كله. أذكر هذا الأمر لأقول إذا كان العالم يتطلع إلى مرفأ طرابلس ودوره ليس من حق أحد أن يبعد نظره عن هذا الموقع أو أن يبتعد عنه لأي سبب من الأسباب، هذه أمانة فلا يكفي أن نذهب إلى أي مكان في العالم لنطالب بدور لنا في إعادة إعمار سوريا وإعتماد لبنان مقرا وموقعا للشركات العالمية إذا لم نقم نحن بواجبنا ونهيء الأرضية الأساسية المطلوبة، لذلك أقول إعطوا طرابلس ما لطرابلس بذمتكم، طرابلس تستحق أن تعطى كل الحقوق وطرابلس مظلومة ومحرومة، حرام أن تبقى هذه المدينة على ما هي عليه من ظلم وحرمان".
أضاف: "لذلك يا معالي الوزير فنيانوس سررت كثيرا عندما رأيتك تجول في الشمال وعندما ذهبت إلى مطار الشهيد رينية معوض ووعدت بأن المطار سوف يفتح، هذه المنطقة فيها منطقة اقتصادية ومرفأ وسكة حديد على بعد كلومترات بسيطة من هنا إلى الحدود السورية، وبمعزل عن كل النقاش الذي يدور عن الوضع في سوريا، اقتراب نهاية الحرب أو عدم اقترابها وتحليلات سياسية إلى ما هنالك، أنا أتحدث عن أنفسنا ومسؤولياتنا في لبنان ولدينا أيضا هذا المطار ولدينا مواقع إستثنائية حول المطار والمرفأ يمكن توسيعها والإستفادة منها، بمعنى أن لدينا بنى تحتية هائلة إذا أحسن التعاطي معها لتكون منطقة الشمال منطقة إنتاج وعطاء وتحريك الإقتصاد في كل هذه المنطقة، ولا أبالغ إذا قلت حتى في لبنان كشريك في تحريك الوضع الإقتصادي لا يجوز أن تبقى هذه المنطقة محرومة وأن نتطلع إليها على أنها تخرج إرهابيين فقط وهي ليست كذلك، لأن منطقة الشمال ومدينة طرابلس بالذات هي منطقة ومدينة من أميز المناطق اللبنانية التي اعطت خيرة الرجال الكبار على مستوى لبنان والمنطقة".
وختم العريضي: "أنا أعتقد أن خير وفاء لمحمود سلهب ان نرى هذه المشاريع التي كان يحلم بها تتحقق على ايدي الرجال والمسؤولين في هذه الدولة، فتحية لكم وللأخت العزيزة فاتن".
فينيانوس
وكانت كلمة لوزير الأشغال العامة والنقل قال فيها: "نجتمع اليوم في احتفال تأبين وتكريم الراحل السيد محمود سلهب رئيس مجلس ادارة مرفأ طرابلس، في هذا اليوم وفي ذكرى الفقيد الطيبة وعطائه اللامحدود، أرى من واجبي ومن باب الوفاء للراحل وتكريما لمسيرته التي قضاها في هذه الحياة مثابرا فعالا صادقا قولا وفعلا، من أجل عائلته وأبناء مدينته طرابلس، والوظيفة التي تولاها في مرفأ هذه المدينة كم كانت قاسية لحظات الوداع والفراق على أحبائك وأصحابك، تلك اللحظات التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة، وكم شعر الجميع بالحزن وفداحة الخسارة على وداع فقيد غال كالأخ الراحل محمود سلهب. حكما سيفتقك الأخوة والأخوات والعائلة جمعاء، ستفتقدك الشهامة والصدق وعمل الخير، ستفتقدك المحبة محبة الآخرين والاخلاص في العمل والتضحية بالوقت الثمين وبالصحة والعافية، من أجل خير الآخرين وخير المصلحة العامة، سيفتقدك مرفأ طرابلس المكان الذي أحببت وتركت فيه بصماتك والكثير من الجهد والوقت والتعب ليكون المرفأ منارة الفيحاء".
