0
يدخل أبو رضوان كنيسة في ضواحي بيروت مع زوجته وولدَيه. تنزع الزوجة عن رأسها الحجاب الأسود الذي يغطي شعرها. اعتنقت العائلة المسيحيّة في هذا المكان بالذات منذ سنة ونصف السنة!

ويقول أبو رضوان: “لا شك في أن القرار كان صعباً فأنا وُلدتُ في عائلة مسلمة.”

ويعود أصل العائلة الى مدينة حمص السوريّة والتجأ أفرادها الى لبنان في بداية الحرب. وبعد سنتَين، قال أبو رضوان انه رأى المسيح في منامه ويضيف: “بدأت بالذهاب الى الكنيسة. آمنت أن يسوع آتٍ لمساعدتنا وإنقاذنا.”

قرر، بعد سبعة أشهر من ذلك، اعتناق المسيحيّة.

ويقول المطران جورج صليبا حسب موقع USA Today “لقد قبلناه عضواً في كنيستنا وقدمنا له ولزوجته وولدَيه سرّ المعموديّة.”

ويقول صليبا انه عمّد ما يُقارب الـ١٠٠ لاجئ سوري مسلم منذ بداية الحرب الأهليّة في سوريا في العام ٢٠١١ ويشير الى ان باستطاعة هؤلاء تغيير دينهم في لبنان إذ يكرّس الدستور اللبناني هذا الحق في حين من المستحيل اتمام ذلك في سوريا أو العراق أو مصر حيث يُعتبر ذلك غير شرعي أو أقله أمر بمنتهى الخطورة.

ويصعب رصد العدد الدقيق للاجئين السوريين الذين اعتنقوا المسيحيّة في لبنان في السنوات الماضيّة خاصةً وان المطران صليبا لا ينفرد في الإشراف على هذه الاعتناقات.

  كنيسة أخرى في بيروت، يجتمع اللاجئون السوريون في حلقة حول الكاهن. يقرأون الإنجيل ويناقشون النص في حين لا تزال بعض النساء يرتدين الحجاب.

ويقول الكاهن: “طلب منا الرب التبشير وأنا أقودهم من خلال الإنجيل. أعلمهم العقائد المسيحيّة.”

لم يرغب الكاهن بالإفصاح عن هويته أو ذكر اسم الكنيسة.

ويؤكد الكاهن ان كنيسته لا تمارس الضغط على أحد ليعتنق المسيحيّة كما ولا تقدم شيئاً مقابل الإعتناق علماً أنها تقدم، شأنها شأن كنائس كثيرة أخرى، الطعام والمساعدة للمحتاجين.

لم يفصح الكاهن عن عدد الأشخاص الذين اعتنقوا المسيحيّة من خلال كنيسته إلا أنه يؤكد ان في لبنان عشرات المجموعات المماثلة التي تجمع اللاجئين حول الإنجيل.

وتجدر الإشارة الى أن تساؤلات عديدة ترافق هذه الاعتناقات فيؤكد بعض رجال الدين المسيحيين وبعض اللاجئين السوريين المسيحيين ان هؤلاء يبحثون عن المساعدة والدعم من أجل الهجرة الى الغرب.

ينفي المطران صليبا هذه الفرضيّة ويؤكد انه يحرص على أن يلمس رغبةً حقيقيّة لدى هؤلاء باعتناق المسيحيّة واعتمادها إيماناً ونهجاً.

ويقول: “عندما ألاحظ عند أحدهم رغبةً باعتناق المسيحيّة، لا أوقفه بل أحاول أن أختبره.”

تستند الأمم المتحدة في اجراءات الترحيل التي تعتمدها على معايير الهشاشة أي وبصورة أساسيّة عدد الأفراد أو العائلات العرضة للخطر. وكانت الولايات المتحدة قد اعتمدت في الماضي المعيار نفسه دون إعطاء الأفضليّة للمسيحيين علماً أن الرئيس الأمريكي الجديد ترامب أكد أن حكومته ستفعل.

وكانت الولايات المتحدة، في العام ٢٠١٦، قد استضافت لاجئين مسلمين بأغلبهم إذ لم تتخطى نسبة المسيحيين منهم الـ١٪ (يشكل المسيحيون حوالي ١٠٪ من اجمالي الشعب السوري).

إلا أن اعتناق المسيحيّة قد وضع أبو رضوان وعائلته في ظلّ خطر كبير، هنا في لبنان. فها هو يرفع قميصه ليُشير الى الضمادات على صدره. فقد تعرض، الأسبوع الماضي، للطعن في الشارع.

ويقول: “حصل ذلك وانا أخرج من الكنيسة.”

ويؤكد ان المعتدين كانوا سوريين من عشيرته يرفضون اعتناقه ولذلك لا تزال زوجته ترتدي الحجاب في الشارع. ويضيف ان عشيرته حلّلت دمه وانه سيكون من الصعب جداً عليه العودة الى سوريا إلا أنه لا يندم أبداً على قرار اعتناق المسيحيّة.

فيقول: “ارتحت عندما تعمدت وإن متُ الآن أمام الكنيسة، أموت بسلام.”

"أليتيا" -
 7 آذار 2017

إرسال تعليق

 
Top