0
أقام تيار "المستقبل" في عكار احتفالا تكريميا لمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، في قاعة الارجوان في القنطرة، برعاية الرئيس سعد الحريري، ممثلا بالأمين العام للتيار أحمد الحريري.

حضر الاحتفال ناصر بيطار ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، النواب: رياض رحال، نضال طعمه وخالد زهرمان، الوزير السابق فوزي حبيش، النائب السابق مصطفى هاشم، محافظ عكار عماد لبكي، العميد ميلاد تولاني ممثلا جهاز أمن الدولة، المقدم ماجد الأيوبي قائد سرية درك عكار وعدد من الضباط قوى الامن الداخلي في عكار، وسيم الصايغ مدير مكتب معلومات جهاز الامن العام في عكار، آمر مفرزة الاستقصاء في الشمال النقيب نبيل عوض، عضو المكتب السياسي في التيار محمد المراد، مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وهبي قاطيشا، وفد من الآباء ممثلا راعي أبرشية عكار للروم الأرثوذكس المطران باسيليوس منصور، المونسينيور الياس جرجس ممثلا المطران جورج بو جودة، الأب ميشال بردقان ممثلا راعي أبرشية طرابلس للروم الكاثوليك الملكيين.

كما حضر منسقو "تيار المستقبل" عصام عبد القادر، خالد طه، وسامر حدارة، منسق عام القوات اللبنانية نبيل سركيس، مسؤول اقليم عكار في حزب الكتائب روبير النشار، نعمه محفوض رئيس نقابة معلمي التعليم الخاص، رؤساء اتحادات بلدية وفعاليات وكهنة ورجال دين وراهبات وفعاليات ثقافية واجتماعية وتربوية، وأعضاء مكاتب المنسقيات والقطاعات.

احمد الحريري
بعد النشيد الوطني، ألقى الحريري كلمة قال فيها: "نلتقي اليوم في عكار على بعد أيام من ذكرى ميلاد سيدنا المسيح، وقبل أيام من ذكرى مولد رسولنا محمد لنكون معا مسلمين ومسيحيين على صورتهما، صورة الشراكة والمحبة، صورة الانفتاح والتسامح".

أضاف: "أرى اليوم لبنان الرسالة يتجلى في أبهى صوره، هنا في عكار الاعتدال، هذه الأرض المباركة التي كانت ولا تزال أقل المناطق اللبنانية تأثرا بالصراعات الاهلية، وأكثرها حرصا على العيش الواحد، فكان المسيحيون على مر السنين حريصين على المسلمين حرصهم على أنفسهم تماما كما كان المسلمون حريصين على المسيحيين حرصهم على وجودهم وأنفسهم".

وتابع: "هذا ما نراه كل يوم في الأفراح والأتراح، حين يشيع شهداء الجيش اللبناني الأبطال باعتبارهم شهداء كل عكار لا شهداء قرية أو طائفة، فيحمل أهل القبيات نعش شهيد عيات ويسير أهل مشتى حمود بجنازة شهيد القبيات، وهذا ما نراه حين يزين مسلمو عكار أشجار الميلاد في كل عام ويشارك مسيحيوه بافطارات رمضان المبارك، وما أكثر الوقائع التي إن حكت فستحكي عن عكار التي لا تميز بين مسلم ومسيحي إلا بمقدار إيمانه بلبنان وبقيم التسامح والاعتدال، كما ستحكي عن عرقا والقبيات وحلبا عن بينو وعندقت وعيدمون عن بقرزلا والحاكور ومنيارة عن شدرا وجديدة والحكر والشيخ طابا وغيرها من القرى والبلدات المسيحية، التي تعيش بسلام ووئام مع جيرانها وما زالت معمورة منذ فجر التاريخ وفيها تعززت ممالك وبرجالها انتصرت دول".