أضاف: "لا بد لرفاقك وزملائك من أن يكملوا الطريق ويثابروا على العمل وبجهد أكبر في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة. أيها السادة ان وزارة الأشغال العامة والنقل تطمح ومن ضمن خطط العمل الموضوعة الى تحويل مرفأ طرابلس مرفأ محوريا واعداده وتجهيزه بكل المعدات والتجهيزات الحديثة كما والمتطلبات الادارية والفنية والتشغيلية، وتعزيز الكوادر والكفاءات ليكون قادرا على ابراز قدراته التنافسية، في مجال تقديم خدمات ذات جودة وكفاءة عاليين، في اطار تكاملي وليس تنافسي مع المرافىء اللبنانية الأخرى، في الختام اذ تتقدم وزارة الأشغال العامة والنقل بالشكر للحضور الكريم ومشاركته في احتفال تأبين وتكريم المرحوم محمود سلهب، تسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته".
وختم: "لا أريد ان أضيف أي كلمة على ما قاله الوزير زعيتر وما قاله الوزير العريضي، فالمطلوب من طرابلس ومنطقة الشمال ان تكونا مستعدتين لورشة إعادة الإعمار في سوريا، فنحن احق بها، وانا اتحدث الآن بصفتي الشمالية وبالإذن من الوزيرين الإثنين، نحن الأقرب لإعادة بناء سوريا، فالمطلوب منا ان نكون مستعدين لهذه المرحلة المقبلة".
وقرر فنيانوس إطلاق إسم الراحل محمود سلهب على باحة الحاويات في المرفأ تخليدا لذكراه.
حضر الاحتفال التأبيني على رصيف الحاويات في مرفأ طرابلس الرئيس ميشال سليمان ممثلاً بالزميل بشارة خيرالله، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالوزير السابق نقولا نحاس، النائبان غازي العريضي وغازي زعيتر اللذان سبق وشغلا منصب وزير الأشغال العامة والنقل في الحكومات السابقة، النواب سمير الجسر ممثلا بالمنسق العام لـ"تيار المستقبل" في طرابلس ناصر عدرة ومحمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي والدكتور قاسم عبدالعزيز وخضر حبيب، قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بالعقيد أحمد العمري، الوزراء السابقون أشرف ريفي ممثلا بعقيلته سليمة ريفي وسامي منقارة وجان عبيد ممثلا بإيلي عبيد وريا الحسن ممثلة بحسان ضناوي، النائب السابق مصباح الأحدب.
كذلك حضر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا برئيس شعبة المعلومات في أمن عام الشمال المقدم خطار ناصرالدين، الرئيس الأول لمحاكم الشمال القاضي رضا رعد، نقيب مهندسين طرابلس والشمال بسام زيادة، رئيس الأكاديمية البحرية العربية الدكتور اسماعيل عبدالغفار، مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، المساعد الأول لقائد منطقة الشمال الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العقيد ربيع شحادة، عقيلة الراحل فاتن مرعب سلهب رئيسة مكتب التمثيل الإقليمي لاتحاد الموانىء البحرية العربية شقيقة الدكتور محمد سلهب على رأس وفد من العائلة، السيد توفيق سلطان، الأستاذ انطوان حبيب وعدد من رؤساء الدوائر والمصالح الرسمية والجامعات والمعاهد والجمعيات والهيئات المحلية وموظفي دوائر المرفأ.
بدأ الاحتفال التأبيني بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت عن روح الراحل وعرض فيلم وثائقي عن حياته خلال الفترة التي أمضاها رئيسا لمجلس إدارة مرفأ طرابلس.
وكانت كلمة تقديم للزميل أحمد درويش ممثلا نقيب المحررين إلياس عون قال فيها: "لم يكن من السهل أن ننقطع عن رؤية الراحل الكبير محمود سلهب بين ليلة وضحاها، فمعه ومعكم انتزعنا وبالقوة مشروع توسيع وتطوير مرفأ طرابلس الذي نجلس اليوم برفقتكم على الرصيف والباحة الأساسية فيه، وقد بدأنا نقطف ثمار ما زرعه هذا الرجل بكفاحه وصبره وإصراره".
