على كثرة الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ولا سيّما معركة الجيش اللبناني المنتظرة ضد تنظيم «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، يقف العهد الجديد والحكومة أمام الاستحقاق الدستوري الأبرز بإجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان.
في المقابل، تقف مصلحة رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبعض «مراكز القوى» في التيار الوطني الحرّ، عاملاً ضاغطاً باتجاه تطيير الانتخابات، على عكس إرادة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يحرص على تكليل عهده في عامه الأول بالالتزام بالدستور وإجراء الانتخابات الفرعية سريعاً، لملء مقعدين شاغرين في طرابلس ومقعد في كسروان.
دوافع الحريري لتطيير الانتخابات معروفة، وكذلك جعجع. فالأوّل، يدرك جيّداً حجم التراجع الذي أصاب تيار المستقبل، وخصوصاً في عاصمة الشمال، وتصله استطلاعات الرأي، ولا سيّما تلك التي تطلبها السعودية لتقدير حجم القوى «السنيّة»، وأبرزها حالة وزير العدل السابق أشرف ريفي. وفيما بإمكان الحريري ستر ما أمكن من «حالة تياره»/ (تردّيها) حتى موعد الانتخابات النيابية، تأتي الانتخابات الفرعية لتدلّ على تراجعه الشعبي، ولتظهر تقدّم منافسيه عليه. وممّا لا شكّ فيه، أن خصوم الحريري، وخصوصاً ريفي ينتظر الفرعية ليمتحن قدراته، وكَتَمرين أوّلي، في مقدار كشفه ثغرات الحريري وتيّاره، وليستند إلى نتائج الفرعية لتحسين الظروف في الانتخابات النيابية العامّة. وعليه، يمارس الحريري ضغوطاً باتجاه رئاسة الجمهورية، بعدما مهّد الوزير نهاد المشنوق للحوار بين عون والحريري حول الانتخابات، واضعاً الأمر في عهدتهما، مع إشارته إلى أن وزارة الداخلية تعدّ نفسها لإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية أيلول المقبل. أما جعجع، فعدا عن تعاطفه مع الحريري وتعبيره عن عدم حماسته لإجراء الانتخابات الفرعية، يبدو إجراء معركة في كسروان بالنسبة إليه اختباراً مبكراً في غير موعده للعلاقة مع التيار الوطني الحرّ. فالمحسوم أن مقعد رئيس الجمهورية السابق لن يكون إلّا من نصيب العميد المتقاعد شامل روكز، وبالتالي، لا يحتاج جعجع إلى فتح معركة مبكرة مع عون إذا ما قرّر عدم التسليم بنيابة روكز، وليس مضطراً أيضاً إلى منح روكز مقعداً في قلب كسروان من دون معركة. إذ إن وجود «النائب» شامل روكز قبل سبعة أشهر من الانتخابات العامة، سيكون له وقعٌ مغاير عن روكز «المرشّح» في المعركة المقبلة في كسروان وجبيل على أساس النسبية. ولا شكّ أن نيابة روكز، تزعج آخرين غير جعجع، في داخل التيار الوطني الحرّ، في موقف مناقض لموقف الرئيس عون، الذي يرغب في أن يكون روكز «الأمين» على مقعده في كسروان. وبدأت تظهر في الأسابيع الماضية مؤشرات على أن «الأجواء في كسروان لا تصبّ في مصلحة روكز، وفوزه في الفرعية ليس سهلاً، ولذلك من الأفضل تطيير الانتخابات والتحضير للانتخابات العامّة»، علماً بأن روكز و«فريقه الانتخابي»، لديهم ملء الثّقة بأن المقعد سيكون من نصيب العميد المتقاعد بفارق كبير عن أبرز منافسيه أيّاً كان، وأن الحديث عن أن «أهالي كسروان لا يريدون نائباً من خارج القضاء» هو «كلامٌ يشوّه الحقيقة».
غير أن موقف الحريري وجعجع، يقابله موقفٌ متماسكٌ من الرئيس عون والرئيس نبيه برّي بالإصرار على تنفيذ الاستحقاق والحرص على الدستور. وما هو متوقّع في حال طرح الأمر خلال جلسة مجلس الوزراء غداً، أن تشهد الجلسة انقساماً بين الموقفين، ليأتي لاحقاً موقف رئيس الجمهورية حاسماً لجهة إجراء الانتخابات وترجمة خطاب القسَم بالحرص على تطبيق الدستور.