وأكد "أن من يجتهد في التصوير أن عكار لم تعد للمسيحيين نقول له لا وجود لعكار من دون أهلها المسيحيين وأن عكار حين لا تعود للمسيحيين فهي لن تعود للمسلمين أبدا لأن عكار صورة عن لبنان، ولا يمكن أن تعيش إلا بجناحيها المسلم والمسيحي، هكذا عاشت على مر التاريخ، وستبقى كذلك رغم أنف كل المحرضين".

وتابع: "أما من يجتهد في إخافة المسيحيين في عكار من حالات التطرف فنقول له كلمتين: إن لا خبز للتطرف في عكار وفي كل لبنان وأن المسلمين مستهدفون من أي تطرف قبل أن يكون المسيحيون مستهدفين، فكفى تحريضا واستثارة للغرائز الطائفية، لأن المسلمين والمسيحيين في عكار وفي كل لبنان في وحدة موقف ومصير مشترك لمواجهة أي تطرف بالاعتدال أولا وآخرا وبالإيمان بالدولة اللبنانية وبشرعيتها دائما وأبدا".

واردف: "في الحديث عن الإيمان بالدولة، لا ننسى أن أهل عكار، مسلمين ومسيحيين، قدموا للبنان منذ نشأته خيرة أبنائهم لخدمة هذا الوطن في الجيش وقوى الأمن وسائر الأجهزة الرسمية وبذلوا من أجل هذا البلد واستقلاله ووحدته الكثير مع أنهم نالوا من خيرات هذا البلد أقل مما نال غيرهم لكنهم لم يتعبوا أبدا من الإصرار على العيش المشترك والوحدة الوطنية والاستقلال الناجز، ولم يتراجعوا يوما عن مواجهة كل عواصف التطرف والانعزال وكل عناوين الإهمال والنسيان".

وأشار إلى أنه "منذ أيام انتهت أولى جلسات الحوار بين "تيار المستقبل" و"حزب الله" على أمل أن تبدأ جلسات الحوار بين كل القوى السياسية، وفي مقدمها القوى المسيحية لعل وعسى تثمر في نهاية المطاف توافقا على تسوية وطنية تؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتحرر الموقع المسيحي الأول من قيود الشغور".

وأردف: "من جهتنا سنتعاطى مع الحوار بكل إيجابية لإطفاء النار التي تهدد بإشعال لبنان بعدما بدأت تحرق من أشعلها وظن أنه بمنأى عنها"، وأكد "أننا لا نبغي من الحوار إلا مصلحة لبنان وهو أبعد ما يكون عن المصلحة الشخصية، إنه الحوار لأجل المصلحة الوطنية العليا، ومصالح كل اللبنانيين الذين تعبوا من تداعيات الاحتقان الطائفي والمذهبي، وملوا من التعطيل والفراغ والتخوين والاستكبار ويتطلعون كل يوم الى عودة الاستقرار الأمني والاقتصادي، وإلى الإهتمام بأولويات الناس وتشجيع الاستثمار لخلق فرص العمل لأبنائهم وتخفيض فاتورة التعليم والاستشفاء ومعالجة مشكلة المياه والكهرباء، وحلحلة أزمة السير والطرقات وكل المشاكل الحياتية الملحة والضرورية التي تنغص عيش المواطنين اليومي".

وتابع: "لا يظنن أحد أن الحوار سيلغي "ربط النزاع" القائم مع "حزب الله"، ولا سيما بالنسبة إلى موضوع سلاحه وقتاله في سوريا، أو بالنسبة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، "ربط النزاع" قائم ومواقفنا لن تتبدل أو تتغير، ولن نتوقف عن دعوتنا إلى إنسحاب "حزب الله" من الحرب السورية وإلى الانضواء تحت راية الإجماع الوطني، كما لن نتوقف عن الدعوة إلى تسليم المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولن نسلم لـ"حزب الله" بأي شأن يمس السيادة الوطنية، أو يتيح للقوى الإقليمية والخارجية أن تتدخل في شؤون لبنان،ولسنا في الحوار كي نغطي استخدام السلاح في النزاعات الداخلية، أو نتوقف عن إعلان الرفض الكامل لهذا الاستخدام باختصار".