بدوي
ثم تلا درويش رسالة من الأمين العام لاتحاد الموانىء البحرية العربية اللواء عصام الدين بدوي الذي جدد تعازيه لعقيلة الراحل، منوها "بكفاحها لمتابعة مسيرته من أجل تنمية الأهداف المشتركة وتطوير الإرادة الفعالة المنتجة بالتنسيق والحوار البناء مع مرافىء لبنان ولا سيما مرفأ طرابلس".
تامر
وألقى مدير مرفأ طرابلس كلمة توجه فيها إلى الراحل: "سيفتقدك مرفأ طرابلس الذي تركت فيه بصماتك والكثير من الجهد والوقت والتعب ليكون المرفأ منارة الفيحاء، ولا بد لرفاقك وزملائك من أن يكملوا الطريق، ووزارة الأشغال العامة والنقل تطمح إلى تحويل مرفأ طرابلس إلى مرفأ محوري وإعداده وتجهيزه بكل المعدات والتجهيزات الحديثة ليكون قادرا على إبراز قدراته التنافسية في مجال تقديم خدمات ذات جودة وكفاءة عاليين".
سلهب
وألقت فاتن مرعب سلهب كلمة توجهت فيها إلى زوجها الراحل: "في تكريم عظيم وتأبين حزين، محمود معنا عطاء بدون حدود، لأنك ما عودتنا ان تتخلف عن اللقاء، ها هم الأهل والأحبة والاصدقاء، ولأنك لا تتخلف عن الحضور والكل ينتظر ان تزرع المنارة قناديل نور، أحاول أن أفيك بعض حقك، فأنا لك مدينة، وأنت مدينة من الوفاء، لعلي أراك على صهوة موجة تنسج ألف لؤلؤة ومحارة وياقوتة خضراء، أقف لأول مرة بدونك وحسبي أن لكل أجل كتاب ولكل حضور غياب".
سلطان
وكانت كلمة لسلطان قال فيها: "محمود سلهب ومرفأ طرابلس وجهان لعملة واحدة، ومن ذكر محمود سلهب يستحضر دوره في إعادة تأهيل وتطوير مرفأ طرابلس ودوره المميز بتذليل العقبات وصولا الى الغاية المنشودة، فمنذ تسع سنوات تسلم الصديق والرفيق الوزير غازي العريضي وزارة الأشغال والنقل وكانت الأعمال متوقفة في المرفأ لخلاف بين الشركة الصينية الملتزمة الأعمال وإدارة المرفأ، وتم ترحيل الملف الى مجلس الانماء والاعمار يومها ذهبت الى الرفيق وليد جنبلاط والوزير غازي العريضي بعد مراجعات من الأصدقاء، وقلت هذه فرصتنا التاريخية لتحقيق الحلم بوجود مرفأ جدي يخدم الاقتصاد الوطني عموما وطرابلس والشمال خصوصا".
أضاف: "لأن أهل طرابلس كانوا يلومونني دوما بأني لا أعطي مدينتي الاهتمام الكافي من خلال حزبي وعلاقاتي مع كبار المسؤولين، لن أشرح الجهد الجبار للوزير غازي العريضي الذي زار المرفأ 14 مرة وتعرض لمضايقات مؤسفة واجهها بكل قوة كما عرف عنه. وصلت قوى التعطيل الى حد شل مجلس الادارة باستقالة رئيسه، هنا برز دور فقيدنا محمود سلهب عضو مجلس الادارة، بافشال التعطيل وتأمين استمرار الأعمال والمساهمة في التسوية والاشراف على الأعمال التطويرية الى حين وفاته، وخلال هذه الفترة كان عضوا في مجلس الادارة ثم نائبا للرئيس ثم رئيسا. في كل يوم كان محمود سلهب حاضرا وفاعلا على الأرض وفي الوزارة ببيروت، وفي كل الادارات ولولاه لما كنا اليوم نقف في هذا الصرح الذي سميته الحلم وهو المشروع الانمائي الوحيد الذي يعمل في طرابلس منذ ستة عقود وأصبح اليوم محط أنظار العالم للدور المؤهل أن يلعبه، فوفود الدول والمؤسسات الدولية تفد باستمرار الى المرفأ تستطلع وتدرس. واليوم ونحن على أبواب مرحلة جديدة كان من المنتظر أن تقر في مجلس الوزراء في طرابلس وهو اقرار قرض بقيمة 86 مليون دولار من البنك الاسلامي ربعه هبة، وقد وعدني الرئيس سعد الحريري بأنه سيضعه على جدول أعمال مجلس الوزراء الذي سيعقد في طرابلس وارساله الى مجلس النواب لاقراره".