في المقابل، تقف مصلحة رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبعض «مراكز القوى» في التيار الوطني الحرّ، عاملاً ضاغطاً باتجاه تطيير الانتخابات، على عكس إرادة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يحرص على تكليل عهده في عامه الأول بالالتزام بالدستور وإجراء الانتخابات الفرعية سريعاً، لملء مقعدين شاغرين في طرابلس ومقعد في كسروان.
دوافع الحريري لتطيير الانتخابات معروفة، وكذلك جعجع. فالأوّل، يدرك جيّداً حجم التراجع الذي أصاب تيار المستقبل، وخصوصاً في عاصمة الشمال، وتصله استطلاعات الرأي، ولا سيّما تلك التي تطلبها السعودية لتقدير حجم القوى «السنيّة»، وأبرزها حالة وزير العدل السابق أشرف ريفي. وفيما بإمكان الحريري ستر ما أمكن من «حالة تياره»/ (تردّيها) حتى موعد الانتخابات النيابية، تأتي الانتخابات الفرعية لتدلّ على تراجعه الشعبي، ولتظهر تقدّم منافسيه عليه. وممّا لا شكّ فيه، أن خصوم الحريري، وخصوصاً ريفي ينتظر الفرعية ليمتحن قدراته، وكَتَمرين أوّلي، في مقدار كشفه ثغرات الحريري وتيّاره، وليستند إلى نتائج الفرعية لتحسين الظروف في الانتخابات النيابية العامّة. وعليه، يمارس الحريري ضغوطاً باتجاه رئاسة الجمهورية، بعدما مهّد الوزير نهاد المشنوق للحوار بين عون والحريري حول الانتخابات، واضعاً الأمر في عهدتهما، مع إشارته إلى أن وزارة الداخلية تعدّ نفسها لإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية أيلول المقبل. أما جعجع، فعدا عن تعاطفه مع الحريري وتعبيره عن عدم حماسته لإجراء الانتخابات الفرعية، يبدو إجراء معركة في كسروان بالنسبة إليه اختباراً مبكراً في غير موعده للعلاقة مع التيار الوطني الحرّ. فالمحسوم أن مقعد رئيس الجمهورية السابق لن يكون إلّا من نصيب العميد المتقاعد شامل روكز، وبالتالي، لا يحتاج جعجع إلى فتح معركة مبكرة مع عون إذا ما قرّر عدم التسليم بنيابة روكز، وليس مضطراً أيضاً إلى منح روكز مقعداً في قلب كسروان من دون معركة. إذ إن وجود «النائب» شامل روكز قبل سبعة أشهر من الانتخابات العامة، سيكون له وقعٌ مغاير عن روكز «المرشّح» في المعركة المقبلة في كسروان وجبيل على أساس النسبية. ولا شكّ أن نيابة روكز، تزعج آخرين غير جعجع، في داخل التيار الوطني الحرّ، في موقف مناقض لموقف الرئيس عون، الذي يرغب في أن يكون روكز «الأمين» على مقعده في كسروان. وبدأت تظهر في الأسابيع الماضية مؤشرات على أن «الأجواء في كسروان لا تصبّ في مصلحة روكز، وفوزه في الفرعية ليس سهلاً، ولذلك من الأفضل تطيير الانتخابات والتحضير للانتخابات العامّة»، علماً بأن روكز و«فريقه الانتخابي»، لديهم ملء الثّقة بأن المقعد سيكون من نصيب العميد المتقاعد بفارق كبير عن أبرز منافسيه أيّاً كان، وأن الحديث عن أن «أهالي كسروان لا يريدون نائباً من خارج القضاء» هو «كلامٌ يشوّه الحقيقة».
غير أن موقف الحريري وجعجع، يقابله موقفٌ متماسكٌ من الرئيس عون والرئيس نبيه برّي بالإصرار على تنفيذ الاستحقاق والحرص على الدستور. وما هو متوقّع في حال طرح الأمر خلال جلسة مجلس الوزراء غداً، أن تشهد الجلسة انقساماً بين الموقفين، ليأتي لاحقاً موقف رئيس الجمهورية حاسماً لجهة إجراء الانتخابات وترجمة خطاب القسَم بالحرص على تطبيق الدستور.
الأخبار - 1 اب 2017
إرسال تعليق