0
سوء ادارة مناقشة تمويل السلسلة في اللجان المشتركة، وفي مجلس الوزراء، وعدم مصارحة الشعب اللبناني، بوضوح وشفافية، عن نية الحكومة والحكم، بمحاربة الفساد في جميع وجوهه، الهدر، والسمسرات، والصفقات، والانفاق غير المجدي، والتهرب الضريبي، ووضع اليد على المطار والمرفأ وكازينو لبنان، ومؤسسة كهرباء لبنان، والتأكيد على ان لا رسوم جديدة قبل توفير الاموال من مزاريب الفساد، كان السبب المباشر لاستغلال جهة ما، هذا التخبط الحكومي غير المبرر وغير المسموح، لتحريض الشعب اللبناني، المعبأ سلفاً ضد الطبقة السياسية التي تناوبت على اذلاله وحكمه وسرقته طول عقود، وجزء كبير منها، كان في حكومة الرئيس تمام سلام، التي قال عنها سلام نفسه انها الحكومة الاسوأ في تاريخ لبنان، ووصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري، انها حكومة «حارة كل مين ايدو الو»، وفي عهدها انفجرت كارثة النفايات، و«فلت ملق» التوظيف العشوائي والصفقات، وبرز ملف السلسلة، هماً يومياً على الاساتذة والطلاب والموظفين والاسلاك العسكرية، وبعض من هم اليوم وزراء في الحكومة، اخذوا من مطلب السلسلة المحق، باباً اضافياً لتعميم الهدر والفوضى، منعاً لفتح الباب الاكبر، باب كشف السرقات واستثنائية جباية اموال الدولة من حيتان المال، ومن التجار التماسيح الذين كانوا يسرعون الى رفع الاسعار، عند كل درس لسلسلة طال انتظارها، وآخر جرائمهم كانت بالاسعار التي اشتعلت بعد تسرب اخبار ثبت زيفها وكذبها عن ضرائب كبيرة تطول الفقراء وذوي الدخل المحدود، ولا تقترب من الذين كدسوا ثروات طائلة من مال الشعب وتعبه وعرق جبينه.

التظاهر حق ديموقراطي يحميه الدستور والقوانين المرعية الاجراء. ولكن ان يتظاهر اصحاب النيات الطيبة، المصنفون من ذوي الدخل المحدود، والفقراء، ومن هم تحت خط الفقر، شيء، ومن يستغل وجع الناس وفقرهم وحاجتهم، ويندس بينهم لسرقة تحركهم وتوظيفه لمصلحته او لمصلحة من دفعه، شيء آخر، وهذا الامر، مع الاسف، حصل ايام الحكومة الماضية، وكاد ان يتكرر امس، عن طريق، رفع يافطات الشتائم، وهتافات الاتهامات والسباب لجميع الوزراء وجميع النواب، واطلاق مفرقعات باتجاه قوى الامن، واغلب الظن، وفق محللين سياسيين واكبوا تظاهرة امس، ان هدف المندسين، كان خلق اجواء عدائية ضد رئيس الحكومة سعد الحريري، بعضها بالهتافات والشعارات والشتائم، والبعض الآخر، بالتصريح على وسائل الاعلام التي كالعادة تزاحمت على فتح هوائها لكل ما «هب ودب» لتظهر سخافاتها وحقدها وعقم تفكيرها، وعدم معرفتها بحقيقة ما يجري، وبعضها بقذفه بزجاجات المياه والحجارة عندما حاول ان يخاطبهم بكثير من الصدق والحضارة ويوعدهم بأن الحرب على الفساد والهدر بدأت، وان السلسلة سوف تقرّ، وان الضرائب لن تطول الفقراء واصحاب الدخل المحدود، ما يؤكد ان التظاهرة امس تحمل بعدين، بعد سياسي ضد الحكومة وسعد الحريري وحلفائه، وهو الاهم - وبعد مطلبي يكاد يضيع في البعد الآخر.
 
السؤال الكبير، هل يمكن ان يحصل لحكومة سعد الحريري، ما حصل في بداية التسعينات لحكومة المرحوم عمر كرامي؟!

فؤاد أبو زيد - "الديار" - 20 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top