وتابع: "بعد الوزير العريضي جاء الصديق الوزير غازي زعيتر وهو من كتلة الرئيس نبيه بري الداعم الأساسي لمشاريع طرابلس والذي يقول: "أنا ملتزم مشاريع طرابلس كما أنا ملتزم بمشاريع صور والنبطية، وأنا أقول هذا الكلام عن لسان الرئيس نبيه بري الذي كلفني أن أنقله الى أهلي في طرابلس". الوزير غازي زعيتر وجد في محمود سلهب صديقا فقدر جهده ودعم توجهاته وتوصلنا من خلال هذه العلاقة الى انجازات كثيرة. واليوم بيننا راعي الاحتفال الوزير الصديق يوسف فنيانوس الذي نعتبره ابن طرابلس كما هو ابن زغرتا هو ومن يمثل، لذلك أقول لك يا محمود نم مطمئن البال، فحلمنا قد تحقق وها هم أصدقاؤك يذكرونك بالخير ويترحمون عليك".
وختم: "أما أنت أيتها السيدة الفاضلة رفيقة درب محمود في كل مفاصل عمله وعلاقاته وصداقاته في لبنان والخارج ودورك المميز في الاتحاد العربي للموانىء البحرية، لك خالص العزاء والود والاحترام".
زعيتر
بدوره قال زعيتر: "انها طرابلس الغالية التي تعطينا دائما دروسا في المحبة والعطاء، وفي كل مرة نأتي اليها نتعلم منها ومن أهلها الكرام المعطائين معاني الوفاء والاخلاص والصداقة الحقيقية، تسير في أرجائها فترى في كل حي وفي كل شارع معالم حفرت بأيادي أبنائها المبدعين".
أضاف: "من الجنوب الصامد الى البقاع الأبي ينادينا الحنين المحمل بالسعادة والحزن الى المدينة الأحب على قلب الامام السيد موسى الصدر ودولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، يختلط حنيني الى طرابلس بشوقي واشتياقي الى الصديق الغالي المغفور له المرحوم محمود سلهب، أخي محمود بأي الكلمات أرثيك وأغسل هذا الجرح الحزين، وأنت من آخى الكلمات الطيبة وزرعها حنينا ودفئا ومحبة وتواضعا، بأي الكلمات أرثي من كانت سيرة حياته عطاء وكرامة وعزة واستقامة، كم نفتقد أمثاله من الرجال الطيبين الأوفياء والخيرين، أخي محمود نحبك ونفتقدك يا صاحب القلب الطيب، فلم تنحن لك هامة ولم تخضع لك ارادة، عرفتك وخبرتك أكثر، وأحببتك أكثر، واقتربت منك واقتربت مني أكثر، كنت صادقا بمحبتك دون مقابل فقط لأنك كنت موئلا للشهامة والشجاعة، وبيتا رحبا يتسع للجميع، بادلتنا الوفاء والمحبة فكنت القدوة والمثال، منذ ستة أشهر تاريخ غياب الصديق الغالي لا زلت أتعاطى مع الأصدقاء من طرابلس وكأن محمود ما زال حيا موجودا بيننا فذاكرتي تتوقف في أحيان كثيرة مع ذكريات جميلة عايشتها في لبنان ومصر مع هذا الصديق النادر من نوعه، فتتغلب سعادتي بصداقته الأصيلة، مع الواقع الحزين بغيابه".
