هل يكون الاستحقاق الانتخابي المرتقب فرصة كي تحظى المناطق الشعبية المهملة في طرابلس برعاية الطبقة السياسية، لا سيما وان هذه المناطق معروفة بأحزمة البؤس التاريخية التي زاد من تفاقمها ما شهدته طرابلس من احداث ادت الى تراجع الحركة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة؟
كثيرون في الاحياء الشعبية ينظرون الى الاستحقاق الانتخابي فرصة للمحاسبة سواء على مستوى ما اصاب سكان هذه المناطق من دمار وخسارة في الارواح جراء جولات العنف او للتمادي في الاهمال والحرمان، لا سيما في منطقة التبانة والاسواق الداخلية وهي مناطق تعتبر الخزان الرئيسي في المدينة والعامود الفقري لاي تيار سياسي يسعى للامساك بمفاصل المدينة او بقرارها السياسي.
ولان القيادات والتيارات السياسية تدرك هذه الحقيقة فان الماكينات الانتخابية التي بدأت تتشكل توجه اهتماماتها نحو هذه المناطق سواء في تكوين هيكليتها الادارية او في تقديم الخدمات الانسانية والاجتماعية. وهي حاجات ملحة لهذه الاحياء التي باتت تحت فقر باعتراف المنظمات الدولية التي اجرت دراسات على الساحة الطرابلسية ولاحظت حجم المعاناة، خاصة ما يعانيه الشباب من بطالة وفقر مدقع لدى العائلات التي بالكاد تجد قوت يومها ولذلك تلاحظ الاوساط السياسية ان معظم هؤلاء الشباب يتنقلون بين المكاتب السياسية لعلهم يحظون بعمل او تأمين مردود شهري يؤمن لقمة عيش العائلات.
وترى اوساط طرابلسية ان المدينة تحتاج الى قوى تغيير حقيقية ترفع لواء مواجهة الفساد بكافة اشكاله ولواء محاربة التهميش الذي تعاني منه طرابلس، ولفتت هذه الاوساط الى ان ما يقدمه الرئيس نجيب ميقاتي من خلال مؤسساته امر جدير بالاهتمام والتقدير، لا سيما وان خدماته طرقت معظم ابواب العائلات المحتاجة في المدينة. وبالتالي فان المرحلة تقتضي تضافر الجهود السياسية لتفعيل عملية تحقيق الانماء في المدينة والنهوض بها ولطالما ارتفعت اصوات دعت الى التعاون بين مشروعي الرئيس ميقاتي واللواء ريفي فيما يتعلق بتأمين التيار الكهربائي على مدار الساعة وان هذا العمل الحيوي الانمائي يجب ان لا يرتبط بالموسم الانتخابي بل هي دعوة شعبية غايتها طرابلس واهلها كي تستعيد دورها الحيوي عاصمة للشمال على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والاجتماعية.
وتعتبر الاوساط ان منطقة مثل التبانة كانت معروفة بلقب «باب الدهب» والمطلوب اعادة دورها السابق بدءاً من شارع سوريا الذي كان محطة استقطاب لكل ابناء الشمال. وانه منذ انتهاء الاحداث وتطبيق الخطة الامنية لم تشهد التبانة عملا انمائيا حقيقيا واحدا بل ان الوعد بالخطة الانمائية التي يفترض ان تكون مواكبة للخطة الامنية قد اندثرت وذهبت سدى هذه الوعود دون ان يسمع صوت من قيادات المدينة تطالب باطلاق هذه الخطة، لكن يعول شرائح واسعة من الطرابلسيين على العهد الجديد لان يتجه نحو طرابلس والشمال عامة لتحقيق احد بنود اتفاق الطائف وهو الانماء المتوازن علما ان هذه الاوساط ترى ان حتى الانماء المتوازن لم يعد كافيا لانقاذ طرابلس والشمال من واقع الحرمان بل الحاجة الى مجلس انمائي يتولى عملية الانماء والنهوض بالمدينة لترتقي الى مستوى باقي المناطق.
دموع الأسمر - "الديار" - 10 آذار 2017
إرسال تعليق