ما ان عاد دولة الرئيس نجيب ميقاتي من السفر حتى بادر الى استئناف نشاطه في طرابلس باستقبال الوفود الشعبية من كل المناطق والاحياء والمبادرة ايضا الى اطلاق المواقف من القضايا السياسية الراهنة والتي تشكل علامات استفهام لدى الاوساط السياسية والشعبية، بخاصة في ما يتعلق بمصير الانتخابات الفرعية النيابية والتي دفعت بالرئيس ميقاتي الى اعتبار ان البلد وصل الى مزيد من الاهتراء والتهالك ومعربا عن مخاوفه من ضرب الاستحقاقات المقبلة.
ما يمكن ملاحظته هوالتفاعل الشعبي الطرابلسي مع مواقف دولة الرئيس التي بدت تضع النقاط على الحروف وتلقى تجاوبا من شخصيات سياسية اخرى ولعل ما اطلقه الوزير السابق فيصل كرامي خلال عشاء في الضنية كان موازيا ومنسجما مع ما يطرحه الرئيس ميقاتي. الامر الذي يشير الى توافق في الرؤية السياسية حول المفاصل الهامة وما تعاني منه البلاد.
فالرئيس ميقاتي يرى ان السلطة التنفيذية عاجزة عن اتخاذ اي قرار وان لدى الحكومة مواقف ملتبسة من القضايا الاساسية وتطرح تساؤلا عن قدرة هذه الحكومة على مواجهة قضايا اقتصادية ومالية لا سيما تلك المرتبطة بسلسلة الرتب والرواتب. حتى انه يرى ان الالتباس والتأجيل باتا سمة الموقف الحكومي وهذا ما لمسه في قضية الغاء مناقصة بواخر الكهرباء بعد جدال اشهر واقرار اعتماد دفتر شروط جديد.
هناك من يرى ان مواقف الرئيس ميقاتي تجاه الحكومة الحالية هي كمن يضع يده على الجرح وانه قرر عدم «المسايرة» اوالمهادنة في مسائل تخص الوطن والمواطن على حد سواء. حتى انه هناك من لمس ان الرئيس ميقاتي اخذ زمام المبادرة في شن الهجوم على الحكومة بمعرض الدفاع عن مواقفه وبعد ما تعرض له من حملات كان اخرها بلسان احد اهم المقربين من الرئيس سعد الحريري النائب عقاب صقر، اذ كان مستغربا تناول صقر الرئيس ميقاتي في مؤتمر عقده للرد على اتهامات تناولته عن دور له في الازمة السورية وتورطه فيها. وتذكر المصادر ان لدى ميقاتي الكثير من المعطيات والاوراق التي تدين سياسة الرئيس الحريري وحكوماته واذا لم يطرح الاوراق امام الرأي العام فلحرصه على السلم الاهلي وعلى الاستقرار الوطني متعاليا عن كثير مما تعرض له من حملات خلال السنوات التي مضت توالاها عدد من نواب كتلة التيار الازرق. ولا تزال الخيمة الزرقاء التي نصبت تحت منزله في منطقة المعرض بطرابلس لاسقاطه في الذاكرة وفي بال الطرابلسيين الذين باتوا على قناعة ان اكثر من صان مناصب الطائفة السنية وصان صلاحيات رئاسة الحكومة هو دولة الرئيس ميقاتي في حين قدم الحريري الكثير من التنازلات لتحقيق مآربه السياسية ووصوله الى كرسي الرئاسة الثالثة.
ويذكر الرئيس ميقاتي على سبيل المثال بالاجتماع الذي عقد في السراي منذ حوالى ثلاثة اسابيع في حضور كل الفاعليات السياسية والادارية والامنية وتم التوافق فيه على ضرورة ازالة كل المخالفات القائمة الكبيرة والصغيرة وحتى الان لم ينفذ ما اتفق عليه.
وفي كل الاحوال يرى دولة الرئيس ميقاتي ان الحكومة اللبنانية الحالية تتعاطى مع جميع الملفات المطروحة باستخفاف واستهتار والتباسات متراكمة ولا موقف لها عند اي استحقاق او لدى مفصل هام، بدءا من الانتخابات الفرعية مرورا بالمعارك في السلسلة الشرقية وملف الكهرباء وصولا الى زيارات الوزراء الى سوريا.
دموع الأسمر - "الديار" - 19 آب 2017
إرسال تعليق