0
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خبراء غربيين وعراقيين بأنهم يرون أن "ملايين الزوار الإيرانيين للعتبات الشيعية المقدسة يمثلون نموذجا عن تعاظم قوة إيران الناعمة في العراق، فيما تبدي الولايات المتحدة والدول العربية المحيطة بالعراق قلقاً من النفوذ الإيراني المباشر ودعم إيران للمجموعات المسلحة".

وبحسب الصحيفة "تستغل إيران هذا المد العقائدي كجزء من المعادلة، حيث تشجع الوجود الإيراني الكبير في العراق من خلال دعم الشركات التي تسيطر على الأرباح الوفيرة لرحلات الزوار الإيرانيين، وتعمل على تجديد وإدامة المراقد الشيعية في العراق".

وفي هذا السياق، نشرت وكالات الأنباء الإيرانية تقارير عديدة خلال الأيام الأخيرة حول خطة أمنية لتأمين زيارة ملايين الشيعة من إيران للعراق في ذكرى الأربعين لاستشهاد الحسين بن علي.

وذكرت التقارير أن إيران قامت بنشر قوات عسكرية عبر الحدود، ونفذت مقاتلاتها طلعات جوية على طول الشريط الحدودي مع العراق، كما أرسلت عددا من المسؤولين الحكوميين إلى العراق، فضلا عن نشر قوة عسكرية من الباسيج والحرس الثوري لحماية ملايين الزوار في كربلاء والنجف.

ووفقا لوكالة "سحام نيوز" الإخبارية فإن العديد من مسؤولي النظام الإيراني حضروا في كربلاء مراسم الأربعين لاستشهاد الحسين بن علي، ومنهم المدعي العام الإيراني والمتحدث باسم السلطة القضائية محسني إيجئي، وياسر خميني (حفيد الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية)، والرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، وعدد من مساعديه ومسؤولي حكومته السابقة.

كما حضر المناسبة كل من محمد باقر قاليباف عمدة طهران، والشيخ كاظم صديقي إمام جمعة طهران، ومحمد حسيني وزير الثقافة السابق، وعدد من نواب المجلس ومسؤولين حكوميين.

وعلى صعيد تدفق الزوار الإيرانيين للعراق خلال المناسبة، أكد رئيس شرطة الهجرة والجوازات الإيرانية أن "أكثر من 1.2 مليون زائر إيراني دخل العراق عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية".
التواجد العسكري والأمني

وتحاول إيران تعزيز وجودها في العراق تحت غطاء قضيتين، أولاهماا "قضية حماية الزوار والمراقد الشيعية المقدسة والاستثمار السياسي والاقتصادي والعقائدي، والثانية: صد هجمات داعش وحماية العاصمة بغداد والمساعدة في تحرير المناطق التي يحتلها داعش، وبالتالي تكثيف التواجد العسكري والأمني"، حسب تصريحات مسؤولين إيرانيين وعراقيين.

وفي هذا السياق، كانت وكالة فارس الإيرانية قد ذكرت أن "إيران لعبت دورا في قيادة القوات المسلحة العراقية، وإدارة عملياتها ضد تنظيم داعش".

وكان نائب وزير الدفاع الإيراني، رضا طلابي، قد تحدث عن "وجود تنسيق بين طهران وبغداد يسمح للقوات الإيرانية بالدخول إلى العراق لحماية المراقد المقدسة في بغداد والنجف وكربلاء وسامراء".
الهيمنة على القرار العراقي

ويكشف التنسيق المستمر بين حكومتي بغداد وطهران، امتداد النفوذ الإيراني وهيمنته على القرارين السياسي والعسكري في العراق.

ووفقا لوكالة "فارس" فإن "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قام بتأسيس جيش رديف من الميليشيات، وآلاف المتطوعين تحت مسمى "الحشد الشعبي" لمساندة الجيش العراقي".

ومن المعروف أن إيران وضعت قادة للميليشيات الشيعية يوالونها أكثر من موالاتهم لبلدهم، حيث إن بعضهم أعلن صراحة تبعيته الكاملة سياسيا وعسكريا وعقائديا لإيران، كعصائب أهل الحق وحزب الله العراقي ومنظمة بدر وغيرها.
دور سليماني

أما دور قاسم سيلماني في العراق، وظهوره الميداني المستمر في عدد من المناطق التي تشهد قتالا بين القوات الأمنية العراقية وتنظيم "داعش"، يتعاظم أكثر من ذي قبل، خاصة في ظل الضوء الخضر الأميركي للتدخل الإيراني في العراق ضد داعش، وغض البصر عن حضور سليماني المشمول بالعقوبات الدولية كأحد إرهابيي العالم، وضمن قائمة المطلوبين لدى وزارة الدفاع الأميركية.
سكك حديدية تربط العراق بإيران

ومن أجل إحكام السيطرة أكثر فأكثر تنوي إيران إنشاء خطوط سكك حديدية لربط بغداد بطهران، حيث طالب اللواء محمد باقر زاده قائد لجنة المفقودين بقيادة أركان القوات المسلحة الإيرانية بـ"ربط السكة الحديدية في طهران بكربلاء والنجف في العراق".

وفي السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، أن "موضوع ربط خطوط سكة الحديد الإيرانية بخطوط سكة الحديد العراقية كان من أهم المواضيع التي صادق عليها مجلس الوزراء في اجتماعه الأربعاء الماضي". 

صالح حميد - "العربية" - 16\12\2014

إرسال تعليق

 
Top