وشدد على أن "الحوار اليوم ليس ترفا إنما حاجة وضرورة لحماية لبنان وهو "واجب وطني يعلو على أي واجب مذهبي أو طائفي أو إقليمي"، كما قال الرئيس سعد الحريري، خصوصا في ظل غياب من يفترض أن يكون راعي الحوار الأول، أي فخامة رئيس الجمهورية".

أضاف: "قبل يومين كنا نحيي الذكرى الأولى لاستشهاد الدكتور محمد شطح ورسالة الذكرى كانت واضحة للجميع بأن من تحمل في السنوات العشر الماضية "خسارة" رفيق الحريري ومحمد شطح وكل شهداء انتفاضة الاستقلال كي لا يخسر لبنان مستعد اليوم لأن يخوض أي حوار وأن يتحمل أي تضحية كي لا يخسر اللبنانيون لبنان".

وتابع: "لكم من الرئيس سعد الحريري تحية إكبار، أوصاني بأن أنقل إليكم أنكم تعيشون في قلبه، وأن وصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري له بالاهتمام بعكار ستبقى بوصلة "تيار المستقبل" دائما، وباسمكم جميعا أتوجه مجددا بتحية الميلاد إلى كل الطوائف المسيحية في لبنان ومن خلالكم التحية موصولة إلى مسيحيي الموصل والعراق وإلى كل مسيحيي سوريا اتطلع وإياكم إلى اليوم الذي يعودون فيه إلى أرضهم كي نسمع أجراس كنائسهم تقرع من جديد".

وقال: "نحن نؤمن ان عودة مسيحيي العراق وسوريا الى ما كانوا عليه في ارضهم، لن يكون الا من خلالكم أنتم في لبنان، من هنا نجد أن الرئيس الحريري يمضي في هذا المسار الطويل منذ سنة ونصف الى اليوم، من أجل إنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية، وهو اذا يشدد على أهمية موقع الرئاسة الاولى، لا يشدد على ذلك كأن الأمور فولكلورية أو لأنه موقع الرئيس المسيحي الاول في هذا الشرق، إنما انطلاقا من ايماننا في تيار المستقبل أنه من خلال مسيحيي لبنان ومسلميه سيعود مسيحيو العراق وسوريا الى بلديهما، وعبر هذا البلد الذي هو رسالة كما سماه البابا يوحنا بولس الثاني، قادرين ان نعيد الدور الاساسي الذي لعبه مسيحيو الشرق في قلب المشرق العربي، والذي أنتم كمسيحيي لينان جزء أساسي منه، ونحن نفتخر بالذي فعلوه وفعله الاجيال والآباء في الأيام الماضية".

وكرر "ما قلته في العشاء الميلادي الذي أقامه "تيار المستقبل" في طرابلس اقول أنا اللبناني أن المسلم في لبنان لن يكون بخير إذا لم يكن المسيحي بخير، أصوات المآذن ستبقى تعانق أجراس الكنائس وعيشنا الواحد مستمر إلى أبد الآبدين دفاعا عن لبنان العظيم".

وأمل في "أن يحمل العام الجديد بشائر عودة العسكريين المخطوفين إلى أحضان الوطن سالمين كما نأمل أن يتعلم الآخرون من أهل عكار كيف يصان السلم الأهلي في زمن الشدائد، وكيف يبقون على اختلافهم ويجعلون منه مصدر غنى لا مصدر توترا، لأن قدر أهل الوطن الواحد أن يعيشوا معا لا أن يتقاتلوا ولأن ما ثبته التاريخ في هذه المنطقة لن تلغيه نزوة من أي طرف سياسي أو حماقة من أي مجموعة مسلحة". 

29\12\2014

إرسال تعليق

 
Top