0
رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب خالد الضاهر في تصريح لـ “الأنباء”، أن من سخريات القدر والمفارقات المضحكة هو توجيه الاتهامات لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من قبل من يدعم ويناصر الرئيس السوري “أكبر مجرمي الحرب في التاريخ والمتهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر شهداء قوى 14 آذار عبر حلفائه في لبنان”.

واعتبر الضاهر أن جعجع شرس في عدائه لمن يريد النيل من الدولة اللبنانية، وصادق ومخلص في تحالفاته مع من يؤمن بالدولة السيدة الحرة والمستقلة، وجعجع أدى ما عليه خلال سنين الحرب الأهلية ويؤدي اليوم ما عليه تجاه قيام الدولة القوية، معتبرا أن من السخرية أن من يدافع عن ميشال سماحة ويعمل جاهدا لإخراجه من السجن هو نفسه من يتهم سمير جعجع باغتيال الرئيس رشيد كرامي وغيره من ضحايا الحرب الأهلية.

وقال: “ان من يعيب سمير جعجع بالعفو العام، بأن الرئيس الراحل سليمان فرنجية حُكم عليه بالاعدام على اثر مجزرة كنيسة مزيارة التي سقط فيها أكثر من ثلاثين قتيلا، وفر الى سورية في 16 حزيران 1957 هربا من حكم العدالة، ومن ثم عاد الى لبنان في عهد الرئيس فؤاد شهاب بعد أن وقع الأخير في العام 1958 قانون العفو العام عنه وعن الرئيس الراحل رينيه معوض، الذي أصبح كل منهما فيما بعد رئيسا للجمهورية اللبنانية”، مستغربا بالتالي أن يحاول المتحاملون على جعجع التنزيه بالقضاء العضومي في زمن الاحتلال السوري والطعن بنزاهة القضاء ومصداقيته في زمن ما قبل وما بعد الاحتلال المذكور.

وتابع الضاهر معطيا شهادته للتاريخ، بأن من اغتال الرئيس الشهيد رشيد كرامي هو المقدم السوري آنذاك أحمد حلوم الذي أعطى أوامره للرائد السوري أيضا محمد اسطنبولي الذي كان مركزه في معرض طرابلس، حيث وجود المروحية التي كانت ستقل الرئيس رشيد كرامي الى بيروت، مشيرا الى أن اسطنبولي قام بتفخيخ المروحية لمنع الرئيس كرامي من الالتقاء مع كميل شمعون وامين الجميل في بيروت تحت شعار “الحل في جيبي” الذي رفعه الرئيس الشهيد رشيد كرامي لإنهاء الأزمة اللبنانية، مؤكدا أن العماد عون نفسه يعرف تفاصيل عملية اغتيال الرئيس كرامي، إلا أن مصالحه وتحالفاته تحول دون إعلانه عن هذه الحقيقة، لافتا بالتالي الى وجود مزايدات على دولة الرئيس عمر كرامي الذي عيّن الدكتور جعجع وزيرا في حكومته في العام 1991، فكفى متاجرة بدم الرشيد من قبل المتهمين بأكبر وأفظع الجرائم في لبنان.

وأشار الى أن أكثر ما يدعو للسخرية، هو محاولة “حزب الله” استغباء عقول اللبنانيين من خلال اللعب على محورين أساسيين للوصول الى هدفه أعلاه، وهما: دعم ترشيح العماد عون “صوريا”، بهدف ايفاء الدين المتوجب عليه للرابية، في وقت يعلم “حزب الله” علم اليقين أن حظوظ العماد عون بالرئاسة كحظوظ ابليس بالجنة.

- تنظيم حملات إعلامية مكثفة قائمة على نبش قبور الماضي بهدف تجييش الرأي العام ضد مرشح قوى “14 آذار” الدكتور سمير جعجع، وبذلك يكون “حزب الله” قد أمّن الأسباب الموجبة من وجهة نظره لتجاوز المهلة الدستورية وإحداث الشغور في سدة الرئاسة، ومهد الطريق أمام فرضية التسوية التي ستأتي برئيس يُمثل الفراغ كل الفراغ في الرئاسة الأولى.

وردا على سؤال، لفت الضاهر الى أن ما زاد في الطين بلة، هو اقتناع عون بأنه قد يستطيع الوصول الى تحقيق حلمه عبر تسويق نفسه لدى الرئيس الحريري مرشحا توافقيا ذا قلب أبيض وبريء، مؤكدا أن “تيار المستقبل” يرحب بكل حوار وتقارب بين اللبنانيين، ويده ممدودة للتعاون مع الجميع إنما تحت سقف الدولة والقانون والدستور، لكنه حتما لن يساوم على دماء شهداء ثورة الأرز بدءا من دماء الشهيد الحي مروان حمادة وصولا الى دماء الشهيد محمد شطح وما سبقهم من كمال جنبلاط وسليم اللوزي ورياض طه والرئيس بشير الجميل والمفتي حسن خالد والنائب ناظم القادري والشيخ صبحي الصالح وأحمد عسّاف و… وصولا الى الرئيس رينيه معوض، وهو بالتالي لن ينتخب بشار الاسد رئيسا للجمهورية اللبنانية بصورة مرشحيه في لبنان، مشيرا الى أن عون تأخر كثيرا في مد الجسور مع “تيار المستقبل”، علما أن عون حين يتأكد له أنه لن يكون رئيسا توافقيا، سيعود الى موقعه المعادي لتيار المستقبل وقوى “14 آذار”، وسيكيل لهما من جديد الاتهامات والشتائم ويتوعدهما بالويل والثبور وعظائم الأمور، ما يعني أن الشخصية التوافقية التي يتلبسها العماد عون في زمن الانتخابات الرئاسية، ما هي إلا قناع يأمل من خلاله الدخول الى قصر بعبدا.

إرسال تعليق

 
Top