وتابع: "انه صراع النفس مع ذاتها بين ما نأمل أن يكون وما قدرته مشيئة الله عز وجل وكلنا مسلمين بقضاء الله وقدره، لقد أعطى هذا الرجل لمرفأ طرابلس ما لم يعطه انسان، فقد كان سفيرا استثنائيا وفوق العادة بكل شؤونه وشجونه، في كل مرة كان يزورني في الوزارة أو يرافقني في زياراتي الرسمية الى جمهورية مصر العربية حيث علاقاته الواسعة مع كافة الفعاليات المصرية والعربية، كان مرفأ طرابلس الحاضر الأكبر. وعلى الرغم من عشقه ومحبته لرفيقة عمره السيدة فاتن الا انني كنت أشعر انه كان متيما بحبه لهذا الميناء وبأنه قد تزوج هذا المرفأ على زوجته التي ارتضت ذلك بكل سرور لا بل أحبت ضرتها ومحور تفكير زوجها أكثر منه، يقولون ويتحدثون عن الصداقة وأهم ما يقال عن الصديق بأنه موجود وقت الضيق، وهذا أهم ما تميز به الصديق الغالي محمود، فعلاقته بي يوم كنت وزيرا للأشغال وبعدها لم تتغير، والمودة والمحبة التي زرعتها هذه المدينة الغالية في قلبه لم تستطع واقعية الحياة والعلاقات المصلحية بين البشر أن تغيرها أو تؤثر بها، ما كان يؤثر في داخلي تجاه محمود هو محبته لعائلته وخاصة لأبيه القاضي والمحامي المرحوم كمال الدين سلهب فكان عندما يسرد لي قصص والده أشعر بعظمة الأبوة وعنفوان التربية الصالحة، فيكون محمود لسان حالي في محبتي وحزني على غياب والدي".
وقال: "محمود، ودعتنا وذهبت عن هذه الدنيا، لكن ذكراك باقية في قلوبنا وقلوب أهل طرابلس الأوفياء، والأمانة التي حملتها تجاه هذا المرفأ ستبقى باقية في همم وعزيمة زملائك وأصدقائك المخلصين لمسيرة وتطور المرفأ وفي مقدمتهم الصديق الحبيب الغالي توفيق سلطان (أبو راشد)، نشد على أيادي الأخت العزيزة فاتن ونتمنى لها دوام الصحة والعافية، وأن تبقى المنارة التي تضيء الدرب لكل مخلص ومحب وداعم لمسيرة تطور هذا المرفأ وتقدمه".
وختم: "سنبقى دائما الى جانبك كما كنا وفاء لروح محمود راجين من الله سبحانه وتعالى أن يسكنه الفسيح من جناته، ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان، لطرابس وعائلاتها وأهل الفقيد الغالي أحر التعازي والسلام".
العريضي
أما العريضي فقال: "اسمحوا لي أن أرحب بكم في طرابلس وأن أشكر حضوركم جميعا بهذه الأمسية التي نذكر ولا نستذكر فيها أحد أبرز أبنائها الميامين، أسمح لنفسي أن أرحب بكم من موقع المؤتمن على عطاء ووفاء وجهاد وتعب وعمل وسعي وإصرار وإقدام وأمانة وشهامة وكفاءة محمود سلهب الذي رافقته لفترة طويلة كان فيها خير أخ وصديق وزميل ومكافح ومناضل ومحب لمدينته وشجاع في الدفاع عن قضاياها".
أضاف: "ما طرح في أي يوم من الأيام موضوع يعني هذا المرفق إلا وكان محمود يتصرف بدينامية ودماثة وأخلاق ولا يترك مناسبة أو محاولة إلا ويعطيها كل الوقت وكل الجهد للملمة أوضاع إدارية لم تكن مستقيمة تسمح بعمل وإنتاج في المرفأ، محمود كان كثيرون يريدون إبعاده ولا يريدون إبقاءه، ولطالما قلت لكل المعنيين أنا لست إبن هذه المدينة بمعنى الإنتماء إلى أي من عائلاتها الكريمة وإنما ما يجمعني بها هي الأصالة والتاريخ و العمل الوطني العربي الكبير وما تعنيه هذه القلعة العربية في هذا الموقع على المتوسط، لذلك إذا طرحت فكرة أو قلت رأيا فأنا لا حسابات سياسية في زواريب هذه المدينة الداخلية".
وتابع: "محمود سلهب عنصر أساسي مع أحمد تامر والزملاء والعمال مع كل الذين اندفعوا لهذا المرفأ في تحقيق هذا الإنجاز الذي تجمعنا إحدى ساحاته اليوم، تتطلعون إلى هذه الآلات وإلى عمل هذا المرفأ الذي ينتج من عمله وأنجز إنجازا كبيرا وأصبح له موقع كبير بين المرافىء في هذه المنطقة، نعم وبكل أمانة أقول لمحمود إن لك فضلا كبيرا في ما أنجز في هذا المرفأ، التحية لك على عملك وأمانتك وتفانيك، والحمد لله نحن أمام هذا الإنجاز الكبير الذي رافق محمود في سعيه وعمله، رجلا كبيرا شجاعا وطنيا عربيا مقداما صادقا هو المناضل الوطني الكبير توفيق سلطان الذي ما ترك مكانا أو موقعا أو بابا إلا وطرقه رافعا الصوت، هي طرابلس تستحق هذا المرفأ وتستحق أن يتحقق هذا الحلم. كنا في ورشة وتعاطينا كأخوة وكأبناء مدينة واحدة وقضية وطنية واحدة حتى أنجز هذا العمل واستكمل والحمد لله مع الزميلين العزيزين الكريمين اللذين تسلما منصب وزارة الأشغال".
وقال: "من هذا الموقع اسمحوا لي أن أتوقف عند ما يقال عن مرفأ طرابلس اليوم، مشددا القول ان لا مصالح خاصة لي في هذه المدينة أو في هذا الموقع، جاءني محمود قبل غيابه حاملا ورقة ثم جاءني بعده أحمد تامر حاملا ورقة ثانية أطال الله بعمرك يا أحمد، محمود جاء مخبرا أن ثمة إتجاها في عدد كبير من الأوساط العربية العاملة في شؤون الموانىء بإعتماد مرفأ طرابلس قاعدة أساسية في عملية إعادة إعمار سوريا، وأطلعني على ما قيل في بعض الإجتماعات. ثم جاء أحمد ليبلغني خبرا من الصين أن عيون الصينيين هي على مرفأ طرابلس وما ينتظر هذا المرفأ من دور كبير في إعادة إعمار سوريا على مستوى المتوسط كله. أذكر هذا الأمر لأقول إذا كان العالم يتطلع إلى مرفأ طرابلس ودوره ليس من حق أحد أن يبعد نظره عن هذا الموقع أو أن يبتعد عنه لأي سبب من الأسباب، هذه أمانة فلا يكفي أن نذهب إلى أي مكان في العالم لنطالب بدور لنا في إعادة إعمار سوريا وإعتماد لبنان مقرا وموقعا للشركات العالمية إذا لم نقم نحن بواجبنا ونهيء الأرضية الأساسية المطلوبة، لذلك أقول إعطوا طرابلس ما لطرابلس بذمتكم، طرابلس تستحق أن تعطى كل الحقوق وطرابلس مظلومة ومحرومة، حرام أن تبقى هذه المدينة على ما هي عليه من ظلم وحرمان".
أضاف: "لذلك يا معالي الوزير فنيانوس سررت كثيرا عندما رأيتك تجول في الشمال وعندما ذهبت إلى مطار الشهيد رينية معوض ووعدت بأن المطار سوف يفتح، هذه المنطقة فيها منطقة اقتصادية ومرفأ وسكة حديد على بعد كلومترات بسيطة من هنا إلى الحدود السورية، وبمعزل عن كل النقاش الذي يدور عن الوضع في سوريا، اقتراب نهاية الحرب أو عدم اقترابها وتحليلات سياسية إلى ما هنالك، أنا أتحدث عن أنفسنا ومسؤولياتنا في لبنان ولدينا أيضا هذا المطار ولدينا مواقع إستثنائية حول المطار والمرفأ يمكن توسيعها والإستفادة منها، بمعنى أن لدينا بنى تحتية هائلة إذا أحسن التعاطي معها لتكون منطقة الشمال منطقة إنتاج وعطاء وتحريك الإقتصاد في كل هذه المنطقة، ولا أبالغ إذا قلت حتى في لبنان كشريك في تحريك الوضع الإقتصادي لا يجوز أن تبقى هذه المنطقة محرومة وأن نتطلع إليها على أنها تخرج إرهابيين فقط وهي ليست كذلك، لأن منطقة الشمال ومدينة طرابلس بالذات هي منطقة ومدينة من أميز المناطق اللبنانية التي اعطت خيرة الرجال الكبار على مستوى لبنان والمنطقة".
وختم العريضي: "أنا أعتقد أن خير وفاء لمحمود سلهب ان نرى هذه المشاريع التي كان يحلم بها تتحقق على ايدي الرجال والمسؤولين في هذه الدولة، فتحية لكم وللأخت العزيزة فاتن".
فينيانوس
وكانت كلمة لوزير الأشغال العامة والنقل قال فيها: "نجتمع اليوم في احتفال تأبين وتكريم الراحل السيد محمود سلهب رئيس مجلس ادارة مرفأ طرابلس، في هذا اليوم وفي ذكرى الفقيد الطيبة وعطائه اللامحدود، أرى من واجبي ومن باب الوفاء للراحل وتكريما لمسيرته التي قضاها في هذه الحياة مثابرا فعالا صادقا قولا وفعلا، من أجل عائلته وأبناء مدينته طرابلس، والوظيفة التي تولاها في مرفأ هذه المدينة كم كانت قاسية لحظات الوداع والفراق على أحبائك وأصحابك، تلك اللحظات التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة، وكم شعر الجميع بالحزن وفداحة الخسارة على وداع فقيد غال كالأخ الراحل محمود سلهب. حكما سيفتقك الأخوة والأخوات والعائلة جمعاء، ستفتقدك الشهامة والصدق وعمل الخير، ستفتقدك المحبة محبة الآخرين والاخلاص في العمل والتضحية بالوقت الثمين وبالصحة والعافية، من أجل خير الآخرين وخير المصلحة العامة، سيفتقدك مرفأ طرابلس المكان الذي أحببت وتركت فيه بصماتك والكثير من الجهد والوقت والتعب ليكون المرفأ منارة الفيحاء".
أضاف: "لا بد لرفاقك وزملائك من أن يكملوا الطريق ويثابروا على العمل وبجهد أكبر في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة. أيها السادة ان وزارة الأشغال العامة والنقل تطمح ومن ضمن خطط العمل الموضوعة الى تحويل مرفأ طرابلس مرفأ محوريا واعداده وتجهيزه بكل المعدات والتجهيزات الحديثة كما والمتطلبات الادارية والفنية والتشغيلية، وتعزيز الكوادر والكفاءات ليكون قادرا على ابراز قدراته التنافسية، في مجال تقديم خدمات ذات جودة وكفاءة عاليين، في اطار تكاملي وليس تنافسي مع المرافىء اللبنانية الأخرى، في الختام اذ تتقدم وزارة الأشغال العامة والنقل بالشكر للحضور الكريم ومشاركته في احتفال تأبين وتكريم المرحوم محمود سلهب، تسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته".
وختم: "لا أريد ان أضيف أي كلمة على ما قاله الوزير زعيتر وما قاله الوزير العريضي، فالمطلوب من طرابلس ومنطقة الشمال ان تكونا مستعدتين لورشة إعادة الإعمار في سوريا، فنحن احق بها، وانا اتحدث الآن بصفتي الشمالية وبالإذن من الوزيرين الإثنين، نحن الأقرب لإعادة بناء سوريا، فالمطلوب منا ان نكون مستعدين لهذه المرحلة المقبلة".
وقرر فنيانوس إطلاق إسم الراحل محمود سلهب على باحة الحاويات في المرفأ تخليدا لذكراه.
30 أيلول 2017
إرسال تعليق